أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

إحراق الغاز يكلف العراق ملايين الدولارات يوميًا

مراقبون: استمرار إحراق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط هو لإبقاء العراق معتمدًا على الغاز الإيراني

بغداد – الرافدين
كشف وزير النفط السابق عصام الجلبي عن استمرار خسائر العراق نتيجة حرق أغلب الغاز المصاحب لاستخراج النفط، وقال إن العراق يخسر 5 ملايين دولار يوميًا جراء عمليات حرق 55 بالمائة من الغاز، وعدم استغلال هذه الكميات رغم الحاجة إليه.
وأضاف الجلبي أنه رغم تلقي العراق أكثر من 1500 مليار دولار من عائدات النفط منذ عام 2003 إلا أنه لم يستفد منها في الإعمار أو إحداث منظومة تستفيد من الغاز المصاحب لعميات استخراج النفط.
وبين الجلبي أن العراق أصبح من أكثر دول العالم تلوثًا نتيجة حرق الغازات المصاحبة لعمليات استخراج النفط وعدم الاستفادة منها.
ويعتبر حرق الغاز من المشكلات المستمرة بعد عام 2003 نتيجة الفساد واعتماد العراق على الغاز الإيراني في تشغيل 40 بالمائة من محطات الكهرباء على الرغم من الأسعار المبالغ بها مقارنة بغيره من الغاز، وتعرض الكهرباء للانقطاع متى ما أوقفت إيران صادراتها.
وتعترف الحكومة الحالية باستمرار هدر أموال العراق نتيجة حرق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط من غير أن تتخذ أي إجراء لوقف هذا الإهدار إضافة إلى ما تشكله عمليات الحرق من خطر على البيئة وحياة المواطنين فهي من أبرز عوامل التلوث البيئي.
وقدر المستشار المالي للسوداني، مظهر محمد صالح، خسائر حرق الغاز واستيراده بـ 12 مليار دولار سنويًا، مؤكدًا أنها تكلفة باهظة على الموارد النفطية وعلى موارد البلاد المالية.
وبين أن تطوير قطاع الطاقة يحتاج لاستثمار هذا الغاز المصاحب لاستخراج النفط لاسيما استخدامات محطات الكهرباء.
وكان السوداني قد أكد في تصريحات سابقة أن العراق “سيصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال ثلاث سنوات”، إلا أن اقتصاديين أكدوا أن العراق سيسمر بالاعتماد على الغاز الإيراني بسبب الأحزاب المتنفذة الموالية لإيران، وأن حديث السوداني دعاية كاذبة، ومحاولة لتهدئة المتظاهرين المطالبين بتحسين ظروف البلد.
يقول الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني إن عدم استغلال العراق للغاز المصاحب لاستخراج النفط يعود إلى أسباب سياسية قد تكون مرتبطة بضغوطات من طهران على القوى السياسية حتى يبقى الاعتماد على الغاز الإيراني المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية.
وأضاف أن منح واشنطن استثناءات متتالية لبغداد من العقوبات الدولية المفروضة على إيران والسماح باستيراد الغاز الإيراني للعراق ساهم في عدم استثمار الغاز.
وبين المشهداني أن الاعتماد على استيراد الغاز جعل طهران تستخدمه ورقة ضغط إذ كانت تقوم بتخفيض كميات الضخ من الغاز في أوقات معينة.
وبحسب البنك الدولي، فإن العراق يحرق نحو 18 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، ليصبح الأعلى عالميًا بعد روسيا وهو ما يعتبره مراقبون إهدارًا متعمدًا لإبقاء العراق معتمدًا على الغاز الإيراني، حيث استورد العراق أكثر من 80 في المائة من صادرات إيران من الكهرباء خلال السنوات القليلة الماضية، بحسب تقارير سابقة.
إضافة لإهدار أموال العراق تعد الانبعاثات الناتجة من حرق الغاز من أسباب تزايد نسب الإصابة بالأمراض السرطانية، وتشير تقارير وزارة الصحة، إلى ارتفاع نسب مرضى السرطان خلال الأعوام الأخيرة نتيجة انتشار الملوثات التي تتسبب بسرطان الدم ، في ظل عجز مستشفيات الحكومية في استقبال المرضى وتوفير العلاج لهم.
ويرى مراقبون أنه بعد كل المشكلات التي حصلت بسبب الاعتماد على الغاز الإيراني بات البلد ملزمًا الآن بشكل كبير أن يتبع استراتيجية تستهدف استغلال الغاز المصاحب من الحقول النفطية، والتوقف عن حرقه لدعم منظومة الكهرباء باحتياجاتها من الوقود.
وقال مراقبون إنه في ظل الفساد المستشري في العراق وتحكم الميليشيات فإن إهدار أموال العراق لن يتوقف وسيستمر العراق بكونه سوقًا للغاز والمنتجات الإيرانية.
وفي وقت سابق قال موقع أويل برايس الأمريكي المتخصص في قطاع النفط إن العراق لا يزال ثاني أسوأ دولة في العالم من حيث انبعاثات الغاز المشتعلة بنحو 16 مليار متر مكعب.
وأضاف الموقع، أن إمكانات الاستثمار في الغاز بالعراق ضخمة وهناك العديد من الشركات التي ترغب في القيام بالمشاريع بما في ذلك شركة بيكر هيوز، وتكمن أهمية هذه الخطوة في خفض الكميات المستوردة وتوفير نحو 2.5 مليار دولار شهرياً، وتحول العراق إلى واحد من اللاعبين الكبار في تصدير الغاز إلى أوروبا مستقبلاً.
وأشار الموقع إلى أن الانبعاثات الغازية كفيلة بإنارة 3 ملايين منزل ليلًا ونهارًا إذا استثمرت، وهذا من شأنه أن يخفف من معاناة العراق من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى