أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

جواز السفر العراقي يتبوأ الترتيب الأسوأ على مستوى العالم

عراقيون يجمعون على أن كرامة المواطن مهدورة في بلده، فكيف يمكن لدول العالم احترام جواز السفر العراقي.

بغداد- الرافدين
تبوأ جواز السفر العراقي المرتبة الأخيرة في ترتيب جوازات السفر العالمية، بحسب تصنيف شركة الاستشارات السويسرية “هينلي بارتنرز”، للربع الثاني من عام 2022.
ولا يسمح لحاملي جواز السفر العراقي إلّا بدخول 29 دولة من دون تأشيرة وهي دول هامشية لا يمكن للعراقي السفر إليها لأي سبب كان.
ومن الدول المسموح للعراقي السفر إليها من دون تأشيرة، بلدان لم يسمع بها من قبل غالبية العراقيين مثل “أنتيغوا وباربودا” و “سانت كيتس ونيفيس” و “سورينام” و”ميكرونيزيا” و “توفالو” و”بالاو” و “ساموا”.
وبمجرد ذكر أسماء بلدان بعيدة عن العراق تسمح بدخولها من دون تأشيرة يتحول الأمر إلى نوع من البطر والسخرية السوداء، فماذا يفعل العراقي عند السفر إلى “دومينيكا” و “هايتي” و “الإكوادور” و “بوليفيا”. الأمر الذي يعني أن رقم 29 دولة المسموح لحاملي جواز السفر العراقي الدخول إليها لا أهمية واقعية له.
ويعبر تصنيف جوازات السفر عن رفاهية البلدان واستقرارها، كما يكشف عن صون كرامة الإنسان عند تنقله بين دول العالم.
وبجوار تصنيف جواز السفر العراقي باعتباره الأردأ عالميًا مع جواز السفر الأفغاني، وضعت تصنيفات رفاهية المدن العاصمة العراقية بغداد كأسوأ مكان للعيش في العالم. وفق التصنيف العالمي للدول التي توفر أفضل نوعية عيش للعام 2016 الذي تعده شركة ميرسر الأمريكية وتترقب الحكومات والشركات الدولية نتائجه لاستخدامها في إدارة شؤون موظفيها في الخارج.
ويساعد مؤشر جوازات السفر العالمية، الذي يستند إلى 17 عامًا من البيانات، الأفراد والحكومات الأثرياء على تقييم قيمة المواطنة حول العالم بناء على جوازات السفر التي تتيح دخول دول أكثر دون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول. ومع عدم تعافي السفر العالمي بالكامل بعد من قيود وباء كورونا، لا يقدم المؤشر سوى لقطة افتراضية لأفضل الوثائق التي يمكن الاحتفاظ بها مع خروج العالم من الوباء.
وعربيًا احتل جواز السفر الإماراتي المرتبة الأولى، إلّا أنه حل في المركز 15 عالميًا، مع إمكانية الدخول إلى 176 دولة بدون تأشيرة، فيما احتل جواز السفر القطري المرتبة الثانية عربيًا والـ 57 عالميًا، إذ يمكن حامله دخول 99 دولة بدون تأشيرة، فيما جاءت الكويت خلفها بمركزين عالميًا.
فيما جاءت البحرين وعمان والسعودية في المراكز من الرابع إلى السادس مع إمكانية دخول أكثر من 81 دولة بدون تأشيرة مسبقة بالنسبة للسعوديين.
وكان باقي الترتيب عربيًا: تونس، ثم المغرب، وموريتانيا، والجزائر، ومصر، ثم الأردن، وجيبوتي، ولبنان، ثم السودان، وليبيا، وفلسطين، والصومال، واليمن، وسوريا.
ويكتشف المواطن أهمية بلده من جواز سفره الذي يتيح له التنقل بحرية بين بلدان العالم، إلّا أن غالبية العراقيين يتهكمون على جواز سفرهم بالقول “كرامتنا مهدورة في داخل بلدنا، فكيف تريد من دول العالم أن تصوم كرامة المسافر العراقي”.
وعادة ما يتناقل العراقيون فيديوهات عن تعرضهم للإهانة عند السفر إلى إيران وهي الأقرب إليهم عند الرغبة بالسفر، كما تعرض مسافرون عراقيون لإهانات في لبنان ودول أخرى.
ويهاجر العراقيون إلى الدول الاوروبية عن طريق التهريب بالطرق غير المشروعة، عبر جوازات سفر مزورة أو عن طريق البحر في مخاطرة أودت بحياة الآلاف منهم.
مع ذلك أعلن مدير الجوازات العامة، اللواء رياض جندي الكعبي، عن إصدار المديرية من 400 إلى 500 معاملة جواز سفر يوميًا، في العاصمة بغداد والمحافظات.
غير أن العراقي الكردي هيرش، لا يثق بأن جواز سفره يمكن أن يخرجه مما وصفه بـ”الغابة” بعد أن تسلّل اليأس إلى قلبه، إذ لا يكاد راتبه يكفيه إلى نهاية الشهر فيما النزاعات السياسية استنفدت صبره.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هيرش قوله “لا مستقبل هنا”، مشيرًا إلى أنه يسعى إلى الهجرة مع عائلته بشكل غير قانوني إلى أوروبا… مرة أخرى.
ويعرب هيرش عن استيائه من “الصراعات السياسية” في الإقليم الغنيّ بالنفط والذي تمسك بزمام الأمور فيه عائلتان: البارزاني في أربيل والطالباني في السليمانية.
ويقول “الآن جاء دور أبنائهم”، منددًا بالقيادات “المنفصلة عن الواقع” الصعب للمواطنين. ويتحدّث الرجل عن تعرّضه إلى “تهديدات”، بدون أن يوضح ماهيتها.
وعلى غرار آلاف المهاجرين من إقليم كردستان، وجد هيرش نفسه الخريف الماضي عالقًا على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
وبين تشرين الأول وكانون الأول 2021، حاول هيرش وعائلته ثلاث مرات الدخول إلى بولندا. في المرتين الأوليين، دفع المال لمهرّب ليساعده.
ويقطن هيرش الطالب البالغ من العمر 36 عامًا في حيّ من أحياء السليمانية، ثاني مدن إقليم كردستان العراق، في الطابق الأول من منزل مع زوجته وابنيه.
ويشرح الرجل “في هذه البلدان، يمكن لك أن تعمل وأن تضمن دراسة لأولادك”، مضيفًا “أنا أهتم بحياة أولادي أكثر من نفسي”. ويقول إن لديه دافعًا قويًا لإخراج عائلته من “هذه الغابة” حيث غالبًا ما يفوّتون حصصًا مدرسية بسبب إضراب المعلمين اليائسين هم أيضا من عدم تقاضي رواتبهم.
ورُحّل هيرش إلى إقليم كردستان في كانون الأول، لكن كلّ تلك الصعوبات لم تُخرِج من رأسه فكرة الرحيل والمحاولة من جديد “للخروج من هذه الغابة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى