أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

العراق في المرتبة 50 بين أكثر الدول بؤسًا في العالم

مؤشر هانكي السنوي الذي يقيس البؤس لدى الشعوب بناء على المؤشرات الاقتصادية "البطالة والتضخم ومعدل الإقراض والتغير في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي" يضع العراق في المرتبة 50 بين 157 دولة.

بغداد- الرافدين
تبوأ العراق المرتبة الخمسين في مؤشر البؤس العالمي لعام 2022 من أصل من 157 دولة وفق المؤشر الذي يضعه ستيف هانكي استاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.
وكان العراق بين خمسين دولة أكثر بؤسًا في المؤشر الذي يقيس حالة الشعوب بناء على المؤشرات الاقتصادية “البطالة والتضخم ومعدل الإقراض والتغير في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي”.
وتثير المرتبة “البائسة” للعراق مع أنه من بين الدول الغنية تساؤلات عن الفساد الحكومي وانعدام الحوكمة الرشيدة، والبلاد تتقدم في المؤشر على دول أخرى مثل مصر والمغرب.
وذكرت مجلة “ناشيونال ريفيو” (nrplus) الأمريكية التي عرضت في تقرير موسع لمؤشر هانكي للبؤس العالمي، أن العراق جاء بالمرتبة 50 من أصل 157 دولة مدرجة بالجدول بأكثر الشعوب بؤساً بحصوله على 42.3 نقطة، وعزت ذلك إلى أن البطالة العامل الأساسي في هذا البؤس.
ونقلت مجلة “ناشيونال ريفيو” المحافظة التي تصدر في الولايات المتحدة منذ عام 1955، عن واضع المؤشر ستيف هانكي، المطالبة بضرورة أخذ الدول مؤشر البؤس في جدول أولوياتها السياسية والاقتصادية.
وقال إن “حالة الإنسان تكمن في طيف واسع بين البائس والسعيد في المجال الاقتصادي، وأن البؤس يأتي نتيجة ارتفاع التضخم وتكاليف الاقتراض الباهظة والبطالة”.

ستيف هانكي: مقاييس البلدان يمكن ان تخبرنا بالكثير عن الأماكن التي يشعر فيها الناس بالحزن أو السعادة

وأشار الى ان “الطريقة الأكيدة للتخفيف من هذا البؤس هي من خلال النمو الاقتصادي، وأن مقاييس البلدان يمكن ان تخبرنا بالكثير عن الأماكن التي يشعر فيها الناس بالحزن أو السعادة”.
ويعيش العراق منذ احتلاله عام 2003 من قبل القوات الامريكية، في وضع سياسي واقتصادي وتعليمي شاذ لم يمر به على مر تاريخية المعاصر، انعكس على طبيعة مشاعر الفرد العراقي.
وتسببت السياسات الحكومية الفاشلة في انتاج جيوش من العاطلين بين الشباب من خريجي الجامعات، فيما عُطلت المصانع والمنشآت الحكومية في سياسية اقتصادية متعمدة تهدف الى استيراد البضائع من دول الجوار.
وسبق وأن حافظ العراق على موقعه في المراتب المتأخرة في مؤشر السعادة الدولي لعام 2023 وفق تقرير للأمم المتحدة، في إشارة على عدم حدوث تقدم بطبيعة حياة العراقيين وبعد عشرين عامًا من احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية.
وحل العراق في المرتبة 98 من بين 137 دولة، ولم يتقدم الإ على فلسطين والمغرب وموريتانيا بين الدول العربية.
ويستند معدو الدراسة المنشورة سنويًا منذ 2012، إلى استطلاعات رأي يجيب فيها السكان عن استبيانات بشأن درجة السعادة الشخصية. وتتم مقاطعة هذه البيانات مع إجمالي الناتج المحلي ومؤشرات التضامن والحرية الفردية والفساد، لوضع درجة نهائية على 10.
وأظهر تقرير عام 2023 الذي أعلن لمناسبة اليوم الدولي للسعادة في العشرين من آذار الماضي، وفق شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة والمدعوم ببيانات معهد “غالوب” للإحصاءات، بقاء فنلندا على مرتبتها، للسنة السادسة على التوالي، على رأس الدول الأكثر سعادة.
وكان مؤشر السعادة العالمي للعام 2022، قد صنف العراق في المرتبة 107 من أصل 146 دولة حول العالم.
ولا يمثل تقدم العراق في تسع مراتب بمؤشر السعادة تغييرًا جوهريًا في بلد يعد من بين الدول الثرية، فيما صار الفساد جزءًا من منظومة الحكم.
وعلى الرغم من أن العراق بلد غني بالنفط، لا يزال ثلث سكانه البالغ عددهم 42 مليونًا يعيشون في الفقر، أما البطالة فهي مرتفعة في أوساط الشباب، فيما يحتجّ العراقيون على النزاعات السياسية وسطوة الأحزاب والميليشيات الفاسدة والنفوذ الإيراني في بلدهم.
ومنذ عام 2003 يتخذ العراق مراتب متأخرة في جميع مؤشرات ومعايير الفساد والحريات وجودة الصحة والتعليم ونصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي.
وجاء العراق في المرتبة 157 كأكثر الدول فسادًا وأقل شفافيةً من أصل 180 دولة في آخر مؤشر للفساد العالمي.
ولم يحصل العراق حتى على مراتب متدنية في مؤشر دافوس للتعليم وجاء خارج المؤشر من بين 180 دولة.
وتسبب السلوك السياسي المشين والفساد في تبوأ العراق مراتب متقدمة في تصنيف الدول المكروهة في العالم، بالتزامن مع استطلاع دولي أظهر بأن العراقيين هم أكثر الناس تشاؤما بعدم وجود مساواة مقارنة بالمعدل العام لبقية المواطنين العرب.
وصنف موقع أمريكي 15 دولة، كأكثر الدول “المكروهة” عالميًا، وكان العراق إلى جانب إيران والسعودية و”إسرائيل” ضمن هذه الدول.
وعزا موقع (WORLDOMETERS) الأمريكي المعني بالإحصاء السكاني العالمي، الكراهية الدولية للعراق، إلى تصرفات الحكومة التي ينخرها الفساد والفشل.
وجاءت كراهية العراق أيضا من السجل المنهار لانتهاك حقوق الإنسان في هذا البلد الذي شهد عمليات تهجير وقتل على الهوية.
وأشار الموقع إلى أن مصدر الكراهية يتأتى مما يشهده العراق من تطهير طائفي وإبادة جماعية واغتيالات ومخبر سري لا يخضع للقانون وسجون سرية وتعذيب مشين.
وأظهر استطلاع للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا” بأن العراقيين هم أكثر سكان المنطقة شعورًا بعدم المساواة، وأن الفساد يشكّل التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد.
وأشار استطلاع “الاسكوا” إلى أن العراقيين هم أكثر الناس تشاؤمًا بعدم وجود مساواة مقارنة بالمعدل العام لبقية المواطنين العرب.
وأوضح أن معدل التشاؤم لدى العراقيين فيما يتعلق بوضعهم الحالي والمستقبلي بخصوص المساواة الاقتصادية والاجتماعية، هو الأعلى بين مواطني البلدان العربية الأخرى.
وأظهر استطلاع أجري بين شباب عراقيين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، ان ثلاثة ارباعهم كانت نظرتهم سلبية جدًا تجاه الوضع الحالي للمساواة الاجتماعية والاقتصادية.
وذكر أن هناك أشياء كثيرة تجعل الناس تعساء، ولكن هناك عوامل هي الأكثر تأثيرًا ومنها الفقر والمجتمعات السيئة والجوع والشعور بالوحدة.

العراق يتقدم في مؤشر البؤس الدولي
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى