أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

منازل سويت بالأرض في خان يونس تبدد أمل عودة أهلها إليها

بصدمة كبيرة، عاينت الفلسطينية روان منزلها ومنازل جيرانها، واطلعت على حجم الدمار الواسع الذي حل بالمنطقة، فأحبط آمالها وأحلامها في العودة إليه.

غزة-عاد الفلسطينيون إلى منازلهم التي هُجروا منها بعد انسحاب الجيش الاحتلال “الإسرائيلي” من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إلا أن عودتهم كشفت حجم الدمار الذي لحق بمساكنهم، فعادوا أماكن النزوح جنوب ووسط القطاع.
وخلال عودتها للمنزل، لم تكن الفلسطينية روان تتوقع أن يكون منزل أسرتها الذي بنته بعناء وجهد طوال السنوات الماضية، قد دمر تمامًا وسُوي بالأرض.
فبعد أيام من انسحاب جيش الاحتلال من مدينة خان يونس، ذهبت روان لتفقد منزلها والبقاء فيه كما كانت تخطط مع أسرتها التي نزحت لمدينة رفح (جنوب) ريثما تنتهي الحرب الوحشية التي خلفت دمارًا واسعًا.
وبصدمة كبيرة، عاينت الفلسطينية منزلها ومنازل جيرانها، واطلعت على حجم الدمار الواسع الذي حل بالمنطقة، فأحبط آمالها وأحلامها في العودة إليه.
وقالت روان “تعبنا من النزوح بعيدًا عن منزلنا، وعندما انسحب الجيش بعد أيام قررنا العودة لتفقده والسكن فيه، لكنني انصدمت لما رأيته من دمار واسع”.
وأضافت “لا يوجد بيت، ولا حتى أثر له، ولم يكن هناك مكان يصلح للعيش”.
وحالة روان هي نموذج واحد فقط عن حال الكثير من الفلسطينيين الذين عادوا ليسكنوا في منازلهم، فوجدوها مدمرة جراء الحرب “الإسرائيلية”.
بدوره، قال سعيد عبد الرحمن “ذهبت لتفقد منزلي لأعيش فيه، ولكني وجدت ركامًا فقط ولم أجد منزلا”.
وأضاف “هنا في مدينة خان يونس بعد انسحاب الجيش، لا يوجد شيء، لا مياه ولا مسكن، لذلك سنعود إلى مكان النزوح في مدينة رفح”.
وفي السابع من نيسان، أعلن الجيش “الإسرائيلي” انسحابه من خان يونس بعد أشهر على إطلاق عملية برية فيها كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
وأثرت العملية العسكرية “الإسرائيلية” في المدينة بشكل كبير، حيث خلفت دمارًا واسعًا في الطرق والمنازل والبنية التحتية.
وكان الفلسطينيون في مدينة خان يونس قد نزحوا من منازلهم خلال العملية البرية، إلى مناطق قريبة من مدينة رفح ومناطق الوسط في دير البلح، حيث لجأوا للسكن في خيام وفي أماكن للنزوح مثل مراكز ومدارس ومستشفيات.
ورغم استمرار الحرب الوحشية على قطاع غزة ونقص الإمكانات الفلسطينية، شرعت بلدية خان يونس بإزالة ركام المنازل المدمرة من طرقات وأزقة المدينة، لتسهيل حركة سيارات الإسعاف والمواطنين.
ويعمل عشرات العمال في شوارع وطرقات خان يونس (جنوب) ومخيماتها لإزالة الركام المتراكم نتيجةً لتدمير المنازل من قبل جيش الاحتلال خلال عمليته البرية التي استمرت عدة أشهر في المدينة المنكوبة.
ولا يمتلك العمال في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، سوى أدوات بسيطة وبدائية لإزالة الركام، نتيجة لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للعديد من الآليات الثقيلة ومنعه من إدخال الوقود لعمل البلدية.
وخلال الأيام الماضية، نجح العمال في فتح العديد من الطرق، مما سمح للمواطنين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني بالتنقل.


لا يوجد بيت، ولا حتى أثر له، ولم يكن هناك مكان يصلح للعيش
ولم يمنع نقص الإمكانيات وتدمير “إسرائيل” الآليات الضخمة المخصصة لإزالة الركام العمال الفلسطينيين عن العمل كخلية نحل بأيديهم لإزالة مخلفات الدمار.
وقال مسؤول العمال في بلدية خان يونس إياد أبو خليل “بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من خان يونس، وردتنا مناشدات من المواطنين بفتح الطرق وإزالة الركام المتراكم عليها”.
وأضاف أنهم ورغم نقص الإمكانيات وعدم توفر الآليات الثقيلة، نجحوا في فتح العديد من الطرق باستخدام أدوات بسيطة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف خلال الحرب العديد من المعدات والآليات، ويمنع توريد الوقود اللازم لعمل البلديات.
ومنذ السابع من تشرين الأول تشن “إسرائيل” حربًا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل “إسرائيل” الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
ومنذ الهجوم “الإسرائيلي” على غزة شدد جيش الاحتلال الحصار على القطاع، وطلب من سكان غزة مغادرة بعض المناطق ومنعهم من التنقل في القطاع الضيق.
ولجأ أكثر من 1.5 مليون فلسطيني إلى مدينة رفح جنوب القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
وقال العديد من سكان غزة إنهم تعرضوا لهجوم على الطريق، وأظهرت لقطات لوكالة الصحافة الفرنسية الناس وهم يهرعون للاحتماء.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن القوات “الإسرائيلية” “قصفت النازحين الفلسطينيين أثناء محاولتهم العودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد”.
ونشرت الوكالة على منصة إكس مقطع فيديو يظهر الناس وهم يركضون جراء انفجار.
وقال نور النازح من غزة “عندما وصلنا إلى الحاجز (الإسرائيلي)، كانوا يسمحون للنساء بالمرور أو يمنعونهن، لكنهم أطلقوا النار على رجال فاضطررنا للعودة، لم نرد أن نموت”.


سعيد عبد الرحمن: ذهبت لتفقد منزلي لأعيش فيه، ولكني وجدت ركامًا فقط
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى