تهافت
من ينظر لسلوك من تورط بالدخول الى هذه العملية السياسية المريضة والموبوءة من ابناء المحافظات المدمرة عن سابق اصرار، يجده مسلوب الارادة حقاً، ذلك ان عليه ان يطيع قادة الاحزاب السياسية الطائفية ” الشيعية” طاعة عمياء وأن يعدهم هم اصحاب الفضل عليه بقبولهم ان يسبر بركابهم، والسائر بالركاب ليس كالراكب، السائر بالركاب ليس أكثر من سائس على أحسن الاحوال، والراكب يعد نفسه فارساً وما هو بفارس بل حتى هو ادنى مرتبة من السائس لكن هذه العملية السياسية العوجاء جعلته يظن نفسه فارسا وإن الاخر هو السائس.
والمفارقة هنا ان ليس ثمة مقياس عادل يمكن القياس عليه لتحديد من هو السائس ومن هو الفارس الا مقياس واحد لا يعترف به ارباب العملية السياسية الموبوءة وهو مقياس المواطنة الحقة والموقف الوطني النزيه.
مقياس ارباب العملية السياسية هو مقياس موبوء هو الاخر وهو الدستور الذي كتبه لهم الصهيوني نوح فيلدمان، فهذا الدستور هو الذي اتاح للأحزاب السياسية “الشيعية” ان تتسيّد الموقف استناداً لمدعيات اغلبية طائفية مفتعلة لم تثبت على ارض الواقع، بل انطلاقا من مدعيات اساسها خطاب استعلائي كاذب صدقه البعض ومظلومية كاذبة نتحدى من يقول بصدقها.
نجد هؤلاء الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا تبعاً يقبلون حتى ان يلقوا خطابات كتبت لهم. مواقف تظهرهم كذبوا امن هم في الاصل ذيولاً، ولا اظن ان ثمة ذيلية احط من هذه.
أنتم يامن كنتم سادة في بيئتكم الاجتماعية ومنحدراتكم اعلى قدرا من نفر كان يعتاش على فتات الموائد في إيران أو في الشام. فكيف تريدوننا ان نستسيغ انحداركم وتهافتكم امام من اجبرهم الايرانيون ان ينحنوا لهم ويقبلوا ارجلهم ويغسلوها.
لعل من أكبر الاساءات التي ترقى لدرجة الجريمة هو ما قام به الغزاة الامريكيون زمن تسليم العراق ومصيره الى غاز فر من امام العراقيين كالجرذ، الى غاز لم يغزو كما يغزو الرجال بل تسلل غدراً ومارس في العراق كفراً.
الاوطان لا تدار هكذا، والحكم لا يباشر بهذه الطريقة والحياة موقف، والموقف في اعرافنا لن ينسحب على الفرد بعينه، بل على عقبه وعقب عقبه. من هنا نرى ان وقفة مهمة ورجولية مطلوبة ان نستحث بها رجولتكم. أنتم مفتاح العراق، وخاصرته وقلبه ورأسه. أنتم من يدفن على اعاتبكم مشروع الاعادي وليس العكس، فلمَ اذن هذا الخنوع، وهذا التهافت.
أملي ان يكون هذا كافيا لأيقاظ رؤوس تناومت على ذل التبعية… حينئذ فقط سنعود للفخر بكم.