أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الميليشيات الولائية تتفرغ لقمع النشطاء وكتم الأصوات الناقدة والناقمة في العراق

معهد واشنطن: منذ احتجاجات تشرين في العراق عام 2019، والتي قمعت بوحشية، صعّدت الميليشيات المتحالفة مع إيران حملتها الوحشية لإسكات أي معارضة في وسائل الإعلام. حيث شهدت الأسابيع الأخيرة هجمات منسقة على الناشطين في مجال مكافحة الفساد من قبل فصائل إرهابية وميليشيات في السلطة القضائية والبرلمان والحكومة.

بغداد- الرافدين
ذكر تقرير لمعهد واشنطن أن الميليشيات الولائية تتفرغ حالياً لقمع النشطاء والمعارضين في حملة منسقة ضد حرية التعبير، وبعد انصياعها لتعليمات إيرانية صارمة بالتوقف عن مهاجمة القوات الأمريكية.
وذكر التقرير الذي كتبه باللغة الإنجليزية مايكل نايتس وأمير الكعبي المتخصصان بشؤون الميليشيات الولائية “منذ احتجاجات تشرين في العراق عام 2019، والتي قمعت بوحشية، صعّدت الميليشيات المتحالفة مع إيران حملتها الوحشية لإسكات أي معارضة في وسائل الإعلام. حيث شهدت الأسابيع الأخيرة هجمات منسقة على الناشطين في مجال مكافحة الفساد من قبل فصائل إرهابية وميليشيات في السلطة القضائية والبرلمان والحكومة”.
وذكر الكاتبان في تقرير “معهد واشنطن” أن الديمقراطية المفترضة التي أرادتها الولايات المتحدة في احتلال العراق أعادت حرية التعبير إلى عصر الوحشية. وتحاول الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تسيطر على السوداني وحكومته، التخلص من كل الانتقادات العلنية للانتهاكات التي يرتكبها أفرادها، وأجهزة الدولة التي تديرها، وحتى رئيس الوزراء نفسه.
وأضاف نايتس والكعبي “تتطلب هذه الانتهاكات وجهود الرقابة استجابة دولية كبيرة، بما في ذلك تأجيل الولايات المتحدة لزيارة رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني المقررة في نيسان المقبل إلى البيت الأبيض. وإذا لم يحدث ذلك فإن الميليشيات سوف تستنتج أن لديها الضوء الأخضر لتحويل حربها إلى حرب ضد كل أولئك الذين يعارضون حكمها للعراق. فالقوات الأمريكية قادرة على حماية نفسها، ولكن المواطنين العراقيين غير المسلحين لا يستطيعون ذلك؛ إنهم بحاجة إلى جهات فاعلة دولية للدفاع عنهم ضد قمع الميليشيات”.
وفي الثامن عشر من شباط، بعث رئيس المحكمة الاتحادية العليا جاسم محمد عبود برسالة إلى الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد جاء فيها أن “مركز الأخبار على واتساب الذي يديره مصطفى كامل قد وضع نفسه لتقييم الوكالات الحكومية والقائمين على رعايتها… بطريقة لا تتفق مع النظام العام والآداب. هو ومن معه يوجهون الاتهامات ويستخدمون ألفاظًا غير أخلاقية، ومنهم يحيى الكبيسي”.
وذكرت رسالة عبود إلى رشيد “لوحظ أن بعض المسؤولين في مناصب حساسة في الدولة يشاركون في هذا النشاط.. وكل ذلك يخالف قانون العقوبات العراقي”.
وأظهرت الرسالة أن عبود هو المشتكي والقاضي في هذه القضية. ونُشرت الوثيقة على الإنترنت، ربما عن عمد، ولاقت إشادة من وسائل إعلام الميليشيات الولائية، التي كانت بلا شك ترغب في ترهيب النشطاء ومنعهم من الظهور إعلاميًا أو التعبير عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ربيع نادر ميليشياوي في العصائب يقود حملة قمع الأصوات باسم رئيس الحكومة

واعتاد العراقيون على قيام هيئة الاتصالات والإعلام بمنع الناشطين من الظهور على شاشات التلفزيون بناء على اتهامات مثل الترويج للبعثية أو التعامل مع إسرائيل. ومن الشخصيات البارزة التي خضعت لهذه الرقابة، يحيى الكبيسي إلى جانب ربيع الجواري، وأحمد الأبيض وعماد باجلان.
في وقت بدأ رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بدعم توجه الميليشيات لقمع الأصوات المعارضة ورفع قضايا ضد المعلقين الإعلاميين الذين ينتقدونه شخصيًا.
وكان السوداني هو صاحب الشكوى عندما اعتقلت قوات الأمن المعلق محمد نعناع المقرب من التيار الصدري بتهمة إهانة رئيس الوزراء على شاشة التلفزيون. وتم إطلاق سراحه بعد ضغوط إعلامية وجماهيرية اتهمت السوداني بقمع حرية التعبير.
وفي السادس والعشرين من شباط، ألقت قوات الأمن القبض على المؤثر عبر الإنترنت ياسر الجبوري في مطار بغداد أثناء مغادرته إلى أيرلندا التي يحمل جنسيتها ومتزوج من سيدة أيرلندية ولديه ثلاثة أطفال، وكان مكتب رئيس الوزراء هو صاحب الشكوى، مدعيًا أنه انتهك القانون في تغريدة “تم حذفها لاحقًا” كشف فيها عن قيام السوداني بتعيين أقاربه في المكاتب الحكومية.
وفي السابع والعشرين من شباط، اتخذ محسن المندلاوي رئيس مجلس النواب بالإنابة والذي يرتبط بشكل وثيق بميليشيا بدر الولائية برئاسة هادي العامري خطوة مماثلة، حيث أمر الدائرة القانونية في البرلمان بمقاضاة أي شخص أو مؤسسة تهين المجلس التشريعي أو أعضائه.
وفي الثاني والعشرين من شباط، نجا فخري كريم، رئيس مؤسسة المدى للإعلام، من محاولة اغتيال قامت بها مجموعة مسلحة مجهولة في منطقة القادسية داخل المنطقة الخضراء ببغداد.
ومع أنه لم يكشف لحد الآن الجهة التي تقف خلف محاولة اغتيال كريم، إلا أن مقربين من رئيس مؤسسة المدى يشيرون بالاتهام إلى رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي يطلب كريم بثأر كشفه طائفية المالكي تجاه أهالي الموصل الكرام عام 2012.
وكان فخري كريم قد كتب آنذاك مقالا كشف فيه حديث نوري المالكي تجاه أهالي الموصل الكرام.
ونقل على لسان المالكي في حديث مع جلال الطالباني الذي كان فخري كريم مستشاره “أهل الموصل هم أعداء لنا، وسيظلون رغم كل شيء سنة وقومجية عربان، وملجأ للبعث والمتآمرين على حكمنا”.
وفي اليوم التالي، غرد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن والرياض، غسان شربل، قائلاً “بغداد مصنع الاغتيالات معهد الظلام الدامس”.
رداً على ذلك، أجرت قناة “العهد” التي تديرها ميليشيا العصائب بزعامة قيس الخزعلي التي تصنفها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، مقابلة مع الناطق العسكري السابق باسم رئيس الوزراء، عبد الكريم خلف، الذي طالب بمقاضاة شربل وألا تمر هذه التغريدة من دون حساب.
وذكر تقرير “معهد واشنطن” أن أحد كبار قادة حملة القمع الإعلامي، هو المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء والقيادي السابق في ميليشيا “حزب الله” ثم “العصائب” ربيع نادر. الذي مُنع من دخول الولايات المتحدة خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2023، لكنه رتب لاجتماعات السوداني مع مسؤولين أمريكيين في مؤتمر ميونيخ الأمني في شباط 2024.
ويجري الآن إعداد المادة 226 من قانون عقوبات قديم لاستخدامها على نطاق واسع ضد منتقدي حكومة السوداني.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى