أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الانحياز المنحرف لـ “إسرائيل” منهج إخباري في شبكة “سي إن إن”

موظفون في شبكة "سي إن إن" يؤكدون إنها تتبنى الرواية "الإسرائيلية" وتفرض رقابة على وجهات نظر الفلسطينيين في تغطية الحرب على غزة.

إسطنبول- الرافدين
فشلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية التي تعيش على صورة آفلة عن إمبريالية البث الفضائي، في تفنيد ما أورده تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، كشف أن موظفي الشبكة “تم تشجيعهم على نشر الدعاية الإسرائيلية وفرض رقابة على وجهة نظر الجانب الفلسطيني”.
ونشرت الغارديان في الرابع من شباط تقريرًا بعنوان “موظفو “سي إن إن” يقولون إن موقف المؤسسة المؤيد لإسرائيل يؤدي إلى سوء استخدام الصحافة”.
وقال التقرير إن الشبكة الأمريكية تواجه ردود فعل عنيفة من بعض موظفيها بشأن السياسات التحريرية.
ويقول موظفون في الشبكة رفضوا الكشف عن أسمائهم، بحسب التقرير، إنها تتبنى الرواية الإسرائيلية، وتفرض رقابة على وجهات نظر الفلسطينيين في تغطية الشبكة للحرب على غزة.
وقال أحد موظفي الشبكة إن معظم الأخبار منذ بدء الحرب، وبغض النظر عن مدى دقة التقارير الأولية، “قد انحرفت بسبب التحيز المنهجي والمؤسسي داخل الشبكة تجاه إسرائيل”.
وأضاف أن تغطية “سي إن إن” للحرب الإسرائيلية على غزة ترقى إلى “سوء الممارسة الصحفية”.

ويقول صحافيون إن أسلوب التغطية تم تحديده في الأعلى من قبل رئيس التحرير الجديد ومديرها التنفيذي، مارك طومسون، الذي تولى منصبه بعد يومين من هجوم السابع من تشرين الأول.
ويشعر بعض الموظفين بالقلق إزاء استعداد طومسون لمقاومة المحاولات الخارجية للتأثير على التغطية، بالنظر إلى أنه في منصبه السابق كمدير عام لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، اتُهم بالرضوخ للضغوط الإسرائيلية في عدد من المناسبات، بما في ذلك المطالبة بإقالة مراسلة بارزة من موقعها في القدس عام 2005.
وشغل طومسون بعدها رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قبل الانتقال إلى شبكة “سي إن إن”.
وتم التأكيد في التقرير على أن القرارات المتعلقة بالنصوص الإخبارية للشبكة يتم اتخاذها من خلال “لوائح صارمة” نتيجة لتوجيهات من مكتبها الرئيسي في ولاية جورجيا الأمريكية.
ووفقا لروايات ستة من موظفي الشبكة في غرف أخبار متعددة، وأكثر من أثني عشر مذكرة داخلية ورسائل بريد إلكتروني حصلت عليها الغارديان، تتشكل قرارات الأخبار اليومية من خلال تدفق التوجيهات من مقر “سي إن إن” في أتلانتا بولاية جورجيا، التي وضعت إرشادات صارمة بشأن التغطية.
وتشمل قيودا مشددة على الاقتباس من حركة “حماس” ونقل وجهات النظر الفلسطينية، في حين أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية تؤخذ كما هي.
واشتكى صحفيون من أن المحتوى الذي كتبوه من غزة أصبح مؤيدا لإسرائيل، بعد موافقة مكتب القدس قبل النشر.
وقال أحد الصحفيين في الشبكة للغارديان إن هناك أفرادا مختارين يقومون بتحرير جميع التقارير مع تحيز مؤسسي مؤيد لإسرائيل.


كرم نعمة: على مدار 43 عامًا في صناعة البث، تجاهلت إمبريالية البث الفضائي الإستراتيجية الأذكى للصحافة الموضوعية وشهدت الفضائح التحريرية والمشكلات السياسية، وتبني الأكاذيب كحقائق مطلقة في حرب احتلال العراق وقبلها أسلحة الدمار الشامل المزعومة، واليوم نشهد رفع سردية حجب الحقائق عن جرائم الحرب في غزة
وغالبًا ما يستخدمون لغة وعبارات لإعفاء جيش الاحتلال الإسرائيلي من مسؤولية جرائمه في غزة، والتقليل من عدد القتلى الفلسطينيين والهجمات الإسرائيلية، وفق ما قاله الصحفي للغارديان.
وصرح موظفون تحدثوا إلى الغارديان أنهم باتوا يتجنبون العمل في “إسرائيل” لأنهم لا يعتقدون أنهم يستطيعون وصف ما يحدث بحرية.
وتواصل شبكة “سي إن إن” التزام الصمت حيال ما تضمنه التقرير، ولم ترد بعد على تساؤلات الرأي العام.
في غضون ذلك تواصل مؤسسات إعلامية غربية ممارسة الضغط والتهديد وقرارات الفصل تجاه صحافييها المتضامنين مع الفلسطينيين ضد الهجمات “الإسرائيلية” على غزة.
ويجد صحفيون يعملون في وسائل اعلام غربية بارزة أنفسهم مرغمين على الاختيار بين صوت ضميرهم ووظيفتهم التي يعتاشون منها.
وبينما تستمر “إسرائيل” في حربها المدمرة وحصارها الخانق لقطاع غزة، ما تسبب بأزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، تدور حرب أيضًا على صعيد الرأي العام.
ويكتسب “صراع السرديات” في وسائل الإعلام أهمية أكبر في الفترات التي يشتد فيها الصراع بين الأطراف.
وفي خضم الحرب على غزة، تمارس كبرى المؤسسات الإعلامية الغربية ضغوطا كبيرة على موظفيها لإخفاء جرائم “إسرائيل” عن الجمهور وفرض رقابة على الرواية الفلسطينية.
الصحفيون الذين يرفعون أصواتهم ضد تصرفات “إسرائيل” يتم ارغامهم على الاختيار بين ضميرهم المهني والأخلاقي أو وظيفتهم ومواصلة عملهم بالشكل الذي يرضي المؤسسة.
وقال الصحفي العراقي كرم نعمة المهتم بشؤون وسائل الإعلام، مع أن شبكة “سي.إن.إن” ما زالت تسجل أرباحا تشغيلية لكنها تمثل انخفاضا بمقدار نصف مليار دولار تقريبا عن آخر ذروة ربح سجلته. لكن يجب أن ندرك تلاشي زمن التسعينات حيث التفرد ومصدر الخبر الأوحد، كان الجمهور ينتظر الأخبار لا غيرها وكانت محطة تيد ترنر وحدها من جعلت الأخبار نجم الشاشة.
وأضاف “على مدار 43 عامًا في صناعة البث، تجاهلت إمبريالية البث الفضائي الإستراتيجية الأذكى للصحافة الموضوعية وشهدت الفضائح التحريرية والمشكلات السياسية، وتبني الأكاذيب كحقائق مطلقة في حرب احتلال العراق وقبلها أسلحة الدمار الشامل المزعومة، واليوم نشهد رفع سردية حجب الحقائق عن جرائم الحرب في غزة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى