أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

حكومة الإطار التنسيقي تتعمد سلب الكرامة وتجويع النازحين في مخيم بزيبز

يجمع النازحون في مخيم بزيبز على أن السلة الغذائية التي تزعم وزارة الهجرة والمهجرين توزيعها لا يستلمونها شهريًا وهناك عائلات يمر عليها أكثر من يوم بلا طعام إلى أن تأتي التبرعات من أهل الخير.

الأنبار – الرافدين
يعاني النازحون من مناطق العويسات وجرف الصخر في مخيم بزيبز بمحافظة الأنبار للعام العاشر على التوالي من نقص الاحتياجات الأساسية، فيما تستمر وزارة الهجرة والمهجرين بإهمالها سكان المخيم رغم المناشدات الكثيرة، في مسعى حكومي طائفي متعمد لسلب الكرامة وإذلال أطفال ونساء وشيوخ في بلدهم.
وتفتقر المخيمات إلى مستلزمات الحياة الأساسية إذ يعاني النازحون في الحصول على مياه صالحة للشرب إضافة لانقطاع التيار الكهربائي لأيام متواصلة.
وفاقمت موجة الأمطار الأخيرة الظروف المأساوية في المخيم بسبب تهالك الخيم ونقص في مستلزمات العيش وغياب الخدمات في المخيمات، خاصة أن أغلب هذه المخيمات تقع في مناطق مفتوحة تنعدم فيها الخدمات.
وتنتقد مراكز ومنظمات حقوقية التعامل اللا إنساني الذي تمارسه السلطات الحكومية في العراق تجاه النازحين، وعدم إيصال الرعاية الطبية والمساعدات العاجلة لهم مثل المياه ومولدات كهرباء.
وتمنع الميليشيات النازحين من العودة إلى مناطقهم الأصلية، وأبرز تلك المناطق جرف الصخر التي تقع في شمال محافظة بابل، وبلدات العوجة ويثرب وعزيز بلد وقرى الطوز وقرى مكحول في محافظة صلاح الدين، والعويسات وذراع دجلة وجزء من منطقة الثرثار ومجمع الفوسفات في محافظة الأنبار، وقرى المقدادية وحوض العظيم في محافظة ديالى.
ويمر شهر رمضان على النازحين في مخيم بزيبز في الأنبار وهم محرومون من العودة لمناطقهم بسبب سيطرة الميليشيات عليها وعجز الحكومة من إنهاء معاناتهم المستمرة على الرغم من إعلان حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني عن وضع خطة لإغلاق المخيمات.


وقال أحد النازحين من جرف الصخر في مخيم بزيبز في حديث لقناة “الرافدين” “هذا عاشر رمضان نصومه ونحن في الخيم ونطالب الحكومة بإعادتنا لمناطقنا، ألسنا عراقيين، لماذا لا يجدون حلا لنا”.
وقال نازح آخر “نحن منسيون ولسنا نازحين، أوضاعنا سيئة جدا وتسوء يوما بعد يوم، وإذا لم يكن هناك ملف نزوح وتهجير كما يقول بعض المسؤولين فلمن هذه الخيم!”.
وأضاف “أولادي أتعبهم الحر، والخيم لا تحمينا ولا نستطيع بناء بيت، فنحن أكثر من أربع عائلات وليس فينا أحد يستلم رواتب الرعاية الحكومية”.
وطالب نازح آخر في المخيم  في تصريحات لقناة “الرافدين” الحكومة بإرجاعهم إلى مناطقهم الأصلية أو إيجاد حل لأوضاعهم المأساوية.
وقال “في الصيف لا نتحمل البقاء في الخيم بسبب شدة الحرارة، وفي موجة الأمطار الأخيرة غرقت الخيم ولدينا مرضى وكبار سن”.


ويجمع النازحون أن السلة الغذائية التي تزعم وزارة الهجرة والمهجرين توزيعها لا يستلمونها شهريًا وهناك عائلات يمر عليها أكثر من يوم بلا طعام إلى أن تأتي التبرعات من أهل الخير.
وعزا مسؤول بالمخيم في تصريح لقناة “الرافدين” نقص تجهيزات المياه التي يعاني منها نازحو المخيم، إلى انسحاب المنظمات العاملة في المخيم، إضافة إلى انسحاب مشغلي محطات الإسالة، وهم أربعة فنيين، فضلا عن وجود مضخة مياه معطلة.
وأضاف أن “السلة الغذائية المخصصة للنازحين لم تعد تصل بانتظام من قبل وزارة الهجرة، كما أن انسحاب المنظمات الإنسانية التي انتهت عقودها أثّر بشكل كبير في وضع النازحين الغذائي”.

فاطمة العاني: لا يوجد اهتمام حكومي بملف النازحين، والتضييق مستمر وفرصة الحصول على عمل من أصعب الأمور إضافة للتضييق الأمني عند الخروج من المخيم

وقالت مستشارة المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، فاطمة العاني، إن “أوضاع النازحين ومخيمات النزوح لا تزال على حالها ولم تتحسن، ولا يزال هناك نقص في المساعدات إلا ما يجود به المحسنون وبعض المنظمات، ولا يوجد اهتمام حكومي بملف النازحين، والتضييق مستمر وفرصة الحصول على عمل من أصعب الأمور إضافة للتضييق الأمني عند الخروج من المخيم”.
وأضافت العاني في تصريح لقناة “الرافدين”، “لماذا لا يوجد مساعدات للنازحين ولا مخصصات من الموازنة المليارية التي تذهب لجيوب الفاسدين كما يعرف الجميع، ولماذا لا توجد مبالغ تحفظ لهؤلاء كرامتهم وأعدادهم ليست قليلة، وهذا مؤشر على أن هناك تعمد في إهمال النازحين منذ تهجيرهم من مناطقهم”.
وسبق أن بين قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق بإن المجاعة تهديد آخر لمئات الآلاف من النازحين في العراق.
وأوضح القسم في تقرير موسع صدر في السابع من آذار، لا يزال حوالي 1.3 مليون شخص يعيشون في حالة نزوح في جميع أنحاء البلاد حتى نهاية عام 2023، معظمهم باتوا في أماكن غير رسمية خارج المخيمات. وترتفع معدلات البطالة بين الشبان النازحين داخليًا في العراق لتصل إلى نسبة مرعبة تجاوزت الـ 85 بالمائة، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي لديهم.
وبالنسبة للغذاء؛ لا يزال النازحون داخليًا، ومعظم العراقيين الآخرين، يعتمدون على الحصص الغذائية الشهرية، والحقيقة أنه ومنذ 2003 هناك تعثر وتوقف في توزيع الأغذية في جميع أنحاء البلاد. كما لم يعد هناك برامج تغذية لتكملة النظام الغذائي للأطفال خاصة في المدارس كما كان الحال قبل الاحتلال. وعلى الرغم من عدم وجود حالة طوارئ غذائية، إلا أن الحصول على الغذاء لا يزال يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للنازحين وغيرهم من العراقيين، مع استمرار الإبلاغ عن سوء التغذية في كثير من المناطق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى