أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

عراقيون يتهكمون على مزاعم المالكي أب الطائفية بالتبرؤ من الطائفية

نوري المالكي يعلن عكس ما يضمر لأنه يعيش أسوأ أزماته الشخصية والسياسية، بعد أن بات ورقة محروقة ومفضوحة في الشارع العراقي.

بغداد- الرافدين
تهكم محللون سياسيون ومدونون عراقيون على مزاعم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، بالتبرؤ من الطائفية.
ووصفوا مزاعم المالكي بنوع مكشوف من التكاذب والتنافق والتزييف والتخادع، فهو الأب الأول للطائفية في العراق، وما استخدمه في بيانه من تقيّة طائفية مجرد عرض مبتذل بعد احتراق جميع أوراقه السياسية.
وأعلن المالكي، الثلاثاء، براءته من مواقع تحمل اسمه تعمل على سب وقذف صحابة النبي محمد وزوجاته، محذراً من مخطط لإشعال فتنة طائفية بغيضة.
وقال المالكي في بيان “أسجل براءتي من كل موقع باسمي، يتعرض بالسب والقذف والإساءة الى صحابة النبي (ص) وأزواجه أمهات المؤمنين”.
ويأتي بيان المالكي بعد قيام الرادود الطائفي باسم الكربلائي أحد أكثر المقربين من المالكي، بإطلاق عبارات مسيئة لصحابة الرسول الكريم ووصفهم بأنهم “عصابة”.
ووصف محللون سياسيون ذرائع المالكي صاحب الجملة الطائفية الشهيرة “جيش الحسين وجيش يزيد” مجرد ابتذال سياسي يثير تهكم وسخرية العراقيين. فأب الطائفية الأول لا يتخلى عن طائفيته لأن تفكيره مبني عليها.
ويجمع مراقبون على أن المالكي الذي يعيش أسوأ أزماته الشخصية والسياسية، طالما استخدم أسلوب الخطاب المخاتل وإعلان عكس ما يضمر، إلا انه بات ورقة محروقة ومفضوحة في الشارع العراقي، وكشفته أكثر التسريبات الصوتية.
ويعدّ المالكي واحدا من أكثر سياسيي المشهد العراقي الذين يعانون من الازدراء الشعبي، بينما ينظر إليه نشطاء ثورة تشرين بوصفه أكبر “تفاهة سياسية” في تاريخ العراق المعاصر.
ولا يكتفي المالكي بكونه أب الطائفية الأول وقائد عمليات القتل على الهوية في العراق أبان رئاسته للوزراء على مدار ثمانية أعوام، بل أنه وبعد التسريبات الصوتية على لسانه صار في نظر العراقيين والعالم مصدر الابتذال اللغوي والسلوكي والطائفي إلى حد غير مسبوق.
وقال القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق، إن الهيئة لم تكن تعوزها تسريبات نوري المالكي لمعرفة الطبيعة الإجرامية في شخصيته المحملة بالحقد الطائفي والمخططات الدموية.
وذكر القسم السياسي في التقرير الدوري السادس عن الحالة السياسية في العراق “الشعب العراقي تيقن بعد انتشار التسريبات بأن من يحكمه منذ الاحتلال وإلى اليوم هم مجرمون سفاحون فاسدون لا يأبهون بمصالح الشعب أو حل مشكلاته أو التخفيف من معاناته”.
وأشار التقرير إلى أن معرفة الهيئة بخبيئة المالكي ليست جديدة، وتصريحنا بهذه الحقيقة قبل أن يعيها كثيرون ليست خافية؛ ولعل حديث الشيخ حارث الضاري “رحمه الله” في برنامج “بلا حدود في قناة الجزيرة سنتي 2010، و2014، خير دليل على ذلك؛ فقد وصف المالكي وصفًا دقيقًا، وأبان عن حقيقته، وحذر من مخططاته، وكشف عن استهدافه العراقيين جميعًا، وهي وقائع أكدتها التسريبات الأخيرة.
وكتب الصحفي كرم نعمة “سبق وأن وصف ريان كروكر السفير الأمريكي السابق في العراق، المالكي بأنه يرى بعثياً خلف كل شجيرة، لكننا اكتشفنا بعد التسريبات أن المالكي يرى في حقيقة الأمر جنودا من جيش يزيد خلف كل شجيرة”.
ووصف نعمة في تدوينة على حسابه الموثق على تويتر، بيان المالكي بأنه نوع من الضحك على الذقون والاستغفال المبتذل للعقول عندما يزعم أب الطائفية الأول وأكبر تفاهة طائفية في تاريخ العراق المعاصر التبرؤ من الطائفية.
وشدد مراقبون سياسيون على أن بيان المالكي مجرد لغو سياسي لا قيمة له، في محاولة منه للبقاء في المشهد المقبل على عملية تحاصص جديد لتقسيم غنيمة الحكومة.
وقال الكاتب السياسي ماجد أحمد السامرائي أن الحلقة الأخطر التي أوقعت المالكي بما هو فيه الآن صراعه المتصاعد مع الصدر، ووصوله إلى مستويات رخيصة كشفتها تسريبات التسجيلات الأخيرة.
وأكد بقوله إن هذا الصراع أسقط مشروع المالكي الطائفي لأن المتصارع هو شيعي أيضًا وبذلك تسقط كل المعادلة الطائفية التي يقوم عليها مشروعه.
وأضاف “أن انهيار زعامة المالكي تحققت لدى شعب العراق منذ سنوات، لكن ما يحصل الآن هو انهيار المنظومة السياسية الشيعية جميعها لأن عمودها الفقري هو المالكي ذاته”.
ووصف الكاتب علي الصراف المالكي بانه يثير مشاعر القرف، بل وذل الهزيمة أمام حال بلغ من الخزي ما يفوق كل تصور.
وكتب الصراف “لكن، هذا هو النموذج السائد من الساسة في العراق، على أي حال. هم والتدليس شيء واحد. والمالكي ليس حالة فريدة. ولكنه هو النموذج الذي يُقتفى أثره، بوصفه (أبو) النظام الطائفي ومؤسس نظام المحاصصة، وزعيم الدولة التي أصبح الفساد هو عنوانها وسبب وجودها الوحيد”.
بينما كتب فاروق يوسف “المالكي وحزبه متهمان بسرقة أموال العراق. لا يزال الجزء الأكبر من ماكينة الفساد يُدار من قبلهما. ما فعله المالكي حين دعا إلى حرب شيعية – شيعية إنما هو جزء من فلسفة الحكم التي تبناها يوم كان يحظى بالدعم الأمريكي وهو اليوم يحلم بدعم إيراني لن يجده”.
وتوقع أن تكون نهاية المالكي محتمة. فالرجل يقيم في ماضيه ولا مستقبل له. متسائلا “هل سيعيد الآخرون النظر في حساباتهم بعد أن يتم حذف المالكي من المعادلة السياسية؟”.
وأجاب “ذلك هو رهان المرحلة المقبلة. وهي مرحلة ستشهد تغييراً، لكن ليس بالمستوى الذي يحلم به الشعب”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى