أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

لن يخرج حزب الله عن سقف ما هو حاصل، وما هو متوقع منه بعد اغتيال العاروري

الرسالة الإيرانية وصلت إلى حسن نصر الله عبر الحرس الثوري الإيراني الذي أكد في بيان على أن اغتيال العاروري لن يجعل حسابات المقاومة تقع في خطأ استراتيجي.

بغداد- الرافدين
قلل مراقبون من أهمية الخطاب المتوقع أن يلقيه الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بعد ساعات من قيام طائرات الاحتلال “الإسرائيلي” في اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بقصف مساء الثلاثاء بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال مراقبون إن الرسالة الإيرانية وصلت إلى نصر الله بوقت مبكر عبر الحرس الثوري الإيراني الذي أكد في بيان على أن “اغتيال العاروري جريمة لن تجعل حسابات المقاومة تقع في خطأ استراتيجي” في إشارة إلى استمرار حزب الله اللبناني في عدم التدخل في حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال على مدينة غزة وسقط فيها حتى الآن أكثر من عشرين ألف من المدنيين الفلسطينيين غالبيتهم من النساء والأطفال.
وكتب الإعلامي العراقي محمد الجميلي “يقول الحرس الثوري الإيراني (إن اغتيال العاروري جريمة لن تجعل حسابات المقاومة تقع في خطأ استراتيجي)؛ وهذا تنصل علني من أي رد يوازي الجريمة كما توعد حزب الله أولًا؛ قد يكون هناك رد محدود من الحزب، ولكنه سيعمل وفق تصريح الحرس الثوري، ووفق المنهج الذي اتبعوه طيلة معركة طوفان الأقصى”.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد اكتفت بإدانة عملية الاغتيال واعتبرتها “دليلا آخر على قيام إسرائيل على أسس الإرهاب والجريمة” فيما قال الوزير حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة، إنها “تشكل تهديدا حقيقيا للسلام، وإنذارا خطيرًا لأمن دول المنطقة”.
واكتفى حزب الله بوصف اغتيال العاروري بـ “تطوّر خطير”.


محمد الجميلي: طهران تنصلت من أي رد يوازي الجريمة كما توعد حزب الله؛ وقد يكون هناك رد محدود من الحزب، ولكنه سيعمل وفق تصريح الحرس الثوري، ووفق المنهج الذي اتبعوه طيلة معركة طوفان الأقصى
وقال “نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته… وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة” من دون أن يكشف عن أي موقف مختلف عن سقف ما هو حاصل، وما هو متوقع منه منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول من العام الماضي.
وفي آب الماضي، حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، من أنّ “أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا أو فلسطينيًا أو سوريًا أو إيرانيًا أو غيرهم، سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات”. لكن مثل هذا الرد لم يحصل وفق التعليمات الإيرانية التي يلتزم بها حزب الله.
ويقيم عدة قياديين من حماس في لبنان بحماية من حزب الله. وتعد الضاحية الجنوبية معقلا لحزب الله اللبناني الذي يوصف بأنه فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وصباح الأربعاء، كان الجيش اللبناني يفرض طوقًا أمنيًا في منطقة الانفجار، بينما سجّل تواجد كثيف لعناصر من الحزب بزيّهم الأسود.
ويقطن في الضاحية الجنوبية حوالى 800 ألف نسمة.
وقال النقيب علي فران قائد شرطة اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لوكالة الصحافة الفرنسية “نحن لسنا ساحة حرب هنا، ساحة الحرب هي على الحدود”.
وبعد اغتيال العاروري، قالت كانديس أرديل المتحدثة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الأربعاء إن يونيفيل تشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق.
وأضافت “نواصل مناشدة جميع الأطراف لوقف إطلاق النار، ومناشدة أي أطراف تتمتع بالنفوذ على أن تحث على ضبط النفس”.

كرم نعمة: إذا كانت “إسرائيل” قادرة على اغتيال الأشخاص عن بعد في لبنان فهل هذا يعني بوسعها الوصول إلى قيادات حزب الله؟
ويستبعد مراقبون أن يكون لحزب الله أي رد مؤثر على قوات الاحتلال “الإسرائيلي” خصوصًا بعد تصريحات الحرس الثوري الإيراني الذي رفض توسيع الحرب مع “إسرائيل” والوقوع “في خطأ استراتيجي” حسب تعبيره.
ونقلت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية عن إيميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قوله إن اغتيال العاروري في قلب معقل حزب الله ببيروت يعد إذلالًا واختبارًا كبيرا لحزب الله… فهل سيخاطر بخوض حرب كبيرة ردًا على مقتل قائد غير لبناني؟ وإذا لم يفعل، هل سيحتفظ حزب الله بمصداقية ردعه؟.
وكانت مواقف إيران ووكلاؤها في العراق والمنطقة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، قد كشفت زيف الادعاءات التي تنادي بها نصرة للقدس، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية بعد أن تجاهلت دعوات المشاركة بالحرب، خشية الإضرار بمصالحها.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إيرانيين، قولهم إن الأولوية القصوى للمرشد الإيراني علي خامنئي اليوم، هي استمرار وجود جمهورية إيران، مع استمرار استخدام إيران لغة قاسية ضد “إسرائيل” مع الامتناع عن القيام بعمل عسكري مباشر.
وأكدت الوكالة أن وقوف إيران موقف المتفرج قوض استراتيجيتها المتبعة منذ 40 عامًا، إذ إن إيران تخشى أن تنظر الميليشيات الحليفة لتقاعسها على الأرض بأنه علامة ضعف، لذا فإنها تسعى للموازنة بين الحفاظ على استراتيجيتها وتجنب الخسائر المحتملة.
فيما قلل تقرير لمعهد واشنطن من أهمية “مسرحية الميليشيات” في الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان.
وذكر بأن الميليشيات المدعومة من إيران نسّقت بياناتها للتقليل من احتمال انخراطها المباشر في النزاع المتواصل في غزة.

مهى يحيى: حزب الله لن تكون لديه رغبة في جر لبنان إلى نزاع كبير في هذه اللحظة والتوقيت بالتحديد نظرًا إلى الوضع الإقليمي
ويبرز هنا عنصر مسرحي، إذ تربط هذه الميليشيات انخراطها الحركي بتطوراتٍ غير مرجحة (أي اتخاذ إسرائيل أو الولايات المتحدة قرارًا بتوسيع نطاق الحرب في المنطقة)، مما يجعلها تبدو قوية عندما تُطلق تهديداتٍ فارغة على الأرجح.
وتساءل الكاتب العراقي كرم نعمة “ألا يحق لأي متابع في إطلاق السؤال المشروع والبحث عن الإجابة الأكثر طلباً: ألم يكن صالح العاروري تحت حماية حزب الله؟ وإذا كانت إسرائيل قادرة على اغتيال الأشخاص عن بعد في لبنان فهل هذا يعني بوسعها الوصول إلى قيادات حزب الله؟”.
وقالت مهى يحيى من مركز كارنيغي للشرق الأوسط لوكالة الصحافة الفرنسية، إن اغتيال العاروري يعد تصعيدًا كبيرًا، لكنها عبرت عن اعتقادها بأن حزب الله لن تكون لديه رغبة في جر لبنان إلى نزاع كبير في هذه اللحظة والتوقيت بالتحديد نظرا إلى الوضع الإقليمي.
واعتبر محلل “إسرائيلي”، الأربعاء، أن قيام “إسرائيل” باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بقصف مساء الثلاثاء بالعاصمة اللبنانية بيروت “كان مقامرة”.
وقال كبير محللي صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم بارنياع إن “العاروري حصل بصراحة على مكانه في القائمة المراد إقصاؤها” ولكنه تساءل عن الثمن.
وساهم العاروري “57عامًا” في تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية، وقضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال قبل أن يتم إبعاده عن الأراضي الفلسطينية إلى سوريا ليستقر بها لمدة ثلاث سنوات. وفي شهر شباط عام 2012 ومع بداية الثورة السورية، غادر إلى تركيا ثم تنقل بين دول عدة من بينها قطر وماليزيا، حتى استقر به المقام في الضاحية الجنوبية بلبنان.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى