أخبار الرافدين
عربية

يمنيون يقطفون ثمار الهدنة بأول رحلة تجارية من مطار صنعاء

تحذيرات عربية من استغلال الحوثيين مطار صنعاء لتهريب أسلحة إيرانية.

صنعاء – نقلت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية الإثنين عشرات المسافرين من صنعاء إلى عمّان، في أول رحلة تجارية منذ ست سنوات تنطلق من العاصمة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، وذلك ضمن إطار هدنة في البلد الفقير الذي مزقته الحرب.

وأفاد مراسلو الصحافة الفرنسية في مطار صنعاء الدولي، أن الطائرة التي استقبلت بحفاوة في العاصمة اليمنية وحطّت في العاصمة الأردنية في وقت لاحق، نقلت حوالى مئة راكب يمني معظمهم مرضى أو مسنون.

وقالت لطفية من على كرسيها المتحرك “أنا سعيدة كل السعادة بافتتاح مطار صنعاء. هذا اليوم هو يوم عيد وأتمني أن يستمر.

وصلت الطائرة إلى صنعاء قادمة من عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة في الجنوب، ثم أقلعت من مطار العاصمة بعيد الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي في رحلة استغرقت حوالي ثلاث ساعات قبل أن تهبط في عمّان. ومن المقرر أن تغادر طائرة أخرى العاصمة الأردنية متوجهة إلى صنعاء في وقت لاحق الاثنين.

ويدور النزاع في اليمن بين ميليشيا الحوثي التي تسيطر على صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.

وفي الثاني من نيسان دخلت هدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة على أن تستمر لشهرين. ويشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما يمثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.

وقال وكيل هيئة الطيران المدني والأرصاد في صنعاء رائد جبل عن رحلة الاثنين، “ندعو الأمم المتحدة والجهات المعنية في مجال الطيران المدني وفي الجانب الإنساني أن تفتح مطار صنعاء بشكل مستمر لكل أبناء الشعب اليمني بدون أي قيود أو الشروط”.

واعتبرت منظمة “المجلس النرويجي لللاجئين” في بيان أن “إقلاع أول رحلة طيران تجارية من مطار صنعاء منذ ما يقرب من ست سنوات هو نقطة انطلاق نحو سلام دائم في اليمن”.

وتابعت “إذا استمرت أطراف النزاع في العمل معًا لتسيير رحلات جوية منتظمة من صنعاء وإليها، فيمكنها المساعدة في إنقاذ آلاف الأرواح ومنع الوفيات المبكرة ودعم اقتصاد البلاد”.

وكان من المقرّر أن تغادر أول رحلة تجارية صنعاء في الرابع والعشرين من نيسان الماضي، لكنّها ألغيت في اللحظات الأخيرة بسبب عدم الحصول على “تصاريح تشغيل” من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.

وبينما اتّهمت الحكومة ميليشيا الحوثي بمحاولة تهريب عناصر إيرانية ومن حزب الله اللبناني وفرض استخدام جوازات سفر صادرة عنهم، قالت الميليشيا، إن عدم منح الترخيص “خرق” للهدنة الجارية في اليمن.

وقبيل رحلة الاثنين، أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على تسيير رحلات عبر مطار صنعاء إلى الأردن خلال فترة الهدنة وذلك بجوزات صادرة من مناطق الحوثيين.

وقال المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في بيان “تهانينا لجميع اليمنيين. آمل أن توفر هذه الخطوة بعض الراحة لليمنيين الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي أو يسعون إلى فرص التعليم والعمل، أو لمّ الشمل مع أحبائهم”، فيما قالت واشنطن، إن الرحلة “خطوة مهمة لتحسين حياة وفرص الشعب اليمني”.

وبُعيد فرض إغلاق على المطار الدولي في 2016، قال التحالف الذي يدعم الحكومة ردًا على سؤال عن منع الطائرات المدنية من استخدام المطار، إنّ ذلك هدفه ضمان “سلامة” طائرات الخطوط الجوية اليمنية و”ضمان عدم قيام الطائرات بتهريب أدوات الحرب”.

ويتّهم التحالف إيران وحزب الله اللبناني بتهريب أسلحة إلى الحوثيين وإرسال عناصر إلى اليمن لتدريبهم على استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية ضد الحكومة والسعودية وكذلك الإمارات العضو في التحالف.

وبينما يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، يقف الملايين من سكانه على حافة المجاعة، فيما يحتاج آلاف وبينهم العديد من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، إلى علاج طبي عاجل لا يتوفر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.

ويعتمد نحو 80 بالمائة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى