أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

حزب الله اللبناني يعد مجاميع قتالية وسيبرانية في معسكرات الحشد الشعبي

حكومة الإطار التنسيقي ترفع سمة الدخول عن اللبنانيين في مخطط بإشراف الحرس الإيراني لإعداد مجاميع قتالية من عناصر لبنانية وسورية ويمينة وأفغانية في العراق.

بغداد- الرافدين
قال مصدر سياسي عراقي أن قرار حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني برفع سمة دخول اللبنانيين إلى العراق، لا علاقة له بأي دوافع اقتصادية متعلقة بالعمالة اللبنانية.
وأكد المصدر ان مخطط دخول اللبنانيين بدون ضوابط أعد له من قبل حزب الله اللبناني وبأشراف إيراني لأعداد خلايا ومجاميع قتالية وسيبرانية من اللبنانيين والسوريين واليمنيين والأفغان فضلا عن العراقيين في معسكرات سرية عائدة لميليشيا الحشد.
وشدد المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” على القرار أعد له منذ شهور وتم الاتفاق عليه أثناء زيارة السوداني إلى طهران نهاية العام الماضي خلال اجتماع مع قيادة الحرس الإيراني بحضور ممثل من حزب الله اللبناني.
وقال إن رفع سمة الدخول عن اللبنانيين سيسهل دخول مجاميع كبيرة من اللبنانيين والسوريين واليمنيين والافغان في رحلات معدة من قبل حزب الله اللبناني، حيث سيتوجه هؤلاء مباشرة إلى معسكرات الحشد الشعبي.
وكان رئيس حكومة الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية قد وجه برفع سمة الدخول عن المواطنين اللبنانيين الذين يزورون العراق، بعد زيارة لوزير العمل اللبناني مصطفى بيرم إلى العاصمة بغداد في الحادي والعشرين من شباط الماضي.
وتتذرع السلطات العراقية واللبنانية بأن الهدف من رفع سمة الدخول هو لتسهيل دخول العمالة اللبنانية، وهو أمر يثير التهكم داخل الأوساط الاقتصادية العراقية حيث نسبة البطالة بين الشباب العراقيين تصل الى 60 في المائة وفق الأرقام الحكومية.
وأجمعت مصادر سياسية واقتصادية عراقية على أن تدفق أعداد هائلة من اللبنانيين على العراق، تحت وطأة الحاجة الاقتصادية والبحث عن فرصة عمل، يخفي خلفه مشروعًا سياسيًا يديره حزب الله اللبناني في العراق.
وشددت المصادر على أن العراقيين خريجو الجامعات، يتظاهرون بالآلاف يوميًا أمام الوزارات الحكومية بحثًا عن فرصة عمل، فكيف تسنى للشركات والمؤسسات الحكومية العراقية استيعاب عشرات الآلاف من العمالة اللبنانية.
وبين حزيران 2022 وشباط 2023، دخل أكثر من عشرين ألف لبناني إلى العراق، وفق السلطات في حكومة بغداد، بدون احتساب الزوار الذين يأتون إلى النجف وكربلاء.
وعبر سياسي عراقي عن شكوكه بأن وراء دخول هذا العدد الكبير من اللبنانيين إلى العراق، الحاجة إلى العمل وحده.
وقال إن ثمة من يدير مشروعًا سياسيًا طائفيًا في العراق بتخطيط إيراني وبتنفيذ حزب الله اللبناني وبإدارة كبار قادة الميليشيات في الحشد.
وكان موقع “إيران إنترناشونال” المعارض قد نقل عن مصادر صحفية تأكيد اشتراك فصائل من ميليشيات الحشد من العراق إلى جانب ميليشيا حزب الله اللبناني في عمليات القمع للتظاهرات التي تجتاح عشرات المدن الإيرانية على خلفية وفاة فتاة في العقد الثاني من عمرها بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة “الآداب”.
واستندت المصادر إلى معلومات موثقة عبر تسجيلات مصورة لرجال ينطقون العربية وهم يضربون المتظاهرين المشاركين في التظاهرات التي انتشرت في مختلف أرجاء إيران، بما في ذلك العاصمة طهران.
وكانت لكنة المتحدثين بالعربية لبنانية وعراقية، وقد لعب هؤلاء دورًا محوريًا في عمليات القمع أسوة بالدور المناط للقوات التابعة للشرطة و“الباسيج” و“الحرس الثوري” الإيراني. الأمر الذي يؤكد صحة إعداد المجاميع وتدريبها في معسكرات ميليشيا الحشد وبأشراف الحرس الإيراني.
وكانت مجلة “ناشونال انترست” قد كشفت عن دور الحرس الثوري الإيراني في تطوير تكنولوجيا الأسلحة وبناء وحدة إلكترونية لمكافحة التجسس لحزب الله اللبناني، وأن العديد من المتدربين السيبرانيين في حزب الله هم من العراق ويدعمون الميلشيا الموالية لإيران.
ويستخدم حزب الله قواته السيبرانية لتوسيع نفوذ إيران الإقليمي من خلال نشر رسائل طهران الاستراتيجية في البلدان غير المستقرة، مثل العراق.
ونقلت المجلة عن مايك فاغنهايم من ميديا لاين “في مكان مثل العراق، حيث المؤسسات الحكومية والإعلامية ضعيفة، يتم تضخيم قوة وسائل الإعلام الاجتماعية بشكل خاص، مما يجعل تدريب حزب الله أكثر قيمة، وأكثر طلبًا من أي وقت مضى”.
وذكرت المجلة أن الحرس الإيراني وفرت التدريب السيبراني والتكنولوجيا لعملاء حزب الله، اللبناني وساعدت ميليشياته على بناء وحدة إلكترونية خاصة بها لمكافحة التجسس.
ونقلت المجلة عن تقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام إلى أنه “لم يكن هناك سوى القليل من الأدلة المسبقة على المشاركة المباشرة للأدوات السيبرانية، بين إيران وحزب الله، لكن بعد انهيار داعش، اتخذ حزب الله عباءة كونه المنظمة الإرهابية الأكثر تطورًا وتأثيرًا في الشرق الأوسط في الفضاء الإلكتروني”.
وتحت إشراف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فإن الوحدة السيبرانية الجديدة التابعة لحزب الله مكلفة في المقام الأول بجمع المعلومات الاستخبارية وتعزيز الدفاعات السيبرانية لجهاز الأمن الإيراني.
وتشن الوحدة المدعومة من إيران هجمات إلكترونية على أهداف مالية استراتيجية، مثل شركات الغاز والنفط، في دول الخليج، وتشير التقارير إلى أن الوحدة من المرجح أن يكون مقرها في حي الضاحية الجنوبي في بيروت ولديها معدات حواسيب مشابهة لجامعة شريف في طهران.
وقال التحليل إن هجمات حزب الله الإلكترونية لطالما كانت مصدر قلق لحكومات الشرق الأوسط والغرب.
وسبق أن شنت وحدة إلكترونية تابعة لحزب الله، تعرف باسم “سيدار أبو بريانز إيه بي تي”، هجمات لأكثر من عام على شركات الاتصالات ومزودي الإنترنت في مصر والسعودية ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية والإمارات.
وذكرت المجلة أن عملاء سيبر سيدار اللبنانيون قد تمكنوا من اختراق الشبكات الداخلية لشركات، مثل شركة فرونتير كوميونيكيشنز التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، لجمع بيانات حساسة.
وتقول المجلة إن حزب الله يمنح طهران القدرة على إنكار تورطها في الهجمات، من خلال دوره كوكيل إلكتروني.
وقال فاغنهايم أن “القوى الأجنبية قد لا تنتقم من الأهداف الإيرانية بعد هجوم إلكتروني بدأه حزب الله، كما أن أصول حزب الله الإستراتيجية هي أهداف محدودة أكثر بكثير وأقل عرضة لخطر الانتقام”.
وقالت المجلة، في عام 2015، أفيد بأن الحكومة الإيرانية قد وسعت ميزانيتها للأمن السيبراني بنسبة 1200 في المئة في فترة عامين، مضيفة إنه “إذا كانت طهران تهدف إلى أن تكون المهيمنة الإقليمية في الشرق الأوسط وتحل محل النفوذ الأمريكي في المنطقة، فإن تعزيز القدرات السيبرانية للحركات والمنظمات الموالية لإيران في الشرق الأوسط سيكون أداة مهمة للحكومة الإيرانية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى