أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

هيئة علماء المسلمين في العراق تندد بالتدخل الحكومي السافر في شؤون الكنيسة الكلدانية

قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين: قرار عبد اللطيف رشيد جاء بعد الخلافات بين البطريرك لويس ساكو وريان الكلداني زعيم ميليشيا بابليون المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في مناطق سهل نينوى.

عمان- الرافدين
ندد قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين بالتدخل الحكومي السافر في الشؤون الداخلية للكنيسة الكلدانية في العراق واستهدافها من قبل السلطات وميليشياتها؛ عندما فاجأ رئيس الجمهورية الحالي عبد اللطيف رشيد مسيحيي العراق والعالم بإصدار قرار يقضي بسحب المرسوم الجمهوري الخاص بالبطريرك لويس روفائيل ساكو بطريريك الكنيسة الكلدانية في العراق.
وذكر بيان لقسم الإعلام في الهيئة “المتعارف عليه وفق سياقات حرية الأديان أن البطريرك تختاره الكنائس بمحض إرادتها وتقوم الرئاسات في الدول المعنية بالمصادقة على هذا الاختيار وقد درج المسلمون منذ قرون على احترام الأديان ومراعاة حقها في اختيار ممثليها، وعدم التدخل بشؤونها الداخلية”.
وأوضح “جاء هذا القرار بعد الخلافات بين البطريرك لويس ساكو من جهة وريان الكلداني زعيم ميليشيا بابليون المسيحي المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في مناطق سهل نينوى، وهي إحدى الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي، والمتهمة من قبل البطريرك والطائفة المسيحية في العراق بسرقة أملاك المسيحيين وتشريدهم”.
وعبرت هيئة علماء المسلمين عن رفضها للقرار غير المسؤول من رئيس الجمهورية الحالي وتدخله السافر، ودعت ممن تسلط على رقاب العراقيين أن يكفوا عن تدخلهم في الشؤون الداخلية للأديان، وتسييسها لمصالح أشخاص وجهات يعرف القاصي والداني مشاريعها الخطيرة والمضرة بالعراق وشعبه. وطالبت بالتوجه لمعالجة المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد من الفساد المستشري وانهيار البنية التحتية وارتكاب المجازر بحق العراقيين وتشريد المواطنين وانتشار الفوضى وسرقة ثروات العراقيين والتلاعب بالقوانين وتسييسها لصالح دول عدوة للعراق وشعبه.
وكانت البطريركية الكلدانية قد رفضت قرار سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو روفائيل، مبدية استغرابها هذا القرار الذي اعتبرته غير مسبوق في تاريخ البلاد.
وذكر بيان البطريركية أنّ “المسيحيين بجميع طوائفهم اطّلعوا باستغراب على هذا القرار غير المسبوق في تاريخ العراق، وعدوه قراراً سياسياً كيدياً ليس ضد شخص البطريرك ساكو المعروف داخلياً وخارجياً بمواقفه الوطنية ونزاهته، وإنما ضد المقام البطريركي العريق في العراق والعالم”.
وطالبت البطريركية الكلدانية، وهي الكنيسة الأكبر في العراق، بـ “إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي قبل أن تتأزم وتفرز تداعيات لا تُحمد عقباها”، مشيرةً إلى أن “المسيحيين كانوا ولا يزالون عراقيين مخلصين لوطنهم ويحملون العراق في قلوبهم”.
وأشارت إلى أن “هذا القرار غير مسبوق في تاريخ العراق، ومنذ الخلافة العباسية كان البطريرك يُمنح براءةً رسمية، واستمر الأمر في العهد العثماني إذ كان البطريرك يُمنح فرماناً ولنا نسخة منه تسمى (الطغراء) وهكذا في الزمن الملكي والجمهوري”.
ولفتت إلى أن “هذه المراسيم معمول بها في الدول العربية التي فيها طوائف مسيحية مثل الأردن ومصر وسورية ولبنان. ولا نعرف ما الأسباب وراء هذا القرار الذي نعتبره قراراً سياسياً كيدياً، وهو ضد المقام البطريركي العريق في العراق والعالم”.
وسبق أن أعتبر البطريرك لويس ساكو، الميليشياوي المنضوي في الحشد الشعبي ريان الكلداني أنه لا يمثل المكون المسيحي، واتهمه بالتورط في سرقة أملاك المسيحيين.
وقال “لا أسمح لنفسي بمناظرة شخصية مثل ريان الكلداني، الذي سرق أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى وسهل نينوى ويحاول شراء رجال الدين المسيحيين بمساعدة امرأة وضعها بمنصب وزيرة”، في إشارة إلى وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو التابعة لحركة “بابليون”.
وكان أهالي سهل نينوى قد طالبوا أكثر من مرة بطرد ميليشيات بابليون التابعة للحشد الشعبي بسبب اعتداءاتها المتكررة على المواطنين وسرقة منازل المسيحيين وتهريب الآثار، إلا أن الجهات الحكومية تجاهلت هذه المطالبات.
وسبق أن كشف قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين عن تواصل اعتداءات ميليشيا بابليون وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في مناطق سهل نينوى، ومحاولتها السيطرة على قضاء الحمدانية.
وأفاد القسم أن أهالي بلدة “قره قوش” مركز قضاء الحمدانية يتقدمهم المطران يونان حنو ووجهاء سهل نينوى، قاموا بالتصدي لهذه المحاولة حيث تجمّع سكان القضاء وتظاهروا ضد قافلة “كتائب بابليون” المتوجهة نحو البلدة وطردوها، وسط تصاعد حالة الغضب الشديد تجاه هذه الميليشيا المتورطة بعمليات اعتداء على المواطنين، وابتزازهم عند نقاط التفتيش، ومحاولاتها المستمرة للسيطرة على مفاصل الحياة.

معاذ البدري: ميليشيا بابليون معول يستخدمه الحشد ومن ورائه إيران لزيادة نفوذها في مناطق سهل نينوى
وبين قسم الإعلام أن هذه الميليشيات تسيطر على ما تسمى “وحدات حماية سهل نينوى” وتسخرها لأهدافها الخاصة، وافتعال الأزمات مع السكان، ولا سيما مع رجال الدين المسيحي في قضاء الحمدانية.
وأشادت هيئة علماء المسلمين في العراق بمبادرة أهالي قضاء الحمدانية في الدفاع عن مناطقهم، واجتماع كلمتهم وتصديهم لهذه الميليشيا وإيقافها عند حدها، داعية أبناء الشعب العراقي للاقتداء بهم في هذا الموقف.
وحمّلت الهيئة مسؤولية استمرار هذه الجرائم والانتهاكات لحكومة الاحتلال الحالية وأحزابها وميليشياتها.
وتدعي ميليشيا بابليون أنها تمثل المسيحيين في نينوى وتحميه، إلا أن تقارير كشفت أن الميليشيا ليست مسيحية وفيها مجندون من غير المسيحيين، وهي امتداد لنفوذ ميليشيا الحشد التابعة لإيران.
وذكر تقرير لمعهد واشنطن أنه رغم الواجهة المسيحية التي قدمتها عائلة الكلداني وبعض قادة الوحدات، فإن ميليشيا بابليون ليست لواءً مسيحيًا كالذي تصور نفسها عليه، ومعظم عناصرها من عناصر الحشد.
وأضاف إنه باستخدام الدعم المالي من إيران وحملة انتخابية تركزت على شراء الأصوات، تمكن الفرع السياسي لميليشيا بابليون، من مضاعفة تمثيله البرلماني في انتخابات 2021 ويسيطر الآن على أربعة من المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحيين.
وأوضح أن الكراهية المسيحية في سهل نينوى تجاه ميليشيا بابليون تتزايد منذ 2017، بعد أن ثبت أن أفراد الميليشيا قد نهبوا القطع الأثرية المسيحية من دير مار بهنام.
ويرى مراقبون أن ميليشيا بابليون لا تمثل المسيحيين وإنما فرضت عليه من ميليشيات الحشد والأحزاب السياسية الممثلة له في البرلمان، وتصوير هذه الميليشيا على انتهاكاتها الكبيرة الحامي للمسيحيين لن يخفي جرائهما ضدهم وضد بقية المكونات من قتل وتهجر ومنع الأهالي من العودة لمناطقهم.
وقال مسؤول قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين معاذ البدري إن “سلوك الميليشيات تجاه أهالي سهل نينوى مشابه تمامًا لما يحدث من انتهاكات في مناطق حزام بغداد وغيرها من المدن”.
وبين أن الهدف من هذه الاعتداءات هو لزيادة نفوذ إيران لأن مناطق سهل نينوى تمثل موقعًا مهمًا بالنسبة لمشروع إيران طريق طهران-بيروت.
وأضاف لتحقيق ذلك تسعى -إيران- لتشديد قبضتها على المناطق المختلطة التي تسكنها أقليات دينية أو عرقية، وما ميليشيا بابليون سوى معول يستخدمه الحشد ومن ورائه إيران.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى