أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

ميليشيات الحشد تخطط لإيصال صواريخ بالستية إيرانية الى “بي كاكا”

تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية يؤكد عجز حكومة الكاظمي عن منع تنسيق ميليشيات الحشد مع "بي كاكا" في حفر الانفاق وإيصال السلاح.

بغداد- الرافدين

كشف تقرير استخباري لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن تعاون وثيق بين ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران مع حزب العمال الكردستاني “بي كاكا” في شمال العراق.

وأشار التقرير الصادر عن المفتش العام في البنتاغون بخصوص عملية “العزم الصلب” التي نفذتها القوات الأمريكية في العراق وسوريا ضد بقايا تنظيم داعش، خلال فترة ما بين كانون الثاني وآذار 2022، إلى “تكثيف الميليشيات الموالية لإيران وتيرة هجماتها على القوات التركية في العراق وسوريا”.

وذكر أن فصائل الحشد المسلحة استهدفت قواعد عسكرية للجيش التركي في العراق خلال الربع الأول من العام الجاري، مشيرا إلى أن بعض هذه الهجمات جاءت بالتنسيق مع حزب العمال الكردستاني.

في غضون ذلك ذكرت مصادر أمنية عراقية أن حزب العمال الكردستاني وبالتعاون مع ميليشيات في الحشد الشعبي، استطاع أن يعمل له منظومة أنفاق في منطقة سنجار.

وحذرت المصادر الأمنية من وصول صواريخ “ذو الفقار” و “الشهاب” البالستية الإيرانية التي يتجاوز مداها 1200 كيلو متر إلى سنجار عبر ميليشيات الحشد، لتكون وسيلة تهديد تستخدمها طهران عبر أذرعها من الميليشيات لتهديد دول المنطقة.

وظهر التقاء المصالح بين إيران وحزب العمال الكردستاني التي تصنفه تركيا وعدد من الدول الغربية ضمن المنظمات الإرهابية، لمنع تقوية وجود القوات الحكومة في المنطقة لحساب ميليشيات الحشد المدعومة من طهران، وإضعاف سلطة القوات الكردية لصالح تنظيم “بي كاكا” الموجود في مناطق بشمال العراق، أبرزها إقليم سنجاز الذي شهدت أراضيه ذروة الأزمة.

ويفند تقرير البنتاغون عن التنسيق والتعاون بين الحشد و”بي كاكا” المزاعم الهشة التي تتحدث عن سلطة رئيس الحكومة في بغداد على ميليشيات الحشد الشعبي.

وغالبا ما يعلن قادة ميليشيات الحشد بشكل واضح ولائهم للمرشد الإيراني علي خامنئي، كما انهم يتلقون الدعم والتدريب والتخطيط من قبل فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

وينص تقرير البنتاغون على أن ميليشيات الحشد البارزة، تعرب بشكل متزايد عن معارضتها لتصرفات الجيش التركي، وشنت هجمات صاروخية على قواعد عسكرية تركية في العراق وسوريا.

ولفت التقرير إلى هجوم تعرضت له قاعدة تركية شمالي الموصل، بعد غارات جوية شنتها أنقرة على مواقع لـ”بي كاكا” في شباط الماضي.

وخلصت وكالة استخبارات الدفاع “DIA” التابعة للبنتاغون، وفقا للتقرير، إلى استنتاج مفاده أن “هذه الميليشيات قد تواصل تنسيقها مع تنظيم (بي كاكا) في ردها على الهجمات الجوية وبواسطة الطائرات المسيرة” التي تشنها تركيا على مواقع حزب العمال.

وكان المستشار السابق في وزارة الداخلية، علاء النشوع، قد أكد أن مسلحي ميليشيا حزب العمال الكردستاني “بي كاكا”، يعملون بشكل مباشر تحت إمرة وإشراف ميليشيات الحشد الموالية لإيران، وأنهم يتلقون الرواتب منها.

وقال النشوع، إن مسلحي “بي كاكا” يتبعون لميليشيات الحشد وإيران، وإن القوات الأمنية لا تستطيع السيطرة على المحور الغربي لمدينة الموصل.

يذكر ان القوات التركية تشن منذ أسابيع عملية عسكرية في مناطق بشمال العراق، ضد تنظيم “بي كاكا” أسفرت عن تدمير أوكاره ومخابئه وتحييد أكثر من ألف من عناصره وفق البيانات الرسمية التركية.

وعقب تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن أنقرة اتجهت إلى تطبيق مفهوم جديد في مكافحة الإرهاب، تم تدمير أوكار “بي كاكا” في شمالي العراق، الواحد تلو الآخر.

ويجمع مراقبون على أن إيران لا تفوت أي فرصة تدخل في العراق لمد نفوذها عبر ميليشيات الحشد الشعبي.

وحذّر الخبير العسكري العراقي أعياد الطوفان، من ان إيران والميليشيات التابعة لها في العراق ستحول سنجار من مشكلة محلية إلى مشكلة إقليمية مهمة، تتنافس عليها طهران وأنقرة.

وقال الطوفان في تصريحات صحفية إنه “لم تعد مشكلة سنجار، مشكلة محلية أبداً، إذ أصبحت الآن مشكلة إقليمية مهمة، يتنافس عليها الأتراك والإيرانيون”، منوها إلى ان “الحكومة العراقية تأخذ دور المتفرج والشجب والاستنكار ليس إلا”.

وأشار إلى ان إيران، تحتاج سنجار، حتى تحافظ على خططها في الوصول الى البحر المتوسط عبر العراق، مروراً بالموصل ووصولاً إلى سوريا ولبنان.

وقال “كان من الخطأ الكبير بعد أحداث 2014 وسيطرة داعش، أن لم تعد الحكومة بقوة إلى هذه المنطقة، وتركتها لميليشيات الحشد التي تعاونت مع (بي كاكا)، والذي أمّن التواصل بين قواعده الرئيسة في سلسلة جبال قنديل ومتين وصولاً إلى شمال وشرق سوريا، لذلك أصبح وجودهم خطيراً جداً”.

وحول العلاقة بين مسلحي “بي كاكا” وميليشيات الحشد الشعبي، قال كاوه شيخ موس، الذي يقدم نفسه على أنه مسؤول علاقات حزب العمال الكردستاني في العراق، إن علاقة “بي كاكا” مع الحشد الشعبي، “ليست جديدة وتمتد لسنوات”. وأضاف موس في تصريحات صحفية أن “التنسيق بدأ منذ الفترة الأولى لمعارك سنجار ضد تنظيم داعش، ولدينا الآن علاقة صداقة وتعاون مع الفصائل العراقية وقياداتها وهناك تواصل مستمر فيما يتعلق بالأوضاع بمدينة سنجار”.

وقال “إذا تطلب أن يكون هناك تنسيق عسكري بين حزب العمال الكردستاني وفصائل الحشد لصد أي عدوان خارجي من جديد، فسيكون هذا التنسيق موجودا فنحن هدفنا واحد”.

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى