أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

قتال على أموال النفط بين ميليشيات التيار الصدري والعصائب في البصرة

أموال الموارد النفطية تمثل شريان الحياة للقوى السياسية والميليشيات التي تسحب الأموال من خلال تعاقدات فاسدة وعمولات ورشى وأعمال غير مشروعة.

البصرة- الرافدين

عزت مصادر سياسية وإعلامية المعارك الدائرة بين الميليشيات في محافظة البصرة (جنوب العراق) الى التنافس على العوائد المالية في المدينة الغنية بالنفط، بذريعة الصراع السياسي.
وأصبحت البصرة الجبهة الجديدة للأزمة السياسية في العراق حيث يمارس أنصار التيار الصدري الضغط على خصومهم من ميليشيا العصائب لقطع مواردهم الاقتصادية.
وتشهد المدينة اشتباكات مسلحة شبه يومية بين الصدريين وعناصر ميليشيا العصائب، وهي إحدى الميليشيات المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي وفي الإطار التنسيقي وتدعم نوري المالكي الخصم اللدود لزعيم التيار مقتدى الصدر.
وسبق وأن ووجّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تهديدًا إلى زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي واصفًا إياه بالوقح على خلفية الاشتباكات التي حصلت في البصرة.
وحذر الصدر، قيس الخزعلي من عدم كبح جماح ميليشيات العصائب، داعيا إياه إلى التبرأ من القتلة والمجرمين التابعين له، والتأكد من عدم الانتماء لميليشياته.
ودعا صالح محمد العراقي، المعروف بوزير الصدر، مصطفى الكاظمي إلى “كبح جماح ميليشيات قيس الوقحة” في إشارة إلى عصائب أهل الحق.
وكتب صالح العراقي في تغريدة بموقع تويتر الخميس “على قائد القوات المسلحة كبح جماح ميليشيات قيس الوقحة وأمثالها فهي لا تعرف غير الإرهاب والمال والسلطة”.
واوضح انه “وبدورنا، ولدرء الفتنة في محافظة البصرة، نعلن تجميد كل الفصائل المسلحة – إن وجدت – بما فيها (سرايا السلام) ومنع إستعمال السلاح في جميع المحافظات عدا (صلاح الدين): (سامراء وما حولها).
وحذّر من أنه “بخلافه فسنتخذ إجراءات اخرى لاحقاً، فترهيب وإخافة المدنيين وارعابهم أمر محرم وممنوع والاقتتال الداخلي محرم وممنوع”.
وذكر تقرير لموقع “ميدل ايست أي” الذي يصدر باللغة الإنجليزية من العاصمة البريطانية لندن أن العراق يعتبر ثاني أكبر المنتجين في منظمة “أوبك”، حيث بلغ إنتاجه اليومي أكثر من 4.45 ملايين برميل خلال شهر آب، وان معظم الإنتاج النفطي مصدره من البصرة، التي تضم أربعة من أكبر ستة حقول نفطية في العالم.
وأوضح التقرير الذي كتبته مراسلة الموقع في العراق سعاد الصالحي أن “الأموال الآتية من الموارد النفطية هذه، تمثل شريان الحياة بالنسبة لمعظم القوى السياسية والميليشيات المسلحة، التي تسحب الأموال من خلال تعاقدات فاسدة وعمولات ورشى وأعمال غير مشروعة مرتبطة بالموانئ الحدودية وشركات النفط في البصرة”.
وأجمع مسؤولون محليون وعناصر في الميليشيات المسلحة في المدينة، على أن إلحاق الشلل بنشاطات ميلشيا العصائب برئاسة قيس الخزعلي المنافسة لميليشيا سرايا السلام التابعة للتيار الصدري في البصرة، سيلحق بها خسائر مقدرة بمليارات الدولارات شهريا.
وعبرت مصادر سياسية عن ثقتها بإن ميليشيا العصائب ستكون الخاسر الأكبر من عرقلة نشاطاتها بسبب هجمات الصدريين.
ويحاول عناصر مسلحة من التيار الصدري الضغط على خصومهم في ميليشيا العصائب وتجريدهم من عائداتهم المالية في مدينة البصرة، الحاضنة النفطية الأكبر في العراق.
وذكرت مصادر امنية ان الاشتباكات أوقعت أربعة قتلى على الأقل، ثلاثة منهم من الصدريين، مشيراً إلى أن غالبية الهجمات شنها مقاتلو التيار الصدري واستهدفوا خلالها مجمع القصر الرئاسي ومقر ميليشيا العصائب ومنازل عدد من قادة الميلشيا التي يرأسها قيس الخزعلي، بينما وقع الهجوم الأكبر والأكثر شراسة فجر الثلاثاء مستهدفا مقرا للحشد الشعبي في مجمع القصور الرئاسية في وسط البصرة، بعدما سبقه هجوم آخر ضد قيادات في ميليشيا العصائب في منطقة كرمة علي شمال البصرة.
وتم تنفيذ الهجومين باستخدام صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والأسلحة الالية، بينما قالت مصادر امنية ان الاشتباكات بين الطرفين استمرت عدة ساعات في كلا الموقعين وأودت بحياة شخصين أحدهما من الصدريين.
وتعتبر “سرايا السلام” التابعة للصدر الفصيل المسلح الأكثر نفوذا في البصرة، بينما أظهرت ميليشيا العصائب التي تأتي في المرتبة الثانية، انها منافس جدي للتيار الصدري، وحققت أرباحا مالية ضخمة
وقال قيادي في “سرايا السلام” إن كافة القوى السياسية والفصائل المسلحة تحيا على موارد البصرة، وحرمانها من مواردها الاقتصادية الأكثر أهمية، سيؤدي الى تدميرها”.
وأضاف ان فصيل العصائب يشكل “رأس حربة” معارضي الصدر، وإن كسر رأس الحربة هذا سيتسبب بدون شك في كسر الباقيين.
وبينما تستمر المعارك بين الميليشيات المتنافسة تعاني محافظة البصرة من الأزمات التي تعكس إهمالًا حكوميًا واضحًا رغم أنها تغذي موازنة العراق بنسبة 90 بالمائة.
وقالت النائبة عن محافظة البصرة زهرة البجاري أن التلوث البيئي الناجم عن الاستخراجات النفطية، بات يمثل أزمة كبرى في البصرة، وكذلك مشكلات التلوث أثناء تصدير النفط كما حدث مؤخرًا حين تسربت كمية كبيرة من النفط في مياه الخليج، وما سبب تلوثًا كبيرًا في الأسماك والحياة البيئية.
وأكدت أن البصرة تعاني كذلك من شحة المياه وارتفاع نسبة الأملاح فيها، مؤكدة أن المحافظة البصرة تحتاج إلى مشاريع كبيرة لحل أزمة المياه واللسان الملحي.
وقال النائب عن محافظة البصرة، أحمد طه الربيعي إن أعداد الخريجين والعاطلين عن العمل يصلون إلى مئات الآلاف في البصرة، لذلك فإن تخصيص ألف درجة للمحافظة لا تمثل شيئًا، ولن تغير من معدّلات العاطلين.
وأوضح أن جيوش العاطلين عن العمل تزداد سنويًا، وفي تراكم مستمر، ولا يوجد حل سوى تنشيط القطاع الخاص وتفعيل الاستثمارات وغيرها من الامور لاستيعاب العاطلين، فضلًا عن توسيع المشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية.
وأضاف أن الهجرة لا تزال مستمرة من المحافظات القريبة نحو محافظة البصرة، على اعتبار أنها تضم أنشطة صناعية وتجارية ونفطية متعددة، ومن يأتي إلى البصرة ويستقر فيها ينافس أبناء المدينة على فرص العمل.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى