أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

مستشفيات غزة بلا دواء بعد انهيار القطاع الصحي جراء حرب الإبادة المستمرة

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي يحذرون المجتمع الدولي من خطر مجاعة وتفشي أمراض فتاكة في قطاع غزة، مع اشتداد برودة الشتاء.

غزة- قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، إن 350 ألف مريض مزمن لا يتلقون أدويتهم جراء حرب الإبادة “الإسرائيلية” المستمرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأضاف متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان مقتضب “350 ألف مريض مزمن بلا دواء في قطاع غزة”.
وحذّر القدرة من “مضاعفات صحية خطيرة يتعرض لها هؤلاء المرضى”.
كما طالب المؤسسات الدولية بضرورة “توفير الأدوية للمرضى المزمنين بشكل عاجل”.
وفي بيان آخر، أعلن القدرة نفاد “غاز النيتروز في غرف العمليات والنقص الحاد في الغازات الطبية الأخرى”؛ دون مزيد من التفاصيل.
ويستخدم غاز النيتروز في “تخدير المرضى خلال إجراء العمليات الجراحية”.
وكانت مؤسسات صحية وحقوقية فلسطينية ودولية قد حذرت من انهيار القطاع الصحي في غزة جراء استمرار الحرب.
وفي أكثر من مرة، حذرت وزارة الصحة من شح الأدوية والمستلزمات الطبية في القطاع ونفاد بعضها جراء الإصابات الكثيرة التي تصل إلى المستشفيات.
وقال عدد من الفلسطينيين بغزة، في أوقات سابقة، إنهم لا يجدون أدويتهم داخل الصيدليات أو المستشفيات.
وصرح مسؤولو الصحة بأن 132 شخصًا استشهدوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مما يوحي للفلسطينيين بأن قوات الاحتلال لم تخفف من شدة هجومها إلا قليلا رغم إعلانها التحول إلى مرحلة جديدة أكثر دقة وتحديدا.
ولا يزال نحو مليوني نازح يعيشون في خيام وغيرها من أماكن الإقامة المؤقتة في ظل القتال الدائر في الجنوب وتعرض القطاع لخطر المجاعة وتفشي الأمراض بسبب النقص المزمن في الغذاء والدواء والوقود.
وفي مدينة غزة (شمال) التي تدمرت بشكل كبير بسبب القصف والهجوم البري “الإسرائيلي”، أظهر شريط فيديو لوكالة الصحافة الفرنسية تهافت آلاف الفلسطينيين على شاحنة تحمل مساعدات غذائية دخلتها الأحد.
وصعد عشرات الأشخاص على متن الشاحنة بينما أحاط بها آخرون، بينما كانت تحاول التقدم ببطء شديد.


الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: لا شيء يمكن أن يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني
وقال عمر الشندوقلي “نحن بحاجة إلى أهم السلع. ما زلنا منذ ما يقارب الشهر لم نعرف طعم الطحين، نعيش على… بضع حبات من الأرز، وهذا الأرز لا يقيت إنسانا”.
وتابع “نناشد كل العالم، نناشد المسلمين ونناشد الغرب… بعد الله عزّ وجلّ أن يرسلوا لنا الطحين والماء. أرسلوا لنا الطحين والماء فقط”.
وأكد بيان مشترك لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “أن هناك حاجة ملحة إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية الى غزة”.
ودعا إلى تأمين طرق إمداد “بشكل أكثر امنًا وأسرع”، محذرين من أن مستوى المساعدات الحالي “أقل بكثير مما هي الحاجة لتجنّب مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض”.
وبحسب البيان، قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إن “الناس في غزة يواجهون خطر الموت من الجوع على بعد أميال قليلة من شاحنات مملوءة بالأغذية”.
وأضافت “كل ساعة ضائعة تعرض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر”.
وأوضحت ماكين أنه “يمكننا أن نبقي المجاعة بعيدة، إذا تمكنا من إيصال الإمدادات الكافية وتوفير وصول آمن إلى جميع المحتاجين أينما كانوا”.
وجددت المنظمات الأممية الدعوة إلى “وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية”، لتمكين عملياتها الإنسانية من العمل، وفق البيان.
وفي غياب أيّ إشارة إلى وقف التصعيد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجددا الاثنين لـ”وقف إطلاق نار إنساني فوري” في غزة، مشددًا على أن ذلك ضروري “لوصول المساعدات إلى المحتاجين إليها” في القطاع وكذلك “لتيسير الإفراج عن الرهائن”.
وقال متحدثًا إلى الصحافيين في نيويورك “ما زلنا نطالب بوصول إنساني سريع وآمن وبلا عقبات وموسع ومتواصل إلى قطاع غزة وعبره، مؤكدا أن “لا شيء يمكن أن يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
ويعاني سكان غزة من نقص في كل الخدمات والمواد الأساسية بعد أن شددت قوات الاحتلال منذ الثامن من تشرين الأول الحصار على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ العام 2007.
ومنذ السابع من تشرين الأول أ 2023، يشن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى الاثنين “24 ألفا و100 شهيد و60 ألفا و832 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع (ما يعادل 1.9 ملايين شخص)”، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
وقالت ريدا عوض التي نزحت مع زوجها نبيل وأولادهما من شمال القطاع إلى رفح قرب الحدود المصرية، “الأطفال مرضى باستمرار… ملابسهم غير كافية لتدفئتهم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى