أخبار الرافدين
تقارير الرافدينمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

الضغينة الكامنة تجدد الاشتباكات بين عناصر ميليشيا العصائب والسرايا

اشتباك دام أمام مستشفى الناصرية بين عناصر ميليشيات متقاتلة على النفوذ والحصص يكشف هزالة الوضع الأمني وسطوة السلاح المنفلت.

ذي قار- الرافدين

كشفت الاشتباك الدامي بين عناصر من ميليشيا العصائب بزعامة قيس الخزعلي وأنصار التيار الصدري أمام مستشفى الناصرية في محافظة ذي قار، بأن الضغينة وعمليات الانتقام كامنة بين عناصر الميليشيتين المتصارعتين على النفوذ والحصص في المحافظات العراقية.
ويعري الاشتباك الذي جرى بالأسلحة الخفيفة والمتوسّطة أمام بوابة المستشفى وأدى إلى إصابة عدد من الأشخاص وهروب العاملين، هشاشة الوضع الأمني وخشية القوات الحكومية من التدخل، فضلا عن سطوة الميليشيات المسلحة على المشهد.
وأفاد مصدر أمني في ذي قار، الأحد، باندلاع اشتباك مسلح بين عناصر من ميليشيا العصائب والتيار الصدري بمحيط مستشفى الناصرية وسط المحافظة.
وسقط، عدد من الجرحى في اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسّطة قامت على إثرها ميليشيا السرايا التابعة للتيار الصدري بتركيز نقاط أمنية في محيط مقرها وسط المدينة وباشرت بإيقاف السيارات وتفتيشها.
وذكر شهود عيان، أن عجلة رباعية الدفع احترقت على خلفية الاشتباكات بين عناصر الميليشيتين، فيما أظهرت مقاطع فيديو هروب المنتسبين من المستشفى.
فيما وصفت شرطة ذي قار الاشتباكات المسلحة بـ”الشجار” زاعمة بأنها اعتقلت خمسة أشخاص، من دون أن تكشف عن هوية المتشاجرين للتغطية على ضعف دورها أمام سطوة الميليشيات.
وذكر مصدر أمني في الناصرية أنّ حصيلة الجرحى جراء الاشتباكات في محيط مستشفى الناصرية ارتفع إلى خمسة من عناصر حماية المستشفى التابعين للتيار الصدري، وأنّ عربة تابعة للعصائب اشتعلت فيها النيران أمام بوابة المستشفى.
وأضاف، أن “قوة من ميليشيا العصائب حاولت الدخول إلى المستشفى لكن أفراد حماية المستشفى المنتمين للتيار الصدري قاموا بمنعهم بسبب كثرة عددهم”.
وبين أن “أفراد عناصر ميليشيا العصائب قاموا بالاعتداء بالضرب على أحد أفراد الحماية ما تسبب بإصابته بجروح، فيما تطور الأمر لتتدخل القوات الأمنية بعد استخدام الأسلحة من قبل الطرفين”.
ولم يكن الاشتباك الذي جرى في مدينة الناصرية الأول بين ميليشيا العصائب والسرايا، فقط سبقه اشتباكات دامية في محافظات بغداد وميسان والبصرة وواسط.
وتربط الطرفين المتصارعين عداوة منذ سنوات، وإن كان هذا العداء صامتًا، لكنه اليوم بات علنيا لاسيما بعد تجدد الاشتباكات أكثر من مرة وأخرها ما حدث في البصرة والتي ذهب ضحيتها 4 عناصر من الطرفين إضافة إلى إغلاق وحرق مقرات العصائب المتكرر من قبل متظاهري التيار الصدري.
واندلعت في كانون الأول الماضي اشتباكات مسلحة بين عناصر التيار الصدري وميليشيا العصائب في حي العامل بالعاصمة بغداد.
وأفاد مصدر أمني بإصابة شخصين بجروح أحدهما منتسب في القوات الأمنية جراء الاشتباكات المسلحة التي دارت في حي العامل غربي العاصمة بغداد.
واستمرت الاشتباكات لنحو خمسين دقيقة، وبعد تدخل قوة أمنية كبيرة من الشرطة والجيش الحكومي، وإجراء اتصالات مع قيادة الجهتين، توقفت الاشتباكات، في ظل توتر أمني وانتشار مسلح لعناصر ميليشيا السرايا التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في منطقة حي العامل ومناطق الكرخ الأخرى القريبة منها.
وسبق هذه الاشتباكات حوادث اغتيالات متبادلة أدت إلى مقتل العديد من عناصر وقيادات ميليشيا السرايا والعصائب والتي حدثت أغلبها في محافظة ميسان والمحافظات الجنوبية.
ويؤكد مراقبون أن “الصراع الصامت بين الطرفين سوف لن يقف بسهولة في حال تحول إلى حرب، بسبب الضغينة المتبادلة، والانتقام الكامن لدى الصدر من زعيم العصائب قيس الخزعلي الذي خرج عن طوعه وشكل ميليشيا خاصة به معادية للصدر”، في خطوة كانت كما يصفها المراقبون بانها “أشبه بالخيانة للعائلة الصدرية والتيار بشكل عام كما يعتقد الصدر”.


يرجح أستاذ العلاقات الدولية، هيثم هادي نعمان الهيتي الصراع بين الصدر والخزعلي متجه نحو ما وصفه بعمليات القتل الناعم

ويترقب التيار الصدري منذ تصاعد حدة المواجهة مع ميليشيا العصائب، للانقضاض ومهاجمة ميليشيا العصائب ومقارهم، أو كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات عن طريق مهاجمة دعايات المرشحين التابعين للإطار التنسيقي الذي ينضوي تحته جناح ميليشيا العصائب.
وترى الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية لهيب هيجل، أن “عمليات القتل الانتقامية والاشتباكات التي تقع بين السرايا والعصائب، مؤشر على صراع شخصي” بالمقام الأول.
بينما يرجح أستاذ العلاقات الدولية، هيثم هادي نعمان الهيتي الصراع بين الصدر والخزعلي متجه نحو ما وصفه بعمليات “القتل الناعم”.
ويتوقع الهيتي استمرار عمليات القتل والانتقام بين الطرفين على الرغم من استبعاده تحولها لمواجهة مباشرة ومفتوحة.
وقال “الفترة المقبلة ستشهد المزيد من عمليات الصراع الناعم ولفترة طويلة، وقد يعاني الجنوب من وضع صعب وقد نواجه أزمات فيما يتعلق بتصدير النفط”.

من جهته، قال الباحث في السياسي محمد علي الحكيم، إن “ما حصل من اشتباكات مسلحة ما بين الفصائل، قائم على الصراع السياسي ومناطق النفوذ، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فهذا الصراع مستمر منذ سنوات، ويمكن أن يتجدد بأي لحظة، خصوصًا لوجود صراع سياسي محتدم ما بين الصدريين والفصائل والإطار”.
وبيّن أن “هذا الاشتباك يؤكد ويدل على استمرار فشل الحكومة في حصر السلاح بيد الدولة وبقاء السلاح خارج سيطرتها، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للسلم المجتمعي والأهلي وكذلك يهدد الدولة نفسها، خاصة أن هذا الصراع أصبح أداة تُستخدم في الصراع السياسي وصراع فرض النفوذ”.
وأضاف “هذه الاشتباكات لو استمرت دون أي تهدئة لامتدت لمناطق أخرى وربما لمحافظات الوسط والجنوب، فهذا الصراع المسلح دائما ما يهدد الاستقرار وقد يدفع إلى اقتتال أهلي، وهذا الأمر له عواقب كبيرة وخطيرة على العراق والعراقيين”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى