أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

هيومن رايتس ووتش: ميليشيات تابعة لحكومة السوداني تحتجز وتعذب النشطاء

اختطاف جاسم دويج الأسدي من الميليشيات المسلحة المرتبطة بالحكومة هو الحلقة الأحدث في سلسلة من أعمال الانتقام ضد النشطاء البيئيين التي تستهدف إيقاف أنشطتهم.

بغداد- الرافدين
قالت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” إن النشطاء البيئيين في العراق يخضعون لتهديدات، ومضايقات، واحتجاز تعسفي على يد عناصر تابعين للحكومة والميليشيات المسلحة.
وذكرت المنظمة بعد اختطاف الناشط البيئي جاسم دويج الأسدي من قبل ميليشيا الكتائب واحتجازه لمدة أسبوعين، أن الاسدي قال في مقابلة تلفزيونية إنه تعرض لـ “أشد أنواع العذاب” باستخدام “الكهرباء والعصي” أثناء اختطافه، وكان يُنقل من مكان إلى آخر.
وأكدت على أن اختطاف الأسدي من الميليشيات المسلحة المرتبطة بالحكومة هو الحلقة الأحدث في سلسلة من أعمال الانتقام ضد النشطاء البيئيين التي تستهدف إيقاف أنشطتهم.
وقال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط في المنظمة الدولية لحقوق الإنسان “بدل أن تتخذ الحكومة العراقية خطوات ملموسة لحل القضايا البيئية الجوهرية في العراق، فهي تهاجم من يتحدث عن هذه القضايا. لن يؤدي إقصاء الحركة البيئية في البلاد إلا إلى تدهور قدرة العراق على معالجة أزماته البيئية، التي تؤثر على مجموعة من الحقوق الحيوية”.
وأضاف “إقدام الحكومة العراقية على تكميم أفواه النشطاء البيئيين الذين يحاولون التوعية بشأن التحديات الخطيرة للبلاد هو جزء من موقف أوسع ترى فيه أن منظمات المجتمع المدني تشكل تهديدا وليست شريكة”.
واحتجزت الأجهزة الحكومية والمليشيات نشطاء آخرين ولاحقتهم جراء حديثهم عن مشاكل بيئية. وقال سلمان خير الله، وهو ناشط بيئي آخر ومؤسس مشارك لجمعية “حُماة دجلة”، إنه يعتقد أن الميليشيات المسلحة والمسؤولين العراقيين يستهدفون الأعضاء الرئيسيين في الحركة البيئية لإسكاتهم وتوجيه رسالة تهديد إلى الآخرين.

آدم كوغل: الحكومة في العراق تعمل على تكميم أفواه النشطاء البيئيين الذين يحاولون التوعية بشأن التحديات الخطيرة للبلاد.

وفي أواخر 2019، احتجزت السلطات الحكومية سلمان خير الله، ما دفع مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الانسان إلى التدخل للمطالبة بإطلاق سراحه. غادر خير الله بغداد بعد إطلاق سراحه بكفالة.
وفي تشرين الثاني 2022، أصدرت “هيومن رايتس ووتش” تقريرا يوثق كيف تقاعست السلطات العراقية عن مساءلة ضباط أمن وعناصر من الميليشيات المسلحة المرتبط بالحكومة، المسؤولين عن قتل وتشويه وإخفاء مئات المتظاهرين والناشطين منذ العام 2019.
وطالبت المنظمة السلطات العراقية بمحاسبة المسؤولين عن العقوبات خارج نطاق القضاء، مثل الاختطاف، والتوقف عن توظيف النظام القضائي لمضايقة النشطاء البيئيين والانتقام منهم، وإسقاط جميع القضايا القانونية ضدهم التي تنطوي على انتهاكات.
وقال رئيس منظمة “الجبايش” البيئية رعد حبيب الأسدي، لـ هيومن رايتس ووتش” إنه خلال فترتي الجفاف اللتين ضربتا البلاد في 2019 و2020، انتقد وزارة الموارد المائية لسياساتها واستجاباتها الضعيفة للوضع المتفاقم.
ونشر الأسدي معلومات أساسية حول الجفاف في أهوار الناصرية، مثل مقدار انخفاض مستويات المياه. انتقمت الوزارة منه عبر أخذه إلى المحكمة.
وأمرت محكمة استئناف ذي قار حبيب بالمثول أمام المحكمة بموجب المادة 434 من قانون العقوبات، التي تعاقب “من رمي الغیر بما يخدش شرفه أو اعتباره أو يجرح شعوره” بما يصل إلى عام واحد في السجن أو غرامة.
وقال الأسدي إنه مجبر على حضور جلسات الاستئناف لتفادي السَّجن، ويعتقد أن مسؤولي الوزارة رفعوا القضية بهدف عقابه.
وأضاف “يجب أن أذهب كل اثنين وخميس إلى المحكمة للتعامل مع الاستئناف، لكن لا يحدث شيء عندما أذهب هناك. أحضر ثم يؤجل الاستئناف لأسبوع أو عشرة أيام أو 14 يوما. ولكن إذا لم أحضر، فيمكن للسلطات إصدار مذكرة اعتقال”.
وكشف أن مسؤولي الوزارة عرضوا إسقاط القضية ضده إذا تعهد بالتوقف عن انتقاد الوزارة، لكنه رفض.
وأوضح “لم أقترف أي ذنب. عاملوني كمجرم فقط لأنني شاركت معلومات حول الجفاف في المستنقعات. لا يمكنني السفر أو فعل أي شيء لأن عليّ المثول أمام المحكمة كل اثنين وخميس. قال لي مسؤولو الوزارة “نريد أن نسكتك”.
وعزت مصادر سياسية وأمنية صمت حكومة محمد شياع السوداني على اسم الميليشيا التي اختطفت المهندس البيئي جاسم دويج الأسدي، إلى سطوة الميليشيات على القرار الحكومي والأمني.
وقال مصدر أمني مطلع في محافظة ذي قار أن ميليشيا كتاب حزب الله كانت وراء اختطاف الأسدي، وأن التعليمات الحكومية للجهات الأمنية اقتضت عدم التصريح باسم الميليشيا أثناء التفاوض معها.
وأضاف المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” أن اسرة الأسدي اشترت حياته بصمتها وعدم ذكر الجهة الخاطفة حتى بعد إطلاق سراحه الأربعاء.
وكان الكاتب رشيد الخيون أبن عم جاسم دويج الأسدي قد كشف بان ميليشيا كتائب حزب الله وراء اختطاف ابن عمه.
وكتب الخيون الذي يعيش خارج العراق مخاطبا رئيس الحكومة محمد شياع السوداني “جاسم الأسدي خطفته كتائب حزب الله، أي عساكر خامنئي، لأنها كتائبه، فهل لك مخاطبة خامنئي كي يغلق بوابات معسكراته العابثة بالعراق”.
وأضاف “بيانك الأخير مجرد تهدئة حتى مختطف آخر، ومخطوف الكتائب مقتول، فإذا كنت جادا، اعلان خطاب واضح وصريح ومباشر”.
وتساءل “أم أن كتائب الاختطاف الولائية خط أحمر لا يُحتج عليها؟”.

رعد حبيب الأسدي: عاملوني كمجرم فقط لأنني نشرت معلومات حول الجفاف في الأهوار

وأعلنت أسرة الأسدي بعد أسبوعين من اختطافه إطلاق سراحه من دون ذكر أسباب الاختطاف والجهة الخاطفة. فيما اظهرت الصور الأولى بعد إطلاق سراحه علامات الذهول والصدمة على وجهه.
وقال ناظم الأسدي شقيق جاسم، في رسالة إلى وكالة الصحافة الفرنسية “جاسم الأسدي قد تمّ إطلاق سراحه من يد خاطفيه”.
واكتفى ناظم بتقديم الشكر لمن وقف مع الأسرة في محنتها، رافضا التعليق في الوقت الحالي عن ظروف الإفراج عن أخيه إثر حادث خطفه، وذكر اسم الميليشيا التي تقف وراء الاختطاف وأسبابه.
وعزت مصادر سياسية صمت الأسرة والسلطات الأمنية، أحد شروط الإفراج عن الأسدي، الأمر الذي يؤكد سطوة ميليشيا الكتائب التي تدار من قبل فيلق القدس الإيراني.
وقال المعلق السياسي شاهو القره داغي “جاسم الاسدي حر بعد اختطافه على يد الميليشيات، السؤال الرئيسي هل الدولة تقوم بالتوسط بين المواطنين والمجرمين بدل ملاحقة المجرمين؟”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى