أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الحروب على غزة والموصل جرائم إبادة بدوافع دينية

الدكتور ثامر العلواني: عدوان قوات الاحتلال على غزة، ينطلق من الدافع الديني، رغم أنه محرّف بالمجمل وباطل دون أدنى شك.

عمان- الرافدين

قال الباحث المختص بدراسات الأديان الدكتور ثامر العلواني إن ما يجري في غزة لا يخفى على أحد حيث فاق الإجرام كل التصورات، بيد أن الشيء المخزي هو الصمت الدولي والعربي والإسلامي، والاكتفاء بالاستنكار الخجول الذي لا يرقى إلى قدر المسؤولية.
جاء ذلك في محاضرة بعنوان “الدوافع الدينية للانتهاكات اليهودية؛ غزة أنموذجًا”، ألقاها الدكتور ثامر العلواني المختص بدراسات الأديان، بأمسية في مجلس الخميس الثقافي، في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق بمقرها في العاصمة الأردنية عمان، بحضور ومشاركة جمع من أبناء الجالية العراقية وضيوف الهيئة في عمّان، ضمن فعاليات النسخة الرابعة من أسبوع القدس العالمي.
واهتمت المحاضرة بمناقشة دوافع الكيان الصـ ـهـ ـيوني في ارتكاب المجازر وجرائم الإبادة الجماعية؛ بهدف معرفة حقيقة ما يجري على الأرض في ظل المغالطات والأكاذيب التي يروّجها الاحتلال ومن ورائه أنظمة دول الغرب، وقد تضمّنت إحصاءات تتعلق بحجم الإجرام الصـ ـهـ ـيوني في قطاع غزة، الذي شهد عد مضي أكثر من مائة وعشرين يوميًا (2325) مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال، راحت ضحيتها عائلات كاملة، في حين بلغ عدد الضحايا (34238) ما بين شهيد ومفقود، منهم (12000) من الأطفال، إلى جانب إحصاءات بالآلاف لعدد الضحايا من النساء، والطواقم الطبية، وفرق الدفاع المدني، والصحفيين، فضلاً عن النازحين الذي تجاوز عددهم مليوني إنسان، في ظل دمار هائل في المباني السكنية، والمساجد، والمدارس والمشافي.
وأكّد الدكتور العلواني على أن كل الأوصاف للحرب على غزة تقر بأن الكيان الصـ ـهـ ـيوني يشن حرب إبادة جماعية، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، لافتًا إلى أن دوائر صنع القرار في الغرب مثل الولايات المتحدة ومن على شاكلتها؛ تمنع الحديث عن إيقاف الحرب فضلاً عن عدم التفكير بمحاسبة الكيان الصـ ـهـ ـيوني المجرم.
واستعرض المحاضر دوافع الاحتلال في عدوانه على غزة، مبينًا أن التأريخ يُظهر الدافع الأساس والأهم الذي ينطلق منه الاحـ ـتـ ـلال وهو الدافع الديني، رغم أنه محرّف بالمجمل وباطل دون أدنى شك.
وشدد على أن مصطلح “الصـ ـهـ ـيونية” يتضمن الدعوة لتوطين اليهود في فلسطين بمعنى احتلالها وتشريد أهلها، مستشهدًا بالعديد من النصوص المدونة في “الكتاب المقدس” بعهديه القديم والجديد توضح الدافع الديني التي ينتهجه اليهود في سعيهم نحو إبادة الشعوب.
وفي مقارنة مع ما ورد في الشريعة الإسلامية السمحاء، رد العلواني على الأباطيل التي يُراد لها أن تروج في العالم الذي يتحدث عن الإسلام كدين قتل وسفك دماء، في حين يتم التغافل عمّا ورد من النصوص الدينية الإسلامية من رحمة ورأفة وعن ممارسات المسلمين في تاريخهم الممتد منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن دوائر النفاق في العالم تترك النصوص التوراتية المحرفة التي يعتمدها اليهود في حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وتتجه إلى نصوص إسلامية تحمّلها على غير ما وردت لغايات تشويه الإسلام، موضحًا أن الحروب التي شُنّت على غزة والموصل وغيرها من بلاد المسلمين أنموذج للإرهاب والجرائم البشعة التي تنطلق من دوافع دينية .
وبيّنت النصوص التي اقتبسها الدكتور العلواني من الكتاب المقدس؛ أن اليهود الذين يؤمنون بالعهد القديم فقط يحاولون تصوير أنفسهم بأنهم شعب الله المختار، المحاط بالرعاية والعناية، أما غيرهم فمجرد شعوب هائمة لا تحظى بالاحترام. ولذلك يقسمون العالم إلى قسمين “شعب له نعم الله ومحبتُه، وشعوب أخرى بهيمية متوحشة خارجة عن رعاية الرب، وهذه الشعوب توصف بأنها نجسة وحقيرة، وهي عبارة عن حيوانات بصورة بشر”، وربط ذلك بتصريحات وزير الحرب في الكيان الصـ ـهـ ـيوني يوآف غالانت عندما قال في الأسابيع الأولى من معكرة طوفان الأقصى واصفًا أهل غزة “إنهم حيوانات بصورة بشر”، في تأكيد على انطلاقه من مفاهيم لنصوص مقدسة من وجهة نظره الباطلة.
وسجلت المحاضرة أهادف ومقاصد النصوص الدينية المحرفة لدى اليهود في تعاملهم مع أهل غزة خاصة ومع الشعوب الأخرى بشكل عام، والتي تتمثل بـ: القتل، وتهجير للشعوب الأخرى وعدم الاختلاط بها، والتنكيل بالأسرى والمعتقلين، وقتل الأطفال والنساء والمرضى، وإبادة الحيوانات، وتدمير المباني، تمامًا مثلما هو حاصل اليوم في قطاع غزة.
وختمت الأمسية بمداخلات وتساؤلات شارك بها ضيوف مجلس الخميس، حيث طُرحت فيها نقاط بحثية وحقائق تأريخية، فضلاً عن تحليلات ورؤى، أثرت موضوع المحاضرة، وفتحت نوافذ أخرى للدراسة والبحث في هذا الموضوع.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى