أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

مسيحيو العراق يعيشون كارثة هيمنة ميليشيات مارقة على مصيرهم

الكاردينال ساكو: المسيحيون في العراق ليس لديهم ثقة بالمستقبل لأنه لا توجد رؤية ولا خطط لتغيير حقيقي من أجل دولة القانون والديمقراطية والاحترام التي يمكن للجميع العيش فيها بكرامة وحرية.

بغداد- الرافدين
وصفت رئيسة منظمة “الحريات الدينية الدولية” نادين ماينزا وضع مسيحيي العراق بالمأساوي، تحت وطأة الميليشيات الإيرانية التي تهدد أي طرف فاعل غير حكومي.
وقالت رئيسة المنظمة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، وتعمل على تعزيز الحرية الدينية في أربعين دولة حول العالم بينها العراق، إن تأثير الميليشيات على حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني أصبح مثيرا للقلق.
وشددت في تصريحات لموقع (voanews) بعد إلغاء احتفالات عيد الفصح في العراق احتجاجًا على الغاء لقب بطريرك عن كاردينال الكاثوليك الكلدان لويس ساكو من قبل الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد “نرى بيئة معادية للمسيحيين في العراق، وهذا هو السبب خلف مغادرة الكاردينال لويس ساكو بغداد وانتقاله إلى محافظة أربيل”.
وأعربت ميانزا عن قلقها على مصير واحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم منذ احتلال العراق عام 2003.
وكان هناك حوالي 1.5 مليون مسيحي قبل الغزو الأمريكي للعراق، إلا أن العنف الطائفي أدى على مر السنين إلى تضاؤل أعدادهم إلى حوالي 150 ألفا وفق تقرير العام 2022 حول الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وشدد تقرير الموقع الأمريكي على أن إلغاء احتفالات عيد الفصح يشير إلى الضغط المتزايد الذي يواجهه المسيحيون والأقليات الأخرى من جانب القوى المدعومة من إيران بسبب النفوذ الإيراني المتزايد في العراق. وهو ما يشكل وضعًا مأساويًا لهم.
وكانت الطائفة الكلدانية ألغت احتفالاتها لهذا العام احتجاجًا على قرار الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد إلغاء لقب بطريرك عن كاردينال الكاثوليك الكلدان لويس ساكو.
ويتضمن إلغاء الاحتفال، الاكتفاء بالصلاة فقط عدم القيام بالمواكب الجماهيرية والتغطية الإعلامية واستقبال المسؤولين الحكوميين، كتعبير عن التضامن مع الكاردينال ساكو.
واعتبرت ماينزا كلام الكاردينال ساكو عن وضع مسيحي العراق تحذيرًا من زعيم مسيحي رفيع المستوى وجد أن التهديدات في بغداد صعبة بما يجبره على الانتقال إلى أربيل في كردستان العراق، فأنه بالإمكان تخيل الإحساس بالضعف الذي يشعر بها المسيحيون الآخرون في التهديدات المتزايدة من الميليشيات المدعومة من إيران.


نادين ماينزا: وضع المسيحيين في العراق مأساوي، تحت وطأة الميليشيات الإيرانية التي تهدد أي طرف فاعل غير حكومي

ويسلط إلغاء احتفالات عيد الفصح الضوء على التوترات السياسية بين الجماعات المرتبطة بالميليشيات المدعومة من إيران، وبين من يعارضها لمحاولتهم الهيمنة بشكل متزايد على الحكومة والحياة اليومية في العراق.
ويوصف زعيم ميليشيا “بابليون” المنضوية في الحشد الشعبي ريان الكلداني بالمارق الذي يتزعم عصابة مرتبطة بإيران، استولت على ممتلكات المسيحيين وساهمت في التأثير على قرار الرئيس الحالي بإلغاء لقب بطريرك عن كاردينال الكاثوليك الكلدان لويس ساكو.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على الكلداني في العام 2019 بسبب انتهاكات لحقوق الانسان، ويعمل على الاستحواذ على أصول الكنيسة الكلدانية، بما في ذلك الممتلكات التي يشرف عليها الكاردينال ساكو.
وقال الكاردينال ساكو توجد حكومة عراقية حالية متأثرة بإيران. وإن الوضع شديد الحساسية.
وأضاف “المسيحيون ليس لديهم ثقة بالمستقبل لأنه لا توجد رؤية ولا خطط لتغيير حقيقي من اجل دولة القانون والديمقراطية والاحترام التي يمكن للجميع العيش فيها بكرامة وحرية”.
وأوضح أن المسيحيين لا يزالون يغادرون البلد لأنه لا توجد افعال، وإنما وعود فقط، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيزور الولايات المتحدة وآمل أن يتمكنوا من القيام بشيء، ويطلبوا منه ما هو في مصلحة المسيحيين وإبقائهم في أرضهم ليعيشوا فيها بكرامة.
وشدد الكاردينال بقوله إن “الشعب العراقي مختلف، فهو لطيف للغاية معنا. إنهم يعبرون لنا عن تضامنهم، ولكن ليس الطبقة السياسية”.
وقال الدكتور في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية جريغ كروتشيك إن “القوى السياسية الأكبر حجمًا في العراق، لا تتخذ قراراتها لصالح مجتمعات الأقليات، وإنما بناء على منافساتها مع بعضها البعض والتي غالبا ما يكون لها تأثير ضار على المسيحيين وغيرهم من الأقليات الأخرى”.


تفجير بيوت المسيحيين في كمب سارة ببغداد للاستيلاء عليها
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى