أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

دبلوماسي عربي: حكومة السوداني جعلت العراق منفذا لتهريب المخدرات الإيرانية والسورية

الأردن يحبط محاولة إدخال نحو ألف كيلوغرام من المخدرات القادمة من العراق.

عمان– الرافدين
قال مصدر دبلوماسي عربي إن احباط الجهات الأمنية الأردنية ما يعادل ألف كلغم من الحبوب المخدرة القادمة من العراق، يؤكد الخطر الذي يشكله على المحيط العربي عندما يتعلق الأمر بتهريب المخدرات القادمة من إيران وسوريا.
وشدد المصدر الدبلوماسي على أن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مشكلة من قبل الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية المتهمة بصفقات تهريب المخدرات والنفط.
وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى مفارقة احباط عملية تهريب المخدرات، أتت بعد أيام قليلة من مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة الذي عقد في الأردن، الأمر الذي يؤكد الخطر الذي تشكله حكومة السوداني على المحيط العربي، عندما تجعل من العراق منفذا لتوزيع المخدرات الإيرانية والأخرى المصنعة من حزب الله اللبناني.
ودفعت ميليشيا الحشد بعددٍ من الفصائل والألوية نحو المناطق الحدودية الغربية من الأنبار على الحدود السورية لفتح طريق آمن لها لتجارة مخدرات الكبتاغون القادمة من سوريا ومن مصانع حزب الله في لبنان.
وتهدف العملية إلى أن يصبح العراق طريقًا آمنًا لنشر وتوزيع المخدرات داخل العراق وتصديرها إلى الدول المجاورة.
وتتزامن العملية مع التغييرات التي أحدثها رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني في المناصب الأمنية العليا ومناصب أمن الحدود، وتنصيب عناصر في الميليشيات بدل القيادات السابقة التي تم إقالتها.
وقال عضو البرلمان الحالي هادي السلامي لوسائل إعلام محلية، إن “كثيرًا من تجار المخدرات على علاقات مع مسؤولين وجهات مسلحة في العراق، وهناك تبادل منفعة بين هذه الأطراف”.
وأعلنت السلطات الأمنية الأردنية في بيان الأحد إحباط عملية تهريب مخدرات قادمة من الأراضي العراقية وضبط ما يعادل ألف كيلوغرام من حبوب الكبتاغون كانت مخبأة في شاحنتين تحملان عجينة التمر.
ويأتي إحباط العملية من قبل السلطات الأردنية بعد أسبوعين من توقيع مذكرة بين أطراف من محافظة ميسان المحاذية للحدود الإيرانية، أطلقت على نفسها تسمية “المستثمرين” مع جهات إيرانية في محافظة خوزستان، بعنوان “تفاهم للتعاون التجاري والاقتصادي بين محافظتي ميسان وخوزستان الإيرانية” من دون أن تكشف المذكرة عن طبيعة هذا التفاهم.
ونقل البيان الأردني عن مصدر في دائرة الجمارك العاملة في مركز حدود الكرامة مع العراق، قوله ان “كوادر الجمارك الأردنية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية أحبطت أكبر وأضخم عملية تهريب مخدرات لستة ملايين حبة من الكبتاغون يعادل وزنها ألف كلغم”.
واضاف انه “بعد عملية تفتيش دقيقة لشاحنتين مبردتين تحملان لوحات اجنبية وجدت الحبوب مخبأة ضمن شحنة كراتين تحوي عجينة التمر”.
واوضح المصدر انه “عثر على ما يقارب 509 كلغم من حبوب الكبتاغون في الشاحنة الأولى وما يقارب 483 كلغم من الكبتاغون في الشاحنة الثانية”.
ونقل البيان عن مدير عام الجمارك الأردنية اللواء جلال القضاة قوله ان “الجمارك والأجهزة الأمنية تعمل بكافة الإمكانيات على تجفيف منابع دخول المخدرات من خلال تعزيز رقابتها في المنافذ الحدودية وضرب أوكار تجار السموم ومروجيها”.
وتهريب المخدرات من العراق للمملكة أمر نادر، وبالعادة تأتي المخدرات عبر الأراضي السورية. إلى ان المهربين المرتبطين بإيران وحزب الله وجدوا فرصة لفتح منفذ العراق عبر الأردن بعد أن سدت عليهم المنافذ الأخرى.
وفي السابع عشر من شباط، أعلن الجيش الأردني أن محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود السورية الأردنية الممتدة على حوالى 375 كيلومترا التي أُحبط عدد كبير منها خلال الأشهر الأخيرة، باتت “منظمة” تستعين بالطائرات المسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.
وقال الجيش آنذاك إن السلطات الأردنية أحبطت خلال نحو 45 يوما مطلع العام دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون، ما يعادل الكمية التي تم ضبطها طوال العام 2021.
وتؤكد المملكة أن 85 بالمئة من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب الى خارج الأردن، وخصوصا جنوبا إلى السعودية ودول الخليج.

هادي السلامي

هادي السلامي: تجار المخدرات على علاقات مع مسؤولين وجهات مسلحة في العراق
وصناعة الكبتاغون ليست جديدة في المنطقة، وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب العام 2011. إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً. كذلك تنشط مصانع حبوب الكبتاغون في مناطق عدة تحت سيطرة حزب الله في لبنان المجاور.
وتُشكل دول الخليج وخصوصاً السعودية الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون التي تعد من المخدرات سهلة التصنيع. ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها “أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة”، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.
ومنحت حكومة السوداني حرية للميليشيات المنضوية تحت الإطار التنسيقي في زيادة نفوذها وتقوية سطوتها على المنافذ الحدودية وتوسعة نشاط تجارة المخدرات وتهريبها بذريعة تأمين المناطق.
وكانت تقارير دولية قد كشفت أنّ الميليشيات تعمل على تهريب المخدرات التي ينتجها نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبدعم من حزب الله اللبناني إلى العراق، مبينةً أنّ الميليشيات تهرّب المواد المخدرة عبر المعابر العسكرية دون تعرضها للتفتيش، ومعابر أخرى غير قانونية.
وأشارت إلى أن عمليات تهريب المخدرات باتت أهم المصادر المالية للميليشيات مثلما هي لسلطات النظام في سوريا، بعائدات تفوق عمليات تهريب النفط.
وتتورّط أجهزة أمنية وعسكرية سورية وميليشيات داخل الحشد في العراق في تلك التجارة، قد تكون أبرزها الفرقة الرابعة التي تتبع ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وفق ما أفادت مصادر عدة بينها أمنيون سابقون في سوريا ومهربون وخبراء.
وأنشأت ميليشيا حزب الله العراقية بالتنسيق مع الميليشيات الإيرانية الموجودة شرقي سوريا وبتسهيل من السلطات السورية، العديد من المعامل لإنتاج المخدرات التي تهرب للعراق.
ويستفيد نظام الرئيس بشار الأسد ودائرون في فلكه وشبكة تجار الحرب من الميليشيات في العراق بشكل هائل من تجارة الكبتاغون.
وقال مستشار سابق للحكومة السورية لوكالة الصحافة الفرنسية من خارج سوريا “لا توجد محرّمات في الحروب، والبلاد كانت ولا تزال في حاجة ماسة للنقد الأجنبي من أجل رفد اقتصاد الدولة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى