أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

العقيد المتقاعد محمد المقابلة يفند أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر

مجلس الخميس الثقافي في هيئة علماء المسلمين في العراق يستضيف العقيد المتقاعد الدكتور محمد المقابلة لتحليل تاريخ الاحتلال الغاشم لفلسطين وتداعيات طوفان الأقصى على مستقبل الأجيال العربية.

عمان- الرافدين
كشف العقيد المتقاعد الدكتور محمد المقابلة عن أنماط التفكير الغربي والأوروبي في إنشاء الكيان الصهيوني الذي أقيم على أساس النظرية العسكرية التي تقوم على مرتكزين يُراد منهما إبقاء الكيان واستمراه في جولات صراعه مع المسلمين، وهما: الحسم، والردع، موضحًا خلال محاضرة في مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق بالعاصمة الأردنية عمان، أن هذه النظرية تنص على أن يحسم جيش الاحتلال أي معركة حسمًا تامًا، ولتحقيق ذلك لا بد من تأمين وتوفير جميع صورة وأشكال الدعم المادي والعسكري، في حين تذهب هذه النظرية في مرتكز الردع إلى إيقاع الرعب والخوف بين الناس، واللعب في مفاهيمهم ووعيهم، والترويج بأن جيش الكيان لا يُقهر، وأنه جيش يُدمر ويقتل ولا يراعي ذمة ولا قانونًا إنسانيًا.
واستعرض العقيد الأردني المتقاعد في محاضرة بعنوان “أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر”، بحضور ومشاركة جمع من أبناء الجالية العراقية وضيوف الهيئة في العاصمة الأردنية عمّان. نبذة من تأريخ إنشاء كيان الاحتلال، قائلاً: إن مؤسسي هذا الكيان المسخ أو ما يسمى “إسرائيل” اعتمدوا على مخططات، ومؤامرات، وتواطؤ، وتخاذل؛ من أجل تكوينه واتخاذ القرار بزجّه في واحدة من أقدس أراضي المسلمين بعد الحرمين الشريفين، وهي القدس، مشيرًا إلى أن بناء هذا الكيان تم من خلال منظمات إرهابية عملت على الإتيان بشرذمة تم جمعها من بلاد غربية مختلفة ومنحها الدعم والحماية وإيهام العالم بأنه صار “دولة”.
وفي مقدمات الحديث عن أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر التي روّجها الاحتلال؛ سلّط الدكتور محمد المقابلة، الضوء على الجوانب المهمة التي من المفترض أن تعتمدها الدول في التخطيط الاستراتيجي الشامل بما يضمن الاستقرار، والاستثمار، والاستمرار فيها، مبينًا أن تحديد العدو واتجاهات التهديد؛ تأتي في مقدمة هذا التخطيط، لأن ذلك من السنة الكونية الجارية على الفرد والجماعة والأمّة، لافتًا إلى أن هذا المنهج يقتضي أن تضع الأمّة في حسبانها عند التخطيط؛ وجود العدو، والعدو المحتمل، وأنماط التهديد التي يمكن أن تتعرّض لها.
واستعرض المحاضر جانبًا من جهود الجيشين العراقي والأردني في مواجهة العدو الصهيوني في حقبة سابقة من القرن الماضي، مؤكدًا أنهما من أكثر الجيوش تضحية في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وعموم فلسطين.
وأشار إلى أن في العقود الأولى من عمر هذا الكيان لم تكن هناك تغطيات إعلامية أو تحقيقات صحفية –كما هو الحال اليوم – توثق حجم الجرائم التي ارتُكبت وأعمال الإرهاب التي كان يمارسها تجاه القرى والبلدات الفلسطينية، بحيث وصل الرعب إلى الشعوب العربية والمسلمة، قبل أن تقوم الآلة الإعلامية الصهيونية بتصعيد هذه المخاوف والتهديد بإبادة من يحاول الوقوف بوجه الكيان.


العقيدة في فكر المسلمين لها معادلة واجبة الفهم تقوم على أن الأخذ بالأسباب من العقيدة، وأن ترك الأسباب قدحٌ في العقيدة
واهتمت المحاضرة ببيان ثلاثة أنواع من الإستراتيجيات التي يتخذها جيش الاحتلال أثناء خوضه الحروب والمعارك، أولهما: إيقاع أكبر تدمير ممكن في أي معركة أو حرب يدخلها، وقتل العدد الأكبر من الناس، مثلما حصل في معارك الـ 48 ، والـ 56 ، والـ 67 ، ومثل المجازر التي ارتكبها الاحتلال في خمسينات وستينات القرن الماضي بحيث وصل عددها إلى 220 مجزرة، في حين تقوم الإستراتيجية الأخرى على ضمان بقاء الردع في المحيط الإقليمي لفلسطين، وتفتيت كل بؤرة يمكنها تشكيل جبهة مضادة، مثلما تم تدمير العراق بعد احتلاله، بينما تتخذ الإستراتيجية الثالثة مصطلح “إنسانية القتل” لبث مغالطات في الرأي العام بإظهار أن الصهاينة ضحايا وأن الفلسطينيين والعرب عمومًا هم المجرمون، وقد استخدم الغرب لذلك وسائل من شأنها ترويج هذه القناعة المغلوطة ولا سيما في الأفلام السينمائية.
وأشاد العقيد المتقاعد الدكتور محمد المقابلة بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والمجاهدين فيها من أصحاب العقيدة التي ربّت الحاضنةُ الشعبية في القطاع أبناءَها عليها، موضحًا أن العقيدة في فكر المسلمين لها معادلة واجبة الفهم تقوم على أن الأخذ بالأسباب من العقيدة، وأن ترك الأسباب قدحٌ في العقيدة، وأن الاعتماد على الأسباب كفر بالعقيدة، ولا بد أن تكون هذه المعادلة متزنة ومتوائمة بمراعاة هذه الثلاثية في الفهم والفكر والسلوك، وهو ما أتقنته المقاومة في غزة التي أنتجت جيلاً قادرًا على الصمود والمواجهة، وأخذت بالأسباب، وعرفت مرتكزات النصر، ونقاط ضعف العدو الذي هو في داخله هزيل ومهزوم.
وفي ختام المحاضرة؛ دعا ضيف مجلس الخميس الثقافي، المسلمين إلى تربية الجيل على أحداث طوفان الأقصى ومشاهد المقاومة الفلسطينية، مشددًا على وجوب أن يُعاد إيقاد الوعي في عقول أبناء الأمّة من حيث معرفة العدو ورصد جرائمه، وترسيخ مفاهيم الصراع، وحقيقة العدو، والتحريض لمواجهته، والتجهيز لقتاله، وإزالة العبث الذي شوش على المفاهيم والأفكار والسلوكيات.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى