أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الأمطار تُغرق مدن العراق وتكشف وهم إنجازات حكومة السوداني

لجوء السلطات الحكومية إلى تعطيل الدوام الرسمي مع كل موجة أمطار، يهدف لتغطية فشلها الذريع والتهرب من مسؤوليتها عن وضع حلول جذرية للحد من غرق الشوارع.

بغداد – العراق
كشفت موجة الأمطار الغزيرة أمس الأحد في غالبية محافظات العراق تهالك البنى التحتية وفشل حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني في معالجة البنى التحتية بعد أن غرقت معظم شوارع ومناطق البلاد.
وحمَّل مواطنون حكومة السوداني مسؤولية الإهمال في صيانة البنى التحتية بعد أن كشفت الأمطار زيف المنجزات الوهمية التي تروج لها حكومة الإطار، فضلًا عن سوء إدارتها للبلاد.
وتداول العراقيون مقاطع مصورة لغرق العديد من شوارع ومناطق المدن العراقية وعلى رأسها العاصمة بغداد وانهيار البنى التحتية ومنظومات الصرف الصحي ما أدى لدخول المياه إلى منازل المواطنين.
وتحولت صورة رجل ينقل أولاده التلاميذ إلى المدرسة في عربة دفع صغيرة مخصصة لنقل مواد البناء الإنشائية، وسط بحيرة مياه الأمطار التي تغطي الشارع إلى أيقونة إدانة لحكومة السوداني.
ووثق نشطاء في مقاطع مصورة غرق صالة التشريفات في مطار بغداد الدولي، فضلًا عن صالات المسافرين نتيجة الإهمال الحكومي لمرافق المطار.
وأعاد ناشطون تداول مقاطع مصورة سابقة عن مسؤول في ميليشيا الحشد يشير فيها إلى أن بغداد لن تغرق ما أثار سخرية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، في إشارة لفشل الحكومة الحالية في مواجهة موجات الأمطار.

زمن شاذ يعيشه العراقيون بسبب حكومات الاحتلال المتعاقبة
وتداول مواطنون من أهالي محافظة البصرة مقاطع مصورة لطلبة المدارس وهم يسيرون في برك طينية بعد أن غمرت الأمطار الطرق والشوارع المحيطة بمدارسهم، كما تسببت الأمطار بسقوط سقف أحد الصفوف في مدرسة كرفانية بقضاء القرنة ما أدى إلى إصابة تلميذة بجروح فضلًا عن غرق المدرسة بعد أن داهمتها مياه الأمطار.
وتهكم عراقيون على سوء الخدمات من خلال إلقاء شباكهم وسط المياه المتجمعة في الشوارع للصيد بشكل ساخر من الأوضاع المزرية التي يعيشها العراقيون خلال فترة حكومة الخدمة في عام الإنجازات كما أطلق عليه السوداني.
ووصلت مياه الأمطار إلى مستشفيات ومراكز صحية كما حصل مع مستشفى القرنة الذي غرق للمرة الثالثة خلال أسابيع، فيما أكد ناشطون أن موجة الأمطار الغزيرة “عرّت” شبكات الصرف الصحي التي طالما تبجح أسعد العيداني محافظ البصرة بها.
ويشهد قضاء القرنة بمحافظة البصرة، تظاهرات مستمرة بسبب سوء الخدمات، والفساد الحكومي في إحالة عقود تأهيل شبكات الصرف الصحي والبنى التحتية إلى شركات وهمية وأخرى متلكئة الأمر الذي تسبب بتكرار غرق الشوارع والمنازل والمستشفيات خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال النائب في البرلمان الحالي ضرغام المالكي “إن “المناطق الواقعة في أطراف محافظة البصرة أحيلت مشاريعها إلى شركات متلكئة وأخرى وهمية”.
وأضاف أن تلك المناطق تعثرت فيها المشاريع وتأخر تنفيذها عن السقف الزمني الممنوح لها، الأمر الذي جعلها تعاني من التخسفات واكتظاظ النفايات والأنقاض.
وتابع “هذه المناطق، ومع أقل تساقط للأمطار تتعرض للفيضان بسبب عدم تصريف المياه وإيجاد حلول سريعة لها”، مؤكدًا أن “المشاريع المنفذة في هذه المناطق فيها شبهات فساد وتحوم حولها الكثير من الشكوك”.
وفي السياق شهدت محافظة ديالى، غرق معظم الأحياء السكنية والشوارع بفعل غزارة الأمطار.
وذكر مصادر صحفية، إن مناطق المحافظة شهدت أمطارًا غزيرة أدت إلى غرق معظم الأحياء السكنية والشوارع في المحافظة، وسط استنفار طواقم البلدية والدفاع المدني خشية وصول سيول جارفة في المناطق الحدودية الشرقية من المحافظة.
على إثر ذلك أعلنت العاصمة العراقية بغداد، وعدد من المحافظات تعطيل الدوام الرسمي اليوم الإثنين بسبب استمرار هطول الأمطار، تبعتها في ذلك محافظات الأنبار وكربلاء وبابل وذي قار والمثنى، في الوقت الذي تشهد العديد من المدن العراقية موجة أمطار تستمر ليومين، بحسب مديرية الأنواء الجوية.
وبحسب ناشطين، فإن لجوء السلطات الحكومية إلى تعطيل الدوام الرسمي مع كل موجة أمطار، يهدف لتغطية فشلها الذريع والتهرب من مسؤوليتها عن وضع حلول جذرية للحد من غرق الشوارع.
كم سيدوم هذا الحال؟
ويرى مراقبون أن مشاريع الإعمار التي تجري في البلاد، عبارة عن استعراضات إعلامية وإجراءات ترقيعية لا تسهم في تطوير البنى التحتية والارتقاء بها، بسبب تفشي الفساد واستغلال المال العام في المؤسسات الحكومية.
وقال المحلل الاقتصادي، عمر الحلبوسي، إن “عمليات الإعمار تجري بطريقة ترقيعية ما يجعلها بلا فائدة، أو بفائدة محدودة لا تُسهم في تحقيق النجاح الكافي، فضلًا عن عدم إضافة شيء للبنى التحتية، بل تقتصر على عمليات سطحية ترقيعية وقتية ليس لها أي مردود إيجابي على المدى المتوسط والبعيد”.
وأضاف “نتيجة لهذا، فإن البنى التحتية في تراجع وانهيار، ما حوّل العراق إلى بيئة فاقدة للخدمات بالشكل الأمثل، ورغم الأموال المرصودة لتطويرها لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء ملموس”.
وأوضح أن ”حملات الاعمار أصبحت بابًا من أبواب الفساد، وضياعًا للأموال دون تحقيق النفع العام، حيث تأتي هذه الحملات الترقيعية بشكل متعمّد للإبقاء على بنى تحتية متردية يستغلها الفاسدون في سرقة المال العام”.
وكانت الحكومات، قد فشلت على مدار سنوات بالسيطرة على ملف غرق الشوارع خلال الأمطار والاستفادة منها، فضلًا عن فشلها في إدارة أزمات الفيضانات التي سببت أضرارًا بشرية ومادية بشكل سنوي، لاسيما أن أغلب خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطلة أو لم يتم تطويرها بما يتناسب مع الزيادات السكانية في البلاد.
يحملون آمال إزاحة الحكومة والخلاص من إهمالها المتعمد
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى