أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السوداني ينصاع لمطالب زعماء الإطار بتوزيع المناصب الأمنية على أحزابهم

زعيم فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآآني يتحدث عن نفوذ بلاده في العراق، متوعدًا بخطوات جديدة في "قطار فرض النفوذ".

بغداد – الرافدين
عزت مصادر مطلعة التغييرات التي أجراها رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني في مواقع أمنية عالية، إلى محاولة استرضاء زعماء ميليشيات منضوية في الإطار بعد تصاعد الخلافات بينهم مؤخرًا.
وذكرت المصادر، أن “التعيينات الجديدة جزء من إعادة تقسيم الحصص بين أحزاب الإطار في مناصب حكومة السوداني، وقد جرت وفقًا لتفاهمات فيما بينها” مؤكدة على أن “القرار الصادر عن التعيينات الجديدة في أجهزة أمنية عليا مجرد إعلان وتطبيق رسمي للتفاهمات بين تلك القوى”.
وكان رئيس حكومة الإطار التنسيقي، محمد شياع السوداني، قد أجرى تغييرات في مناصب رفيعة بجهازي المخابرات والأمن الوطني.
وبحسب مصادر حكومية، فقد جرى إنهاء تكليف حميد الشطري وتعيين أبو علي البصري رئيسًا لجهاز الأمن الوطني، كما جرى إنهاء تكليف فالح العيساوي الوكيل الثاني لجهاز الأمن الوطني وتكليف مثنى العبيدي بديلًا عنه.
وأنهى السوداني تكليف ماجد الدليمي من جهاز المخابرات وعيّن وقاص محمد بديلاً عنه، كما تم نقل حميد الشطري وماجد الدليمي إلى مستشارية الأمن القومي.
يأتي ذلك، في خضم الخلافات العميقة بين قوى الإطار التنسيقي، وهو ما يؤكده مراقبون من أن التغييرات الجديدة اعتراف بالخلافات المتصاعدة داخل قوى الإطار التنسيقي بشأن المناصب العليا في مؤسسات الدولة.
ومثلت قرارات السوداني الجديدة التصفية الأخيرة لإرث سلفه مصطفى الكاظمي، واستعادة صقور جهاز الأمن أيام حكومة عادل عبد المهدي التي أدارت أكبر مجزرة في مقتل نشطاء ثوار تشرين.
ويدور جدال سياسي حول إعادة تكليف الميليشياوي أبو علي البصري، الذي تولى منصبًا في وكالة الاستخبارات أيام حكومة عادل عبد المهدي.
وأكدت، مصادر سياسية على أن التغييرات في جهاز المخابرات تتعلق بتعهد السوداني لمن دفع به لرئاسة الحكومة في الإطار التنسيقي، وتمكينهم من الأجهزة الأمنية والمواقع الحساسة قبيل انتخابات مجالس المحافظات.
وعزا مصدر إعلامي مقرب من الإطار التنسيقي، الخلافات التي دبت داخل قوى الإطار تعود إلى الطموح الذي أعلن عنه زعيم ميلشيا العصائب قيس الخزعلي ليتزعم الإطار.
وذكر المصدر، في تصريح مكتوب مرسل لقناة “الرافدين”، أن الخزعلي يقدم نفسه كزعيم إلى قوى الإطار وبمثابة نسخة طائفية جديدة من نوري المالكي، الأمر الذي أثار الانقسام.
وقال المحلل السياسي، بهاء خليل، في تصريح لقناة “الرافدين”، إن “قوى الإطار التنسيقي تعاني تصدعًا كبيرًا وخلافاتها طفت على السطح بشكل واضح بعد تشكيل حكومة السوداني، وتفاقمت مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات”.
وفي كانون الأول الماضي 2022، قام السوداني بنقل واستبدال عدد كبير من الضباط والقيادات من مواقعهم في وزارة الداخلية وتسريح عدد آخر من الخدمة في خطوة وصفت بالتطهير.
ووصفت مصادر صحفية، هذه الخطوة باستكمال ما قام به السوداني سابقًا من إقالة وطرد العديد من الشخصيات في مناصب حساسة وأخرى مدنية، واستبدالها بشخصيات من الإطار التنسيقي وميليشيا الحشد.
وأكدت على أن هذه التغييرات “بداية للانتقال من الدولة العميقة إلى العلنية بطريقة متعجلة”، لافتةً إلى، أن “التخطيط الذي ينفذه السوداني بتعليمات واضحة من المالكي والخزعلي”.
وتتزامن قرارات السوداني في المواقع الأمنية العليا مع تأكيدات زعيم فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الإيراني إسماعيل قآآني، بنفوذ بلاده في العراق، متحدثًا عن خطوات جديدة في “قطار فرض النفوذ”.
واستشهد قاآني في تصريحات نقلتها قناة “إيران انترناشيونال” بالعراق ومدى التأثير الإيراني فيه، قائلًا “قارنوا الوضع في العراق اليوم بالزمن الذي احتل فيه الأمريكيون الدولة العربية. ففي البداية، قاموا بتعيين حاكم عسكري، وبعد فترة بسبب الضغوط، قاموا بتعيين شخص، لكن انظروا الآن ما هي الحكومة والبرلمان في السلطة في العراق. ويرجع ذلك إلى قوة ثقافة الثورة الإيرانية والمقاومة”.
وتحاول إيران ضمان عودة أو دخول التيار الصدري لانتخابات المحافظات لأجل إعادة التوازن إلى القوى الولائية التابعة لها وهذا الأمر لم يتحقق على الرغم من تحسن العلاقات بين طهران وزعيم التيار مقتدى الصدر.
وأقر القيادي في الإطار التنسيقي، عائد الهلالي، بوجود خلافات بين قوى الإطار التنسيقي.
وسبق أن زار قيس الخزعلي زعيم ميليشيا العصائب وهادي العامري زعيم ميليشيا بدر وفالح الفياض رئيس الحشد الشعبي، طهران بعد الخلافات الأخيرة حول تشكيل التحالفات الانتخابية لمجالس المحافظات.
وعاد الخزعلي والعامري والفياض، إلى العاصمة بغداد دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تشكيل تحالف انتخابي كبير يضم كل أطراف الإطار والفصائل المسلحة، خصوصاً أن الرغبة الإيرانية كانت تدفع بهذا الاتجاه.
وعزا مصدر سياسي متابع للخلافات بين قوى وميليشيات الإطار، زيارة مسؤول إيراني قبل عيد الأضحى إلى بغداد إلى محاولة طهران ضبط إيقاع قوى الإطار التنسيقي التي بدأت أطراف رئيسية فيها إظهار هذه الخلافات للعلن.
وشدد على أن هذا الصراع على المصالح والزعامة أنهك الإيرانيون بسبب حركة الذهاب والإياب لأجل حلحلة هذه الوضع.
وقال إن الخزعلي يحاول أن يكون المالكي الجديد من خلال إزاحته واللعب على وتر ثنائية العلاقات بين أمريكا وإيران، إلا مشكلة الخزعلي أنه بدأ يتصور نفسه أكبر من حجمه.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى