أخبار الرافدين
تقارير الرافديندوليةطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

حرب الإبادة في غزة كسرت المعايير الإخبارية في الإعلام البريطاني

تقرير لمركز الرصد الإعلامي البريطاني: وسائل إعلام بريطانية تحجب التصريحات والأخبار التي تتحدث عن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم. وتتعمد ذكر ذلك كلما جاء الحديث عن "إسرائيل".

إسطنبول- الرافدين
كشف مركز الرصد الإعلامي التابع للمجلس الإسلامي في بريطانيا، أن وسائل الإعلام بالمملكة المتحدة استخدمت لغة منحازة لإسرائيل بخصوص الهجمات على قطاع غزة.
وكسرت الحرب في غزة المعايير الإخبارية لدى كبرى المحطات التلفزيونية الغربية، عندما أعلنت من دون مواربة انحيازها لإسرائيل وهي تدوس جوهر المهنة التاريخي.
وتناول التقرير لغة وتعامل وسائل الإعلام البريطانية مع الهجمات على غزة وذلك في منشورات 28 وسيلة إعلام للفترة ما بين السابع من تشرين الأول والسابع من تشرين الثاني العام الماضي.
وأشار التقرير أن وسائل الإعلام المذكورة استعملت عبارات “مجزرة ومذبحة ووحشية” لوصف الهجمات ضد الإسرائيليين، في 70 بالمائة من نحو 177 ألف خبر مصور، مقابل عبارة “ما يقال إنها مجزرة” لوصف الاعتداءات على الفلسطينيين.
وأوضح أن تلك الوسائل نشرت 176 ألفًا و627 خبرًا مصورًا و25 ألفًا و515 خبرًا مكتوبًا حول غزة خلال تلك الفترة، مبينًا أن الأخبار حول غزة قبل ذلك التاريخ كانت أقل بنسبة 6 آلاف بالمائة.
وقدمت وسائل الإعلام الـ 28 لقرائها والمشاهدين الهجمات الإسرائيلية على غزة بنسبة 76 بالمائة على أنها “حرب بين إسرائيل وحركة حماس”، فيما ظهرت عبارة “غزة المحتلة” 28 مرة فقط في جميع الأخبار.
وأشار التقرير أن جميع الأخبار المصورة ورد فيها تصريحات متعلقة بحق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها 5 مرات أكثر من تلك المتعلقة بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم.
ولفت أن المنشورات المتعلقة بحقوق الفلسطينيين لم ترد سوى بنسبة 7 بالمائة في أخبار وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة.
وشدد التقرير أنه تم ذكر القتلى الإسرائيليين في 2 من كل 3 أخبار مصورة تستخدم تعابير مؤثرة عاطفيًا، بينما انخفض هذا المعدل إلى 1 من كل 10 إخبار مصورة عندما يتعلق الأمر بالقتلى الفلسطينيين.
وأضاف “في نسبة تتجاوز 70 بالمائة تم استخدام تعبيرات مثل الوحشية والمذبحة والمجزرة لوصف الهجمات ضد الإسرائيليين، فيما يستخدمون أحيانًا عبارات مثل يقولون إنها مجزرة لوصف القتلى الفلسطينيين”.
وأوضح أنه في 100 نموذج تم اختيارها عشوائيًا، تم استخدام كلمة “وحشية” 73 مرة لصالح الإسرائيليين و6 مرات فقط لصالح الفلسطينيين في غزة، وكلمة “مذبحة” 77 مرة للإسرائيليين و13 مرة للفلسطينيين بغزة وكلمة “مجزرة” 69 مرة من أجل الإسرائيليين و14 مرة للفلسطينيين.
كما تطرق التقرير إلى الأخبار عبر الانترنت، مبينًا أن الجمل العاطفية استخدمت بنسبة 68 بالمائة في الأخبار المتعلقة بالقتلى الإسرائيليين.


كرم نعمة: السلوك الصحفي للمذيعة نادين دوريس في قناة (Talk TV) شائن، عندما تفرض أجندتها المنحازة على الضيوف، دون أن تداري خجلها في تقديم مدونة نتنياهو باعتبارها الحقيقة المطلقة في حرب غزة

وأوضح أن مزاعم “قطع حماس رؤوس رضع” وردت في 361 خبرًا مصورًا، 47 بالمائة منها نشرتها وسائل إعلام يمينية متطرفة مثل (TalkTV) و (GB News).
وذكر التقرير أن 42 بالمائة من الأخبار المتعلقة بوصف المشاركين في المسيرات المتضامنة مع فلسطين في بريطانيا جرى نشرها من قبل “Talk TV” و “GB News”.
وأظهر أن “سكاي نيوز” نشرت ما نسبته 14 بالمائة من الأخبار المتعلقة بمزاعم “قطع رؤوس رضع”، وأن 52 خبرًا فقط نشرته يشكك في صحة هذه الادعاءات.
كما أكد التقرير أن أخبار القنوات التلفزيونية عرضت وجهة النظر الإسرائيلية 4 آلاف و311 مرة، ووجهة النظر الفلسطينية 1598 مرة فقط.
وبيّن أن المواقع الإخبارية الالكترونية اتبعت نفس النهج، من خلال نشر ألفين و983 خبرًا لصالح “إسرائيل”، و1737 خبرًا لصالح الفلسطينيين.
ولفت التقرير أن معاداة المسلمين (الإسلاموفوبيا) انعكست أيضًا في نشرات الأخبار خلال تلك الفترة، مشددًا على أن
(TalkTV) و (GB News ) نشرت أخبارًا تحوي بمعظمها عبارات سلبية تجاه المسلمين.
وتطرق إلى الأخبار الخاصة التي أعدتها قناة “بي بي سي” حول معاداة السامية والإسلام، مبينًا أنه في خبر خاص على “بي بي سي نيوز نايت” تم تخصيص فترة 3 دقائق و30 ثانية للحديث عن معاداة السامية وأقل من دقيقة للحديث عن مناهضة المسلمين.
وطالب التقرير بعدم اعتبار الوفيات من أي جهة أكثر أهمية من الأخرى، وعدم تجاهل الجانب التاريخي للأحداث، وإبراز الجهة التي لديها عدد أكبر من القتلى في أخبار الوفيات، والتعامل مع الادعاءات بنظرة تشكيك.
ويجمع مراقبون إعلاميون على أن الانحياز المفضوح في وسائل الاعلام الغربية، لم يمنع خسارة “إسرائيل” السردية الإخبارية العالمية، مع تناول النشطاء على مواقع التواصل والاحتجاجات الشعبية في كل دول العالم تفاصيل المجزرة المستمرة في غزة.
ويعامل الغالبية العظمى من متابعي أخبار قنوات (GB News) (Talk TV) في ما يخص اخبار غزة بالازدراء.
وقال الكاتب المهتم بشؤون وسائل الإعلام كرم نعمة “عندما يفتقد الجمهور الحماسة لأخبار مؤسسات إعلامية كبرى، لأنها لا تقدم له الحقيقة كما هي في غزة، فهذا يعني أن صناعة الأخبار في أزمة داخل أزمة الصحافة التي ترقد في السوق المريضة أصلا”.
وأضاف “لقد تجسد ذلك فيما فعلته نادين دوريس مذيعة قناة (TalkTV) البريطانية عندما طالبت ضيفها النائب البرلماني السابق كريس وليامسون أن يعلن اعترافه بتصنيف ( حماس) كمنظمة إرهابية كشرط لاستمرار الحوار معه”.
وأوضح “لم تحدث مثل تلك الإهانة للمعايير الإخبارية مثلما فعلت مذيعة تلك القناة، وهي تتعمد كسر الدرس الصحافي الأول: الصحافي لا يقول فعلت، بل بكل تواضع يقول سمعت وشاهدت”.
ووصف كرم نعمة مؤلف كتاب “السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي” السلوك الصحفي للمذيعة نادين دوريس بالشائن، عندما لا تداري خجلها في تقديم مدونة نتنياهو باعتبارها الحقيقة المطلقة في حرب غزة!
وقال “هناك صراخ إخباري سخيف لوسائل اعلام غربية هو أشبه بإدارة (مكتب إنذار الإرهاب) فقط لإثارة المخاوف بأن الاعتراف بالحق التاريخي الفلسطيني هو محاولة لمعاداة السامية”.
وشدد بقوله “إذا كانت تُهم مثل إنتاج الجهل واختراق العقول والتأثير على صناعة الرأي عند الجمهور، قد أصبحت من فلكلور الصحافة في العصر الرقمي، فأن مجرد القبول بذلك الصراخ كما فعلت المذيعة نادين دوريس بموقفها المفضوح، بينما كان ينبغي عليها أن تنظر إلى نفسها في المرآة والبحث عن وظيفة أخرى لا تمت بصلة إلى الأعلام.”

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى