هيئة علماء المسلمين في العراق تستذكر مع السوريين ثورتهم لتجدد دعمها وتأييدها
هيئة علماء المسلمين في العراق: ما تزال أسباب الثورة السورية قائمة في جملتها وتفصيلها، وقد زادت عليها أسباب أخرى وعوامل تجعل من تجديدها ضرورة، ومن دعمها، وحمايتها، والحفاظ على ما حققته من مكتسبات؛ فرضًا يُلزَم الجميع بتأديته وبذل الوسع فيه.
عمان- الرافدين
قالت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق، إن الثورة السورية المباركة تدخل اليوم عامها الثالث عشر، وهي تطوي سنوات من الذكريات التي يتعايش معها أبناء الشعب السوري الصابر وأبناء الأمّة كلّها، مستحضرين الأيّام الأولى لهذه الثورة الأبيّة حينما هبّ السوريون منتفضين طلبًا للحرية والكرامة، وسعيًا لنيل الحقوق المشروعة، وأملًا في الانعتاق من الظلم والطغيان، وحماية بلدهم وتخليصه من واقعه المرير الممتد على مدى عقود طويلة.
وذكرت الهيئة في بيان صدر الجمعة الخامس عشر من آذار بشأن الذكرى الثالثة عشرة للثورة السورية، “إذا كان قيام الثورة السورية غير منقطع عن حاجة الأمّة ولا منعزل عن التجارب الأخرى التي خاضتها شعوب بلدان أخرى في منطقتنا العربية؛ فإن ذكراها الثالثة عشرة تأتي والأمّة الإسلامية تشهد أحداثًا جسيمة في عدد من جبهاتها وساحاتها، ولا سيّما في فلسطين؛ حيث العدوان الآثم الذي يشنّه جيش الاحتلال الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة، الذين على الرغم مما حلّ بهم من جراح وآلام وابتلاءات بلغت ذروتها في البأساء والضرّاء؛ ما زال طوفانهم جارفًا، وجهادهم مستعليًا، فهم يقاومون ببسالة وصبر، ويكتبون في صفحات التأريخ فصولًا مبهرة من الثبات والرباط والنكاية بالعدو، ويعقدون العزم على المضي قدمًا حتى تحقيق النصر المبين بإذن الله تعالى”.
وأضاف البيان “قد تضافرت آنذاك الأسباب التي دعت السوريين إلى تفجير ثورتهم، وتوفرت معها عوامل وحّدت أهداف مسارهم الثوري وغاياته، وما تزال هذه الأسباب قائمة في جملتها وتفصيلها، وقد زادت عليها أسباب أخرى وعوامل تجعل من تجديدها ضرورة، ومن دعمها، وحمايتها، والحفاظ على ما حققته من مكتسبات؛ فرضًا يُلزَم الجميع بتأديته وبذل الوسع فيه؛ حيث إن العدوان اليومي على مناطق الشمال المحرر من قبل قوّات النظام وحلفائه من الاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية، الذي يرتقي بسببه شهداء ويسقط من جرّائه جرحى ومصابون، فضلًا عن استمرار حالة النزوح والظروف الإنسانية المتدهورة في المخيمات؛ لا يختلف عن العدوان الآثم الذي يصبّه كيان الاحتلال الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة، وما ينتج عنه من جرائم إبادة وتجويع ومخرجات أليمة لا تخفى على أحد”.
وأوضح البيان “نحن في هيئة علماء المسلمين في العراق إذ نشارك الشعب السوري استذكار ثورته، ونجدد موقفنا في تأييدها والدفاع عنها ودعمها؛ فإننا نبارك لأهلنا في الشمال السوري على ما تحقق لهم من مكاسب: التحرير، والرباط، والثبات، ونتضامن مع بقية أهلنا في أنحاء سوريا كافة، وندعو الله تعالى بأن يتحقق لهم ما ينشدون، وأن ينعموا بالخلاص، والحرية، والحياة الكريمة المبرأة من قيود الطغيان والتسلط الآثم”.
وشدد على أنه بهذه المناسبة نجد أن من واجبنا إبداء النصيحة للجميع ولا سيما أهل العلم، وقادة الرأي، وأصحاب القرار، والمجاهدين في مناطق الشمال السوري المحرر خاصة، ونخب المجتمع السوري وعقلائه عامة، على اختلاف مراكزهم، وتنوع اتجاهاتهم، وتعدد وظائفهم، وتباين أفكارهم ووجهات نظرهم؛ بأن مسار الثورة ما يزال طويلًا، وأهدافها لم تتحقق كاملة بعد؛ لذلك فإن المصلحة العليا والمحافظة على مكاسب الثورة، والاحتراز من أن يتمكن العدو من إيجاد ثغرات يولّدها الخلاف؛ تقتضي أن يكون للحوار والتفاهم في ظل الهدف المشترك مكان الصدارة عند اختلاف وجهات النظر، وأن وحدة الكلمة والصف هي الفرض المقدم على كل رأي أو اتجاه قد يؤول الإصرار عليه إلى نقض مقاصد قول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 45- 46].