أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

إضرام النار في مرقد الصحابي أنس بن مالك لتأجيج الكراهية في المجتمع العراقي

هيئة علماء المسلمين في العراق: المسؤولية التأريخية والأخلاقية الملقاة على عاتق العراقيين تقتضي عملًا جمعيًا وحراكًا شعبيًا، دون أن يقتصر على فعاليات محدودة أو شعارات ذات نمط واحد من المطالب، لأن الواجب تطهير العراق مما أصابه من بلاء ووباء بفعل النظام السياسي القائم.

عمان – الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن ميليشيات ذات نفوذ في محافظة (البصرة) أقدمت على إضرام النار في مرقد الصحابي (أنس بن مالك) -رضي الله عنه- بعد منتصف ليلة الجمعة (10/11/2023م)، بعدما كان قد تعرّض في وقت سابق لأعمال تخريب ونهب، وقد اكتفى (ديوان الوقف السنّي) المسؤول عن رعاية هذا النوع من الأوقاف فضلًا عن تأمين الحماية لها؛ بإصدار بيان خجول ذكر فيه أنه سيلجأ إلى (القضاء) إذا لم يقم محافظ البصرة والجهات الحكومية المسؤولة في المحافظة؛ بوضع حد لهذه التجاوزات والانتهاكات! متناسيًا أن المحافظ نفسه هو من قام بجريمة هدم جامع (السراجي) ومنارته التأريخية في (14/7/2023م)، وهي جريمة مرّت دون حساب، ولم تُتخذ خطوة واحدة تجاهها من جانب السلطة القضائية.


وأضافت الهيئة أن ما يجري من إساءات مستمرة لأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم جميعًا – إنما هو تجاوز متكرر وإساءة متعمّدة المقصود منها تأجيج الكراهية في المجتمع العراقي الذي طالما كان مثالًا للتعايش المجتمعي، قبل أن يغزى ويحتل، وتمتد إليه أيدي الميليشيات المسيّرة إيرانيًا والموجهة طائفيًا.
وأشارت الهيئة إلى أنه ليست المشكلة في إضرام النار في أفنية المرقد الذي هو حجارة لا تضر ولا تنفع؛ ولكن في كونه اعتداءًا على ممتلكات وقفية أولًا، وتجاوز على بناء ذي رمزية تأريخية ثانيًا، يراد منه أن يكون -في أهداف من استهدفوه- وسيلة جذب سياسي بثوب طائفي لجرّ الناس مرّة أخرى نحو مسرح الانتخابات المحلية التي يُراد لها أن تجرى قريبًا، بعدما بلغت القناعة لدى الشعب العراقي ذروتها بفشل العملية السياسية وفساد أحزابها وأشخاصها.
وأكدت أن المسؤولية التأريخية والأخلاقية الملقاة على عاتق العراقيين بجمهورهم ونخبهم ومكوّناتهم المجتمعية كلّها؛ تقتضي عملًا جمعيًا وحراكًا شعبيًا واسعًا في نطاقه ومداه، دون أن يقتصر على فعاليات محدودة أو شعارات ذات نمط واحد من المطالب؛ لأن الواجب تطهير العراق مما أصابه من بلاء ووباء بفعل النظام السياسي القائم على أركان واهية لم تكن مؤهلة للصمود ولا للبقاء لولا المتكأ الدولي والإقليمي الداعم له.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى