أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراقمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

اتحاد التعليم الدولي يحذر من كارثة تعليمة تنتظر أطفال العراق

عمدت الحكومات في العراق إلى قطع المساعدات عن نحو 5.2 ملايين طفل، منذ عام 2013، وهناك 770 ألف طفل نازح يعيشون في ظروف حافلة بالمخاطر، وفي غالب الأحيان في ملاجئ مؤقتة.

بغداد- الرافدين

حذر اتحاد التعليم الدولي من كارثة تعليمية تنتظر أطفال العراق بسبب عدم قدرتهم للوصول إلى حق التعليم المشروع والتسرب المبكر من المدارس بسبب الفقر والفشل والفساد الحكومي.
وأكد الاتحاد الذي تنضوي تحته 383 منظمة، تمثل أكثر من 32 مليون معلم في 178 دولة، في تقرير مفصل، على العراق يواجه أزمة تعليمة حادة، بينما تؤمن الحكومة أموالا أقل لهذا القطاع، في حين يتزايد عدد التلاميذ الذين يتركون الدراسة بسبب الحاجة الماسة للعمل لإعالة أسرهم.
وأضاف “على الرغم من الأحكام الدستورية والقوانين التي تنص على مجانية التعليم في المراحل الدراسية كافة، إلا أن ملايين الأطفال محرومون من الوصول إلى التعليم، بما فيهم النازحين مع أسرهم في مخيمات تفتقر للشروط الإنسانية”.
وأشار تقرير اتحاد التعليم الدولي، إلى أن الحكومة في العراق عمدت إلى تخفيض أو قطع المساعدات بشكل كبير عن نحو 5.2 ملايين طفل، وأنه منذ العام 2013، هناك 770 ألف طفل نازح يعيشون في ظروف حافلة بالمخاطر، وفي غالب الأحيان في ملاجئ مؤقتة.
وذكرّ بأن هؤلاء الأطفال جرى اقتلاعهم من منازلهم بسبب الصراع وسيطرة ميليشيات حكومية على مناطقهم، وتعرض حقهم بالتعليم إلى خطر كبير، وأنه بالرغم من الحقوق الدستورية، إلا أنهم يجدون أنفسهم في حالة حرمان من الوصول إلى المدارس والمعلمين والموارد التعليمية.
وشهدت محافظة نينوى، وهي ثاني أكبر محافظة سكانيًا في العراق، تراجعًا هائلًا وصل إلى نسبة 32 بالمائة في عدد المعلمين، ليتراجع رقمهم من 40 ألفًا إلى 25 ألف معلم.
وشدد التقرير على أنه في ظل فشل الحكومة العراقية في تطبيق توصيات الأمم المتحدة فإن هذه الأزمة شهدت تفاقمًا.
وتتعلق توصيات الأمم المتحدة بشكل خاص بالحاجات التعليمية للنازحين داخل العراق، وأنه في الوقت الذي دعت الأمم المتحدة إلى تقديم التمويل لدعم تعليم الأطفال، إلا أن الحكومة العراقية لم تقدم سوى نصف المبلغ المطلوب وهو 35 مليون دولار فقط.
وطالب اتحاد التعليم الدولي بتطبيق إجراءات بشكل فوري، محذراً من أنه من دون التدخل فإن العملية التعليمية معرضة لخطر الانهيار في العراق.
ودعا الحكومة العراقية إلى منح الأولوية للتعليم، وتخصيص الأموال اللازمة، والعمل من أجل ضمان حصول كل طفل مهما كانت ظروفه، على التعليم الجيد، لأنه بإمكان العراق من خلال الإصلاحات الشاملة، إقامة نظام تعليمي يساهم في تمكين الشباب، وتوفير مستقبل مشرق للبلد.
ونقل التقرير عن المجلس النرويجي للاجئين، قوله “بالرغم من الوضع الاقتصادي الجيد بالنسبة للعراق، غير أن مدارسه تعمل على فترات الدوام المزدوج والثلاثي، وهناك أكثر من 650 طالبًا في كل فترة، وأن نصف المباني المدرسية تدمرت خلال الحرب على تنظيم داعش التي استمرت أربع سنوات”.


عبد الواحد محمد حاجي: الحكومة الحالية فشلت في أن تبذل جهدًا كبيرًا من أجل إعادة إعمار المدارس، وأن الشعب العراقي وصل إلى نقطة الغليان، ويطالب بشكل مستمر بإقالة القادة السياسيين الذين تسببوا في تفاقم الوضع

وقال المنسق في منظمة المجلس النرويجي للاجئين توم كوستا، إن التعليم يمثل المفتاح من أجل إيجاد فرص العمل، وبرغم ذلك إلى أنه منذ بدء المعركة ضد داعش في العام 2014، فقد تم تجاهل العملية التعليمية بشكل كبير.
وقال رئيس اتحاد المعلمين في إقليم كردستان في شمال العراق، عبد الواحد محمد حاجي، إن تخفيض عدد المعلمين أدى إلى تزايد عدد الأطفال الذين يتخلون عن المدرسة مبكرًا في الإقليم.
وأضاف “الحكومة الحالية فشلت في أن تبذل جهدًا كبيرًا من أجل إعادة إعمار المدارس، وأن الشعب العراقي وصل إلى نقطة الغليان، ويطالب بشكل مستمر بإقالة القادة السياسيين الذين تسببوا في تفاقم الوضع”.
ودعا حاجي حكومة إقليم كردستان إلى تأمين التمويل للعملية التعليمية، بما في ذلك المعلمين والمباني المدرسية والمناهج الدراسية، مطالبًا بضرورة طرح سياسة تعليمية واضحة، لأن هناك الكثير من العيوب والنقص، وأنه من دون وجود استجابة لها قيمة، فإن المستقبل سيكون قاتمًا، وأي محاولة ستكون بلا ثمار.
ووصل واقع التربية والتعليم في العراق إلى مرحلة انهيار شبه تام بسبب إخضاعه لنظام المحاصصة، وتعرضه لنكبات وتراجع كبير على جميع المستويات بعد أن كان متقدمًا على مستوى المنطقة.
وأقر نقيب المعلمين العراقيين عباس كاظم السوداني بأن البنى التحتية التعليمية في العراق متهالكة وذلك ينعكس سلبًا على تحصيل الطلاب العلمي وعلى مجمل البيئة التعليمية.
وأشار إلى أن واقع المدارس العراقية مؤسف ومتهالك للغاية، وأن حصة وزارة التربية وتخصيصاتها المالية شحيحة، ووفقًا للأمم المتحدة فإن نسبة الموازنة المطلوبة لقطاع التربية والتعليم في الدول المتقدمة تبلغ عشرين بالمئة، بينما تبلغ في موازنة العراق نحو أربعة بالمئة فقط.
وقال إن العراق بحاجة لبناء 8 آلاف مدرسة، خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتضع المؤشرات الدولية قطاع التعليم في العراق في مراكز متأخرة، والذي فشل في الوصول إلى أدنى المراتب في التصنيف العالمي لجودة التعليم.
وكانت منظمة اليونيسيف قد أشارت الى أن نحو 90 بالمائة من الأطفال في العراق لا تتاح لهم فرصة الحصول على تعليم مبكر، كما أن البنك الدولي أكد أن نحو 90 بالمائة من الطلاب المراحل الابتدائية في العراق لا يفهمون ما يقرأون.
ووصلت نسبة الأمية في العراق إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ التعليم الحديث، حيث بلغ عدد غير القادرين على القراءة والكتابة في العراق نحو 12 مليونًا، بعد أن كانت البلاد وبحسب تقارير “اليونسكو”، تمتلك نظامًا تعليميًا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة، ولكن التعليم عانى الكثير بسبب ما تعرض له من حروب وحصار واحتلال وانعدام للأمن وتجذر للفساد.

حجم الإنفاق على التعليم في الموازنات الانفجارية لا يتجاوز الـ 1 بالمائة وفقًا لمنظمات دولية
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى