أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

فؤاد حسين ساعي بريد طهران إلى واشنطن

وزير خارجية حكومة الإطار التنسيقي يتلقى اتصالا هاتفيا من حسين أمير عبداللهيان لتقديم الملفات الإيرانية على العراقية على طاولة المسؤولين الأمريكيين.

بغداد- الرافدين
وصفت مصادر سياسية ودبلوماسية عراقية وزير الخارجية الحالي فؤاد حسين، بإنه كان أشبه بمندوب إيراني في زيارته إلى الولايات المتحدة.
وأكد سفير عراقي متقاعد أن فؤاد حسين ناقش مع المسؤولين الأمريكيين ملفات إيرانية أكثر من الملفات العراقية.
وقال السفير في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم الإشارة إلى اسمه، أن واحدة من النكبات الدبلوماسية التي يعاني منها العراق، تجسدت في اتصال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بوزير الخارجية العراقي أثناء زيارته إلى واشنطن، وكأنه موظف لديه.
وتساءل السفير المتقاعد “ممن يأخذ فؤاد حسين التوجيهات من بغداد أم طهران، وهل زيارته إلى واشنطن لممارسة دور الوسيط بين البلدين اللذين يمارسان التخادم في العراق، أم جدول الأعمال المعلن يؤكد أنها كانت من أجل ملفات عراقية متعلقة بمنع تهريب الدولار من العراق”.
وكان فؤاد حسين قد أشار خلال لقاء مع المبعوث الأمريكي الخاص لشؤُون إيران روبرت مالي، إلى تفاصيل اتصال هاتفيّ تلقاه من وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، والحديث الذي جرى بينهما بهذا الشأن.
وبحث وزير الخارجية الحالي مع روبرت مالي، الأحد، أوضاع طهران، بعد لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ركز على الجانب الاقتصادي حسب الطرفين.
وناقش الجانبان سير المباحثات بين دول الـ 5+1 مع الجانب الإيرانيّ، التي كانت تُعقد في العاصمة النمساوية فيينا، وأسباب توقفها، والمواقف الأوروبيَّة تجاه الملف النووي الإيراني.
في غضون ذلك أعلنت وسائل اعلام إيرانية بالتزامن مع زيارة فؤاد حسين إلى واشنطن، أن حسين أمير عبداللهيان تلقى دعوة رسمية من نظيره لزيارة بغداد.
وتجمع مصادر سياسية على أن زيارة الوفد الحكومي العراقي إلى واشنطن تؤكد على أن حكومة السوداني مجرد “ساعي بريد” بين طهران وواشنطن.
وقال معلق سياسي عراقي إن الطرفين الأمريكي والإيراني يثقان بحكومة الإطار التنسيقي وفق تصريحات فؤاد حسين، وهذا يعني “ان خلاف واشنطن وطهران مجرد عملية تخدير للمنطقة”.
وأصبح العراق منطقة فك اشتباك بين إيران والولايات المتحدة وساحة التفاوض من أجل التنفيس بين الطرفين.
وكان رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني قد ألمح الى “ظروف” تمنع زيارته إلى الولايات المتحدة، مشيرا الى زيارة وفد برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين لبحث ملف الدولار.
ومنذ تشرين الثاني الماضي، يفرض الفيدرالي الأمريكي ضوابط أكثر صرامة على المعاملات الدولية للدولار من قبل البنوك التجارية العراقية، لمنع تهريب الدولار إلى إيران وسوريا وحزب الله في لبنان.
ويحرص السوداني على إظهار الانصياع تجاه الولايات المتحدة التي تواصل تشديد نبرتها ضد النظام الإيراني الداعم للإطار التنسيقي الذي شكل حكومة السوداني.
ويعتمد السوداني على نوايا واشنطن لضمان عدم تعرض عائدات النفط ومالية بلاده للرقابة الأمريكية، ويحتاج أيضا إلى مساعدة واشنطن للبقاء في منصبه المهدد من قبل الإطار التنسيقي نفسه الذي بات منشقا على نفسه، فضلا عن التيار الصدري برئاسة مقتدى الصدر الذي ينتظر اللحظة المناسبة لإسقاط الحكومة.
لكن السوداني في النهاية وصل إلى السلطة بدعم من ميليشيات مدعومة من طهران، وبالتالي لا يمكنه تحمل تبعة استعداء إيران.
وتكشف تصريحات فؤاد حسين بشأن إيران استمرار سياسة التخادم الأمريكي الإيراني في العراق لإبقاء الوضع عما هو عليه.
وقال مصدر سياسي عراقي إن الخلافات الأمريكية الإيرانية تنتهي بمجر وصولها إلى العراق، فهو البلد المفتوح أمام طهران وواشنطن للتنفيس عن هذا الخلاف المعلن بينهما، من دون أي اعتبار للمصلحة الوطنية العراقية.
وشدد المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” على ان الكلام عن تنافس إيراني أمريكي لا يعتد به عندما يتعلق بالعراق تحديدا، فالطرفان اتفقا على التفاهم على العملية السياسية القائمة منذ عام 2003.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن أي خلاف أمريكي إيراني لا يمس اتفاق التخادم بينهما في العراق، وذلك ما أكدته زيارة فؤاد حسين إلى واشنطن التي قدمت مناقشة الملفات الإيرانية على العراقية.
وسبق أن قال الدكتور مثنى حارث الضاري مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين أن العراق يعيش واقعًا في ظل احتلالين أمريكي وإيراني، يعملان وفق سياسة التخادم على تنفيس الصراع بينهما في الساحة العراقية، في ظل تخلٍّ عربي تام عن الشعب العراقي ومصيره.
وأشار الدكتور الضاري إلى الأزمة الدستورية في العراق ودور النفوذ والاحتلال الإيراني فيها، وأثرها على الشارع العراقي واقتصاد البلاد ووضعها الأمني والسياسي، مؤكدًا أن الشعب العراقي يدرك جيدًا حجم هذا النفوذ وتحكمه في النظام السياسي، وأن هذا الإدراك هو الذي جعل من ثورة تشرين ترفع بقوة أبرز مطالبها وهو إسقاط هذا النظام الذي تديره طهران بوضوح.
في غضون ذلك يترقب الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحت الميليشيات الولائية نتائج زيارة فؤاد حسين إلى واشنطن، خصوصا ما يتعلق بنشاط البنوك التي تقوم بتسهيل تحويل الدولار إلى إيران.
وتعرضت حكومة السوداني لضغوط من الولايات المتحدة للحد من تدفق الأموال إلى إيران، من مصارف وجهات سياسية مرتبط بقادة أحزاب وميليشيات في الإطار التنسيقي.
وقال القيادي في الاطار حسن فدعم، “اننا ننتظر حالياً الإجراءات العملية على الأرض لدعم استقرار تصريف الدولار بشكل واقعي”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى