أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

دول تتجه إلى عدم الاعتراف بجواز السفر الدبلوماسي العراقي

العراق أصدر 15 ألف جواز سفر دبلوماسي لاستخدامه في تمرير صفقات مشبوهة وتهريب أموال.

بغداد ـ الرافدين
يواجه “جواز السفر العراقي” صدمة دولية جديدة بعدم الاعتراف بجوازات السفر الدبلوماسية، بعد تذيله المراتب الأدنى في قائمة أسوأ الجوازات على مستوى العالم.
ويتجه المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بالجوزات الدبلوماسية التي تصدرها وزارة الخارجية في العراق بسبب الاعتباطية والفساد وعدم الاستحقاق في منحها.
ويحمل الآلاف من العراقيين جوازات سفر دبلوماسية تسهل لهم التنقل بين الدول، وتمرير صفقات مشبوهة وتهريب الأموال من دون أن تكون لهم أي وظيفة دبلوماسية.
وعادة ما يمنح قادة الأحزاب والمقربين منهم من أعضاء الميليشيات جوازات سفر دبلوماسية، أثارت شكوك دول مختلفة.
وقال موقع 1945 الأمريكي، أنه في الوقت الذي يبلغ عدد سكان اليابان 125 مليونًا فإنه يصدر أقل من ألف جواز سفر دبلوماسي، في حين يتجاوز العراق هذه النسب ويصدر أكثر من 15 ألف جواز على الرغم من أن عدد سكانه يبلغ نحو 44 مليون نسمة فقط.
وأشار تقرير الموقع الأمريكي إلى إساءة استخدام هذه الجوازات التي تسمح بتجاوز الكمارك وبالتالي القدرة على نقل البضائع المهربة وتهريب الأموال للخارج.
ومع الصدمة المنتظرة بعدم الاعتراف بجوازات السفر الدبلوماسية العراقية، فأن جواز السفر العراقي يعاني التراجع المستمر في قائمة الجوازات العالمية.
وتبوأ جواز السفر العراقي المرتبة الأخيرة في ترتيب جوازات السفر العالمية، بحسب تصنيف شركة الاستشارات السويسرية “هينلي بارتنرز”، للربع الثاني من عام 2022.
ولا يسمح لحاملي جواز السفر العراقي إلّا بدخول 29 دولة من دون تأشيرة وهي دول هامشية لا يمكن للعراقي السفر إليها لأي سبب كان.
ويساعد مؤشر جوازات السفر العالمية، الذي يستند إلى 17 عامًا من البيانات، الأفراد والحكومات الأثرياء على تقييم قيمة المواطنة حول العالم بناء على جوازات السفر التي تتيح دخول دول أكثر دون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول.
ولا تقتصر تردي سمعة العراق بين الدول على تذيل جواز السفر أدنى المراتب، بل أن البعثات الدبلوماسية لم تكن ممثلا مناسبا للعراق بين دول العالم.
ففي عام 2016 اتهمت السلطات البرتغالية نجلي السفير العراقي لدى البرتغال سعد محمد رضا بالاعتداء على فتى برتغالي بالضرب المبرح، ما كاد يتسبب في وفاته قبل أن تتفق السفارة العراقية مع أسرته على التنازل عن الدعاوى مقابل تعويض مالي ومغادرة السفير لمنصبه في عام 2017.
وخلال عام 2018 هاجم السفير العراقي لدى طهران راجح الموسوي عددًا من أبناء الجالية العراقية في إيران ومخاطبتهم بلهجة متشنجة خلال تجمع ديني بعد تحدثهم عن أوضاعهم السيئة.
وانتشرت مقاطع مصورة للسفير العراقي في بيروت حيدر شياع البراك خلال رحلة صيد، يظهر فيها حاملًا “قذيفة “آر بي جي” ومحاطًا بعدد من المسلحين، فيما اقتصرت ردود فعل وزارة الخارجية على استدعاء السفير، ليتبين لاحقًا أنه عاد إلى منصبه دون تطبيق أي إجراء ضده.
وأثارت صور دعوة سفير العراق بالأردن حيدر العذاري للمطرب راغب علامة في بيته حفيظة العراقيين، التي وصفوها بالمخلة ولا تليق بمكانة السفير العراقي وتصرفاته الدبلوماسية.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق ملحان المكوطر، إن “اختيار السفراء في العراق يجري على أساس حزبي أسوة ببقية المسؤولين في الدولة التي تعتمد على العلاقات الحزبية والشخصية”.
وأضاف المكوطر، أن وزارة الخارجية حددت نسبة 75 بالمائة من التعيينات عبر الوزارة وإعطاء الحق للكتل السياسية لتعيين النسبة المتبقية، لافتًا إلى أن هذه النسبة لم يتم الالتزام بها، بل كانت مناصفة 50 بالمائة لكل من وزارة الخارجية والكتل السياسية.
ويرى الكاتب باسم الشرع، أن السفارات العراقية تحتاج إلى دراسة شاملة تبين الجدوى من وجودها في بعض الدول وتحديد أعداد العاملين فيها.
وقال الشرع إن السفارات العراقية حالية متخمة بأعداد العاملين، فضلاً عن انتشارها بطريقة غير مدروسة في عديد من الدول التي ليس للعراق روابط سياسية وتجارية.
ويرى مراقبون ما يجري من فساد في السفارات وعملية منح الجوازات الدبلوماسية نتاج طبيعي لسياسة المحاصصة الطائفية التي تهيمن على مقاليد الحكم في العراق.
وأضاف المراقبون أن آلية اختيار السفراء تسيطر عليها الأحزاب في ظل انعدام تام للمعايير في منح وإصدار الجوازات الدبلوماسية والتي أصبحت تمنح لأشخاص لا علاقة لهم بالعمل الدبلوماسي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى