أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدولية

فصول الإبادة مستمرة في غزة والاحتلال يستعين بالذكاء الاصطناعي للإجهاز على القطاع

الخدمات الصحية في غزة على المحك بعد إمعان "إسرائيل" في قتلها لسكان القطاع وارتفاع فاتورة الخسائر بصفوف المدنيين جراء استخدام الاحتلال كافة أدوات الحرب الحديثة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في إلحاق الضرر بالفلسطينيين.

غزة – يستمر العدوان الصهيوني على قطاع غزة، في حين يواصل الاحتلال استهداف المخيمات المكتظة بالسكان في قطاع غزة مستخدمًا كافة الأساليب التقليدية وغير التقليدية بما فيها الذكاء الاصطناعي ما تسبب بمقتل وإصابة الآلاف من الضحايا في وقت تعاني فيه مستشفيات مدينة غزة من وطأة الحصار.
وتكشف المعلومات الواردة من غزة عن كارثة صحية غير مسبوقة بعد عجز الطواقم الطبية عن تقديم الخدمات على أكمل وجه في ظل استمرار الحرب لليوم الـ83 والنقص الحاد في الامدادات الطبية.
وفي ضوء ذلك قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، خليل الدقران، الخميس، إن “الوضع داخل المستشفى كارثي جدًا، ويتم استقبال المصابين على ألواح من خشب، ومعالجتهم على الأرض بسبب عدم وجود أسرّة كافية”.
وأوضح الدقران أن أعداد المصابين كبيرة داخل المستشفى وتفوق عدد الأسرّة بـ5 أضعاف، مشيرًا إلى أن المستشفى يفتقر للمستلزمات الطبية والأدوية والوقود، وأن غالبية الإصابات التي تصل إلى مستشفى شهداء الأقصى هم من الأطفال والنساء والشيوخ”.
وتابع “نحن في داخل قسم الطوارئ نستقبل الإصابات من سيارات الإسعاف على ألواح من خشب، ويتم معالجة المصابين على الأرض بسبب عدم وجود أسرّة كافية في قسم الطوارئ”.
وعادة ما يتم استخدام نقالة مصنوعة من الألومنيوم والمطاط المدعم بالإسفنج لنقل الجرحى، وذلك لسهولة النقل ومنع أي تدهور في الحالة الصحية للمصاب جراء حمله أو نقله بطريقة خاطئة، ولكن أعداد هذه النقالات قليل، ولا تكفي للأعداد الكبيرة من الجرحى التي تصل كل ساعة للمستشفيات جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.
وتابع الدقران “هناك اكتظاظ داخل المستشفى، ونقص حاد بالمستلزمات الطبية، وخاصةً في أقسام العمليات، ما يتسبب في تأخير العمليات، خاصةً المتعلقة بالأطراف العلوية والسفلية”.
وأوضح أن معظم الإصابات التي تصل مستشفى شهداء الأقصى هي إصابات خطيرة في الرأس والصدر والبطن وفي الأطراف، إلى جانب وجود بعض الإصابات المتعددة في جسد المصاب، ما يتطلب وجود 4 أو 5 جراحين لمعالجة المصاب.
وناشد دول العالم والدول العربية والإسلامية ضرورة التدخل العاجل وإرسال المساعدات الطبية والغذائية والأدوية والوقود إلى قطاع غزة ومستشفياته، وإرسال الطواقم والوفود الطبية لمساندة طواقم مشافي القطاع.
وطالب الدقران بفتح معبر رفح بشكل كامل أمام الجرحى، لتحويل جميع الحالات الخطيرة لتلقي العلاج في الخارج.
وخلَّفت الحرب المستمرة على القطاع 21320 قتيلًا و 55603 جرحى، معظمهم أطفال ونساء في وقت يمعن فيه الاحتلال الصهيوني في أساليب القتل والتدمير بعد الكشف عن توظيف الذكاء الاصطناعي في تدمير القطاع المحاصر وفقًا لخبراء.
وأوضحت الباحثة الفلسطينية العاملة في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، نور نعيم، إن تحديد الاحتلال الإسرائيلي أهدافاً في غزة باستخدام برنامج ذكاء اصطناعي يدعى “غوسبيل” أدى إلى زيادة عدد القتلى بين المدنيين، وأفادت الباحثة الفلسطينية في مقابلة مع وكالة الأناضول، بأن الاحتلال الإسرائيلي استخدم برنامج تحديد الأهداف التلقائي “غوسبيل” لأول مرة في غزة.
وأردفت “شهدنا بشكل مباشر وحشية استخدام الذكاء الاصطناعي خلال الحرب”.
وأشارت نعيم إلى أن “غوسبيل” يمتلك القدرة على اتخاذ القرار، ويتمتع بخاصية القتل والتدمير بغض النظر عن عدد الأهداف، “وبالتالي فإن عدد الضحايا يمكن أن يتراوح من صفر إلى مليون”، وأضافت “هذا يعني أن الاستخبارات (الإسرائيلية) لديها مخزون ضخم من البيانات ومجموعة واسعة من المعلومات عن المدنيين”.
وأضافت أن الاحتلال ضرب 15 هدفًا في غزة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المسماة غوسبيل في أول 35 يوماً من الهجمات، وهذا الرقم أعلى بكثير من عدد الأهداف التي تم ضربها في العمليات السابقة في المنطقة، حيث إن الاحتلال تمكن من ضرب ما يقرب من 6 آلاف هدف خلال الصراع الذي استمر 51 يومًا عام 2014.
وأكدت نعيم أن إسرائيل قصفت المستشفيات على الرغم من وجود معلومات كاملة عن المدنيين الذين يعيشون في قطاع غزة والمباني والجامعات والمدارس ومراكز الإغاثة والمصانع ومنشآت البنية التحتية، مشيرة إلى أن الاحتلال يقتل آلاف الاشخاص في غزة من أجل هدف واحد قد لا يصل إليه أبدًا.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، قد حذر الأربعاء، من “كارثة صحية عامة قيد التكوين في غزة”.
وأضاف في تدوينة عبر منصة “إكس”، أن “المستشفيات في القطاع بالكاد تعمل، والأمراض المعدية تنتشر بسرعة في الملاجئ المكتظة”.
ولفت المسؤول الأممي إلى أن مئات المصابين بسبب الحرب لا يستطيعون تلقي العلاج،  وأن كارثة صحية عامة قيد التكوين في غزة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى