أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

اعتقاد الاحتلال أضعاف المقاومة بالاغتيالات وحرب الإبادة وهم مغلف بالسذاجة

هيئة علماء المسلمين في العراق: جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري تأتي في سياق فقدان الاحتلال صوابه، ومحاولته جرَّ اهتمام الرأي العام إلى مشهد آخر ليصرف الأنظار عن هزائمه المتلاحقة في معركة (طوفان الأقصى).

عمان- الرافدين
أصدرت هيئة علماء المسلمين في العراق بيانًا بشأن استشهاد الشيخ المجاهد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وثلة من مجاهديها.
وجاء في نص البيان “ارتقى الشيخ المجاهد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقائدها في الضفة الغربية، مع ثلّة من إخوته المجاهدين في سبيل الله؛ إثر هجوم بطائرة مسيّرة استهدف مكتب الحركة في منطقة (المشرفية) بضاحية بيروت الجنوبية، في جريمة أخرى يرتكبها كيان الاحتلال الذي جُبل على الغدر والإيغال في العدوان واللجوء إلى عمليات الاغتيال عن بُعد، بموازاة ما يرتكبه من جرائم الإبادة الجماعية بحق أهلنا المستضعفين من المدنيين في قطاع غزة؛ حينما تتلقى الضربات تلو الضربات قوّاته على الأرض ويفقد التحكم بمجريات المعركة”.
وذكر بيان الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق “إن هذه الجريمة تأتي في سياق فقدان الاحتلال صوابه، ومحاولته جرَّ اهتمام الرأي العام إلى مشهد آخر ليصرف الأنظار عن هزائمه المتلاحقة في معركة (طوفان الأقصى) وتداعيات الفشل الناجمة عن عمليات توغله البرّي في قطاع غزة، التي عادت عليه بمزيد من الانكسار والخيبة، والتصدّعات التي طالت تحالفاته مع القوى الدولية ولا سيما الولايات المتحدة التي دخلت الحرب بقوّة ظنًا منها أن حسمها في المتناول؛ لتتفاجأ بعد مضي ثلاثة أشهر فقط أن قوة المقاومة وصلابتها من شأنها استدعاء ملامح الهزيمة على عجل لتحل بساحة العدو وحلفائه”.
وأضاف البيان “لعل في تبادل التصريحات ذات الهمز واللمز بين قادة الاحتلال والمسؤولين الأمريكيين على خلفية اغتيال الشيخ العاروري -تقبله الله وصحبه شهداء- دليلًا واضحًا وصريحًا على ذلك”.
وشدد بقوله “إذا كان كيان الاحتلال يظن أن الإيغال في ارتكاب جرائم الإبادة، والاغتيالات المنتخبة لقادة ورموز الجهاد في فلسطين يمكن أن تُضعف المقاومة أو تضطرها إلى التراجع نحو مستوى أدنى في خط المواجهة؛ فإن الوهم المغلّف بالسذاجة هو أقل وصف يليق به؛ لأن هذه الوقائع في ضوء معادلة الصراع لها منظور آخر عند المقاومة وشبابها، وفيها دلالات ذات أبعاد غير ما يحسبه العدو الذي لا يدرك مقاصد الجهاد عند المسلمين ولا يدري أن حرصه على الحياة؛ يناقض ثقافة المقاومة ومنهجها المستمد من قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ﴾ [التوبة: 52].

صوت المقاومة يرتفع بوجه الاحتلال

وذكر بيان هيئة علماء المسلمين في العراق “إن في مقاربات جريمة العدو الصـ ـهـ ـيوني هذه وآثارها؛ ما يستدعي إلى ساحة التمايز والتمحيص الكثير من: الأشخاص، والمحاور، والكيانات، والجماعات، ويزج في دائرة التقويم والتصنيف الكثير من: الرؤى، والمزاعم، والفعاليات، والمواقف؛ وليس في هذا المقام من سبيل للأمّة ونخبها ولا سيما العلماء منهم إلا تجلية الحقائق، ودحض المغالطات، والعمل على إشاعة ثقافة تكامل قضايا الأمّة على أنّها قضية واحدة وإن تباعدت جغرافيتها، مثلما يصطف العدو تحت مظلة تخادمات احتلالية واحدة وإن تعدّدت جبهات حربه على الأمة”.
وشدد على أن هيئة علماء المسلمين في العراق؛ إذ نبتهل إلى الله عز وجل أن يتقبل الشيخ المجاهد (صالح العاروري) وإخوانه، في زمرة الشهداء الذين يتبوؤون الدرجات العليا من الجنة؛ فإننا نحسن الظن بالله تعالى في أن يُنجز وعده لعباده المجاهدين من أهل الإيمان في غزة العزّة وسائر فلسطين بالنصر والتمكين، وأن يخلف لهم وللأمّة جميعًا رجالًا مجاهدين صادقين، يبذلون وسعهم في سبيله ولا يخافون لومة لائم، ولا يخشون سطوة عدو، ولا يبالون بخذلان مخذّل، أو تطبيع مطبّع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى