أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

غرفة عمليات مشتركة من ميليشيا الحشد و“بي كا كا” لمنع عودة أهالي سنجار

ميليشيا الحشد الشعبي تعتبر سنجار منطقة استراتيجية لتواجدها وفق مخططات فيلق القدس الإيراني في شمال العراق، وأنها مستعدة للتعاون مع "الشيطان" من أجل التشبث فيها.

الموصل – الرافدين

شكل زعماء متنفذون في ميليشيا الحشد غرفة عمليات مشتركة مع مسلحي تنظيم “بي كا كا” المصنف إرهابياً للحيلولة دون عدوة أهالي قضاء سنجار إلى مناطقهم.
وأجمع نازحون من سنجار في مخيمات بمدينة دهوك على أن الميليشيات المسيطرة على سنجار من الحشد الشعبي ومسلحي تنظيم “بي كي كي” تقف في طريقة عودتهم، مع كل الصعوبات التي تنتظرهم بعد اغلاق مخيمات النزوح.
وقالت مصادر أمنية كردية أن ميليشيا الحشد الشعبي تعتبر سنجار منطقة استراتيجية لتواجدها وفق مخططات فيلق القدس الإيراني في شمال العراق، وأنها مستعدة للتعاون مع “الشيطان” من أجل التشبث فيها.
وشددت المصادر في تصريح لقناة “الرافدين” على أن كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في الحشد، وراء التخطيط لغرفة العمليات المشتركة بين الحشد ومسلحي “بي كي كي” في سنجار بمحافظة نينوى.
يأتي ذلك في وقت أعلن عن تشكيل ميليشيا جديدة داخل مدينة سنجار بحجم لواء، يتم من خلالها تطويع عناصر محلية جديدة من داخل المدينة، في خطوة من شأنها تعزيز هيمنة الفصائل الحليفة لإيران داخل المدينة الواقعة على مقربة من الحدود العراقية السورية، غربي مدينة الموصل، والتي ينتشر فيها مسلحو ميليشيا حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” المصنفة دوليًا على لوائح الإرهاب.
وكشف مصدر من داخل ميليشيا الحشد أن رئيس الميليشيا فالح الفياض حصل على موافقة رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني على استحداث قوة جديدة بحجم لواء ضمن قوات ميليشيا الحشد داخل مدينة سنجار.
وأضاف أن “التطوع لهذا اللواء سيقتصر على التزكية من قيادات في الحشد وأن عناصر من حزب العمال الكردستاني سيكونون ضمن القوة الجديد”.
في غضون ذلك قامت عدد من العائلات النازحة بوقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة نينوى بسبب منعهم من العودة إلى منازلهم بقضاء سنجار محملين الشرطة مسؤولية الاعتداء عليهم وعلى مسجد الرحمن من قبل الميليشيات.
وقال النائب عن نينوى عبد الرحيم الشمري إن محاولة البعض منع الآخرين من العودة إلى سنجار لا يندرج إلا ضمن مفهوم التعصب والطائفية، مطالبًا الأحزاب والجهات المسلحة برفع يدها عن سنجار، كما طالب مجلس محافظة نينوى بأخذ دوره الحقيقي في حماية السلم المجتمعي وإعادة جميع النازحين إلى مساكنهم في المدينة.
وقال كاهن كنيسة المشرق الاشورية الأب ايمانويل يوحنا “لا يوجد أمن أو قدرات معيشية في سنجار. وبدلا منها، هناك مجموعة متنوعة من القوى العسكرية وحدود مفتوحة مع سوريا. الأمر الذي يثير مخاوف من العودة”.
وانتقدت وزارة الداخلية في كردستان العراق تصريحات وزيرة الهجرة والمهجرين الحالية، إيفان فائق جابرو، بشأن أسباب عدم عودة النازحين إلى ديارهم في قضاء سنجار.
مؤكدة أن السبب الرئيس وراء عدم عودتهم هو انتشار الميليشيات في القضاء، وعدم تطبيق اتفاق تطبيع الأوضاع في القضاء.
وذكرت أن وزيرة الهجرة والمهجرين وبدلًا من الإشارة إلى أسباب عدم عودة النازحين والعقبات التي تواجه اتفاق سنجار، وقعت في المزايدة وأدلت بتصريحات لأغراض سياسية وطمس للحقائق، معربة عن أسفها بأنه لغاية الآن وباسم إعادة الإعمار يتم تقديم مساعدات مادية للميليشيات وللقوات غير الشرعية في سنجار.
وتحدث لاجئون مقيمون في مخيم “شاريا” للاجئين في دهوك، عن معاناتهم والمشاكل الأمنية التي تسبب بها وجود ميليشيات الحشد الشعبي مع مسلحي تنظيم “بي كا كا” الإرهابي في سنجار شمالي العراق.
وأعرب المواطن العراقي خالد حدادة من مخيم شاريا، عن الرغبة في العودة إلى سنجار، “لكن الوضع في المنطقة لم يعد إلى طبيعته”.
وأضاف أن مسلحي “بي كا كا” في سنجار هم السبب الرئيسي لعدم الاستقرار بالمنطقة وانعدام الأمن والأمان فيها.

نازحون في مخيمات بمدينة دهوك يجمعون على أن الميليشيات المسيطرة على سنجار من الحشد الشعبي ومسلحي تنظيم “بي كي كي” يقفون في طريقة عودتهم، مع كل الصعوبات التي تنتظرهم بعد اغلاق مخيمات النزوح

وأردف “لا يمكن للاجئين العودة إلى ديارهم بهذه الطريقة. لقد تدمّرت منازلنا ولم يبق لنا شيء. حكومة بغداد ليست على علم بوضع اللاجئين هنا ولا تهتم بمشاكلنا”.
بدوره، ذكر قاسم حلس، القادم من ناحية “سنوني” في قضاء سنجار، أن “الإيزيديين يعانون من ظروف صعبة في مخيم استقبال اللاجئين في دهوك”.
وأضاف “نحن منهكين للغاية من حياة المخيمات. الصيف الحار قادم على الأبواب وليس لدينا مكيفات هواء فضلًا عن أننا مضطرون لشراء الماء”.
وذكر هاني ميشكو، أحد سكان مخيم شاريا، أنه فقد ابنه العام الماضي بسبب الظروف الصعبة في المخيم، وأن “مسلحي بي كا كا في سنجار يتعمدون قتل الأطفال لترويع الأهالي والسيطرة عليهم”.
واستدرك “لا يمكننا العودة إلى سنجار خوفا من مسلحي بي كا كا. بإمكان الحكومة العراقية طرد مسلحي بي كا كا من سنجار إذا ما أرادت ذلك”.
وقال “مسلحو هذه المنظمة يتعمدون قتل الأطفال للسيطرة على الأهالي وضمان رضوخهم. قاموا بقتل طفل أمام منزله في سنجار”.
وأفاد “لقد احتل مسلحو بي كا كا أراضينا وحقولنا في ظل قلة حيلتنا وضعفنا على مواجهتهم”.
وبدأ مسلحو تنظيم “بي كا كا” الإرهابي، وميليشيا الحشد الانتشار في أطراف مدينة الموصل متذرعين بمحاربة تنظيم “داعش”.
وقاموا بإنشاء معسكرات في العديد من المناطق، خاصة جبل سنجار، حيث استقدموا إليه مجموعات من عناصر الميليشيات الذين جرى تدريبهم بأشراف ضباط من فيلق القدس التابع للحرس الإيراني.
وسبق وأن وقعت حكومتا بغداد وأربيل في التاسع من تشرين الأول 2020، اتفاقا يتضمن إخراج مسلحي تنظيم “بي كا كا” من سنجار، ومع ذلك لم يتم تنفيذ الاتفاق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى