أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الأصابع على الزناد و المواجهة المؤجلة بين الميليشيات في العراق

رافع الفلاحي: إيران تتجنب أي اقتتال شيعي شيعي لإحكام قبضتها على أحزاب السلطة الموالية لها.

بغداد – الرافدين
قالت مصادر سياسية عراقية إن المليشيات الولائية أضعف من أن تنخرط في مواجهات عسكرية مع جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.
وتصاعدت القراءات السياسية بشأن المواجهة المحتملة بين ميليشيات الإطار التنسيقي، التي انقسمت على نفسها، على خلفية التسريبات الصوتية لزعيم حزب الدعوة نوري المالكي الذي أتهم ميليشيا الحشد بالجبن، وهو نفس التعبير الذي استخدمه في وصف ميليشيا جيش المهدي.
وترجح بعض القراءات أن المواجهات اقتربت بين هذه الميليشيات التي تشعر بالخشية من فقدان مصالحها خصوصًا بعد احتراق ورقة المالكي السياسية، وبين ميليشيات أخرى تسبق أي تحرك للمالكي الذي توعد بإعداد ميليشيا تدافع عنه ومستعدة لاجتياح النجف لإزاحة الصدر من المشهد السياسي.
غير أن قراءات أخرى تستبعد هذه المواجهات، على الأقل في الوقت الحاضر، وترى أن الدور الإيراني الذي يتحكم بهذه الميليشيات المتصارعة لا يفضل المواجهة كي لا يخسر هيمنته على المشهد السياسي العراقي، مثل الدور الأمريكي الرافض لصراع جديد يقوض العملية السياسية.
وتلوذ حكومة الكاظمي بالصمت حيال التصعيد بين الميليشيات، وكأنها خارج تلك المعادلة في برهان واضح على ضعفها في السيطرة على الوضع الأمني في العراق.
في غضون ذلك تستعر الحرب الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي بين جيوش ألكترونية تمثل الميليشيات المتصارعة، وانتقل بعضها إلى مقرات الأحزاب والميليشيات في مدن عراقية.
ويحقق حزب الدعوة، بعبارة “مغلق باسم الحشد”، كُتبت على مقرّه في منطقة الزعفرانية شرقي بغداد. نافيًا أن يكون عناصر الحشد من قامواا بذلك.
وقال الحزب، في بيان صحفي، إنه “في إشارة خبيثة لخلق فتنة وصدام، ومحاولة لخلط الأوراق وتشتيت الرأي العام عن القضايا الأساسية ذات المساس بحياة المواطن والقضايا السياسية العامة، وبعد اتصال بجهات الحشد المسؤولة تم تكذيب هذه الادعاءات واستنكار هذه التصرفات”.
ويرى مراقبون أن بيان حزب الدعوة الذي يبرأ عناصر الحشد، يعبر عن مهادنة صريحة ويكشف عن خشيته من أي مواجهة مسلحة.
وقال الباحث السياسي الدكتور رافع الفلاحي إن “هذه المواجهة المسلحة مؤجلة منذ ولادة العملية السياسية، وهي مواجهة حتمية بسبب الطبيعة الميليشياوية لقوى العملية السياسية القائمة على إنتاج وتوليد الصراعات والأزمات”.
وأضاف الفلاحي في لقاء على قناة “الرافدين إن “إيران تحاول تجنب أي اقتتال شيعي شيعي، وتحاول إحكام قبضتها على أحزاب السلطة والميليشيات الموالية لها، لأنها تعلم بأن بيئة العملية السياسية مشجعة على الصراعات”.
واستبعد أن تسمح إيران بانزلاق الأمور في العراق إلى الاقتتال، لأنها تعتبر العراق خزان كبير من الثروات التي تعتاش عليها من 2003 ولغاية اليوم.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بخروج الأمور عن سيطرتها، بعد فشل العملية السياسية التي وقفت خلفها منذ عام 2003 ويرفضها العراقيون اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور قحطان الخفاجي “إذا فكرت المجاميع المسلحة الموالية لإيران بتنفيذ انقلاب عسكري في العراق ستكون عندئذ في مواجهة المجتمع الدولي الذي يرعى العملية السياسية”.

قحطان الخفاجي: الاستعداد للاقتتال بين الميليشيات قائم منذ الوهلة الأولى

وأضاف الخفاجي في لقاء على قناة “الرافدين” “المصادمة العسكرية بين الميليشات في العراق مؤجلة، وذلك لأن الصراع الحقيقي هو بين الولايات المتحدة وإيران والقوى السياسية في العراق مجرد بيادق لهذا الصراع”.
وأكد الخفاجي أن الاستعداد للاقتتال بين الميليشيات قائم منذ الوهلة الأولى، وهناك بوادر قريبة لاستخدام السلاح في المرحلة المقبلة، ولكن يبقى أمر استخدام السلاح متعلق بقرار واشنطن وطهران”.
وأشار النائب سجاد سالم،إلى إن “استمرار ميليشيا الحشد كذراع مسلح للأحزاب، يمثل جذر المشكلة في العراق، وفي حال بقاء وضعها الحالي فلن يشهد البلد استقرارًا”.
وتتفق غالبية القوى المناهضة للعملية السياسية في وصف المشهد السياسي المقبل، على كونه بداية فترة احتقان جديدة بين الأطراف المتصارعة في النظام الطائفي، ونهاية للعملية السياسية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، إن التسريبات الصوتية للمالكي هي أحد أعراض الانقسامات العميقة بين شركاء العملية السياسية ضمن صراعهم على المناصب.
ونقلت الوكالة عن محللين سياسين قولهم، إن استقالة نواب الصدر من البرلمان وتخليه عن تشكيل الحكومة كانت مجرد مناورة بعد تعرضه لانتقادات بسبب ازدواجية مواقفه المتأرجحة بين رفضه للفساد وإبقاء قدم له داخل العملية السياسية في الوقت نفسه.
وأوضحت الوكالة أن الميليشيات والأحزاب المتنازعة في العراق تقاتل من أجل السلطة بدلاً من العمل على تغيير الوضع الاقتصادي المتردي رغم عائدات النفط الكبيرة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى