احتفاء وتكريم كبير علماء العراق الشيخ عبد الملك السعدي
الدكتور محمد بشار الفيضي: العلامة السعدي منارة على الأرض ومن ورثة الأنبياء ومن خيار الناس والأدلاء على الهدى.
عمان- الرافدين
استذكر كبير علماء العراق العلامة الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي؛ الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الراحل الشيخ حارث الضاري “رحمه الله” في كلمة شكر ثمّن فيها الهيئة ممثلة بأمانتها العامة على الاحتفاء بمنجزه المعرفي والديني.
وثمن العلامة العراقي أثناء الاحتفاء بتكريمه من هيئة علماء المسلمين في العراق وسط نخبة من الحضور، كلمات الشيوخ والعلماء والشعراء التي قيلت بحقه، شاكرا للجمع الغفير من العراقيين والعرب وغيرهم من البلاد الإسلامية الذين حضور حفل التكريم وأعربوا عن تقديرهم وحبهم العميق للعلم والعلماء.
وأقامت هيئة علماء المسلمين في العراق حفلاً تكريميًا لكبير علماء العراق الشيخ الدكتور عبد الملك عبد الرحمن السعدي؛ تثمينًا لجهوده العلمية الكبيرة ومسيرته التعليمية الطويلة؛ بحضور جمع غفير من العلماء وطلبة العلم، وأبناء الجالية العراقية في الأردن.
وتضمّن الحفل الذي أقيم مساء الأحد في العاصمة الأردنية عمّان؛ كلمات وقصائد وشهادات بحق الشيخ السعدي، بدأت بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم؛ وكلمة هيئة علماء المسلمين في العراق التي ألقاها عضو الأمانة العامة الشيخ الدكتور محمد بشار الفيضي.
وقال الدكتور الفيضي “إن أصحاب العلم الشرعي، هم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، والأدلاء على الهدى؛ وإن العادة الغالبة في أمتنا الإسلامية أن يؤجلوا الاحتفاء بهم؛ فلا يقدموا على تكريمهم إلا بعد رحيلهم، ولا يقوموا بما يلزم تجاههم من تعريف وتنوير إلا بعد فوات الأوان، لافتًا إلى أن الحفاوة بأهل العلم، والإشادة بهم في حياتهم منهج إسلامي عظيم، حيث جاءت الآيات القرآنية الكريمة تشيد بمقامهم الرفيع، وتوقرهم لتحليهم بالعلم والفضل، وجهادهم في صيانة الشريعة الإسلامية وتعزيزها، ودأبهم على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده.
وبيّن الشيخ الفيضي أن هيئة علماء المسلمين تسعى لتغيير العادة الغالبة هذه الكامنة في تكريم العلماء بعد رحيلهم، واستبدالها بسنة الاحتفاء بالعلماء أثناء حياتهم، وإنزالهم منازلهم، وإعطاء كل ذي حق منهم حقه، والتنويه بفضلهم وعلمهم قبل أن يرحلوا عن هذه الحياة، مؤكدًا أن الهيئة ترى في ذلك سيرًا على منهج الإسلام في تكريم العلم والعلماء، وترسيخًا للقيم العالية والصّفات النبيلة لهؤلاء الأعلام حيث يصبحون أنموذجًا وقدوة للناس.
وأكّد على أن فضيلة الشيخ السعدي تخرّج على يديه من يصعب حصره من طلبة العلم والعلماء، الذين امتد عطاؤهم لأكثر من نصف قرن وجاد يراعه بعشرات المؤلفات النافعة والمتميزة بتلبية ما يحتاجه طلبة العلم من مصنفات وما يحتاجه الناس من الأحكام الشرعية في كل شؤون حياتهم، ونذر نفسه للفتوى، فلم يملّ من كثرة السائلين شفاها، أو عبر وسائل الاتصال الحديثة، في الليل أو النهار، وفي وقت العمل أو وقت الراحة والاستجمام، مبينًا أن ذلك يتم لوجه الله تعالى وحبًا في نفع الناس دون أن يتقاضى على ذلك أجرًا، أو يفكر بعائد مادي أو معنوي.
وختم الدكتور الفيضي كلمته بالقول إن العلامة الشيخ عبد الملك السعدي وهو في المهجر، لم ينسَ قضيته، وحينما أحس في ظرف ما أن ذهابه إلى البلاد قد يطفئ فتنة، يمم وجهه شطر العراق ولم يُبالِ بالمخاطر، ووقف موقف الحق بين جموع المعتصمين في محافظة الأنبار مذكّرًا أبناءها بضرورة الحفاظ على اللحمة الوطنية وتجنب رفع أي شعار طائفي، وأن الاعتصام الذي هم فيه لا يقوم على أساس القومية ولا على أساس الطائفية ولا العرقية ولا المذهبية، بل هو دعوة من أجل المطالبة بحقوق العراقيين جميعًا، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وعرض قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين تسجيلاً وثائقيًا يُظهر ملخص سيرة حياة كبير علماء العراق الشيخ العلامة الدكتور عبد الملك عبد الرحمن السعدي، استعرض فيه مسيرته العلمية وجهوده في التدريس والتأليف والبحث والدعوة والعمل، معرّجًا على أبرز شيوخه وطائفة من نتاجاته.
من جهته؛ قال الأستاذ الدكتور عبد الحميد المجالي الرئيس السابق لجامعة مؤتة في المملكة الأردنية الهاشمية إن الشيخ العلامة الدكتور عبد الملك السعدي من العلماء الذين يذكروننا بالسلف الصالح، من حيث تأصيله للعلم، وموسوعيته فيه، وتأصليه لمبدأ العالم الحقيقي البعيد عن كل المؤثرات.
وأضاف إن الدكتور السعدي امتاز بالعلم الوفير، والأدب الجمّ، وعدم التعصب، وقد ترك آثارًا عظيمة ومكانة كبرى لدى طلبته خاصة وأهل الأردن عامة.
وشهد حفل التكريم قصائد استوحت جوانب مختلفة من حياة وعلم والشيخ الدكتور السعدي، من بينها قصدية الشاعر العراقي الدكتور عبد الودود القيسي؛ التي احتفت بمناقب الشيخ ومزايا، وقصيدة الشاعر حارث الأزدي مسؤول قسم الثقافة في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ وهي تتحدث عن مآثر الشيخ السعدي وتشيد بعِلمه وربّانيته، فضلاً عن قصيدة الشاعر عدنان مصطفى الصمادي عضو رابطة الكتّاب الأردنيين التي حملت عنوان “علّامة الرافدين” واستعرض فيها عِلم الدكتور السعدي ومسيرته وجهوده في الفتوى والتدريس، ونتاجه في التأليف والبحث، وقصيدة الشيخ عدي السعدون عضو مجلس شورى هيئة علماء المسلمين في العراق التي احتفت أبياتها ما بين تقدير للشيخ السعدي، ورسائل حب للعراق وشعبه، ولأهل الأردن وبقية بلاد المسلمين.
وعلى هامش حفل التكريم؛ أقام قسم الثقافة في هيئة علماء المسلمين في العراق، بالتعاون مع مؤسسة البصائر للدراسات والنشر؛ معرضًا للكتاب تضمّن عناوين عديدة ومؤلفات في مجالات متنوعة، من بينها: دراسات شرعية في الفقه والحديث واللغة والتاريخ، وإصدارات خاصة بهيئة علماء المسلمين في السياسة والتوثيق وحقوق الإنسان، فضلاً عن مؤلفات الشيخ الدكتور (عبد الملك السعدي) التي طُبعت المؤسسة ضمن سلسلة إصدارات الهيئة، وقد لاقى المعرض إقبالاً وترحيبًا من قبل الضيوف الذين اقتنوا جميع محتوياته تقريبًا.