أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

يوم الأرض الفلسطيني يضرم شرارة الاحتجاج في مدن العالم

قوات الاحتلال تستمر في الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في منع الفلسطينيين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى.

رام الله- الرافدين
تصاعدت الدعوات في البلدان العربية والإسلامية لإطلاق مسيرات حاشدة أطلق عليها “لغزة طالعين في كل الميادين”، تزامنًا مع إحياء “يوم الأرض الفلسطيني” الذي يوافق الثلاثين من آذار كل عام، ومن أجل نصرة غزة والدعوة لوقف العدوان “الإسرائيلي” على القطاع.
وتتزامن ذكرى هذا العام من يوم الأرض الفلسطيني مع دخول الحرب العدوانية يومها الـ 171، والجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك، حيث تسبب العدوان في استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني وتدمير المنازل والمرافق والمستشفيات في غزة وتهجير أكثر من مليون فلسطيني واستمرار سياسة التجويع والحصار.
ويصادف يوم الأرض الفلسطيني هذا العام مع الجمعة الثالثة بشهر رمضان المبارك، حيث تستمر قوات الاحتلال في فرض قيود على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وأصبح يوم الأرض الفلسطيني منذ 48 عامًا، عيدا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، إذ استُشهد في تلك الهبة ضد قوات الاحتلال ستة فلسطينيين وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين بعد محاولة قوات الاحتلال مصادرة الأراضي في مدينة الجليل.
وأضرمت شرارة يوم الأرض بعد استيلاء سلطات الاحتلال على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى الفلسطينية في الجليل؛ لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل وخصوصًا المتضررين المباشرين عن الإضراب العام في يوم الثلاثين من آذار.
وجاء يوم الأرض بعد أن هبت الجماهير الفلسطينية عام 1976، معلنة عن صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ”يوم الأرض”.
وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا -الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- بأن “إسرائيل” استولت على نحو مليون ونصف مليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى عام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، إضافة إلى ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.
ويشير باحثون إلى أن الاستيلاء على الأراضي بهدف التهويد بلغ ذروته في مطلع 1976، بذرائع مختلفة تجد لها مسوغات في “القانون” و”خدمة الصالح العام”، أو في تفعيل ما يعرف بـ”قوانين الطوارئ” الانتدابية.
ورغم مرور 48 عامًا على هذه الذكرى، لم يمل فلسطينيو أراضي 48 الذين أصبح عددهم نحو 1.3 مليون نسمة بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948، من إحياء ذكرى يوم الأرض، الذي يجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية، وأنه انعطافة تاريخية في مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم منذ نكبة 1948، تأكيدا على تشبثهم بوطنهم وأرضهم.

أرضي ومفتاح داري لن اتركها للمحتل
ويصادف يوم الأرض الفلسطيني مع الجمعة الثالثة بشهر رمضان المبارك، حيث تستمر قوات الاحتلال في فرض قيود على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وقال المواطن الفلسطيني سلامة عبد القادر “إسرائيل تسعى جاهدة لفرض واقع جديد في الأقصى، ومنع الفلسطينيين من الوصول إليه. علينا أن نزحف نحو الأقصى كون قضيته قضية عقائدية، حتى لو لم يسمح لنا بالدخول، فسنصلي هنا على الحواجز العسكرية”.
ومن المؤمل أن تنطلق بعد صلاة الجمعة مسيرة شعبية وسياسية تونسية مناصرة لغزة والقدس تنطلق من جامع الفتح إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس.
كما تستعد فعاليات مؤيدة للشعب الفلسطيني ومناهضة للتطبيع في المغرب للخروج في مسيرات شعبية ووقفات احتجاجية حاشدة في مختلف مدن البلاد، إحياء لذكرى يوم الأرض الفلسطيني.
وينتظر أن تنظم “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” مسيرة شعبية ليل الجمعة بالعاصمة الرباط، وذلك لمساندة الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه وكافة حقوقه المغتصبة، وتنديدًا بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق المدنيين في غزة الصامدة.
وتنظم الجالية الفلسطينية والعربية في لندن ومدن بريطانية أخرى تظاهرات حاشدة ظهر يوم السبت لاستذكار يوم الأرض الفلسطيني ورفض العدوان الوحشي الإسرائيلي المستمر على غزة.
وتزامن ذكرى يوم الأرض هذا العام مع انتخاب الجراح البريطاني من أصل فلسطيني غسان أبو ستة رئيسا لجامعة غلاسكو الأسكتلندية، التي ترأسها صاحب الوعد المشؤوم، آرثر جيمس بلفور، بين عامي 1890 و1893.
وأعطى بلفور ما لا يملك إلى ما لا يستحق وتسبب بأكبر جريمة سياسية في التاريخ المعاصر عندما تم تشريد شعب كامل من وطنه ومصادرة أرضه، وتأسيس كيان عنصري في الأراضي الفلسطينية.
وحصل أبو ستة على ما يقارب 80 بالمائة من الأصوات خلال انتخابات رئاسة الجامعة. في إشارة تاريخية عميقة على أن التاريخ لا ينسى فلسطين حتى في البلاد التي تسببت في ضياعها.
وسبق أن توجه أبو ستة إلى رفقة منظمة “أطباء بلا حدود”، وكافح لمدة أربعين يوما لإنقاذ الأرواح تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية، وصفته الجامعة في منشورها بـ “أحد أبرز جراحي التجميل والترميم في العالم”.
وأوضحت أن رئيس الجامعة الجديد سيمثل الطلاب على أعلى المستويات في عمليات صنع القرار لمدة ثلاث سنوات.
وخلال وجوده في غزة، حرص أبو ستة إلى جانب عمله كطبيب، على إيصال الوضع الإنساني في القطاع إلى العالم من خلال وسائل الإعلام، وذلك من خلال مداخلاته في الإعلام الغربي.
وكان أبرز ظهور إعلامي له خلال عقده مؤتمراً صحفيًا بين جثث ضحايا الاستهداف “الإسرائيلي” للمستشفى الأهلي المعمداني بغزة، في السابع عشر من تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن استشهاد المئات.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى