أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

ثوار تشرين يطالبون بمؤتمر إنقاذ وطني يتبنى كتابة دستور جديد للبلاد

قيادة ثوار تشرين تطالب مقتدى الصدر بالتعهد لأبناء الشعب العراقي بمحاسبة الفاسدين جميعًا بما فيهم فاسدو التيار الصدري.

بغداد – الرافدين

دعا ناشطون ومتظاهرون من ثورة تشرين جميع العراقيين الى ضرورة عقد مؤتمر لانبثاق جبهة وطنية تضم جميع القوى والنخب والشخصيات الوطنية وكافة اطياف الشعب العراقي .
وأوضح الناشطون في بيان مصور جرى تداوله على حسابات مؤيدة لثورة تشرين أن الهدف من عقد المؤتمر الوطني الشامل هو اتخاذ موقف موحد لرسم خارطة طريق لإنقاذ العراق، من خلال حكومة إنقاذ وطني تتبنى إنشاء عقد اجتماعي جديد لكتابة دستور جديد للبلاد .
وجاء موقف ثوار تشرين هذا عقب دعوة وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للعراقيين جميعًا إلى دعم المتظاهرين المعتصمين حاليًا في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد.
وقال الصدر في بيان إنّ “الثورة العفوية التي حررت المنطقة الخضراء كمرحلة أولى لهي الفرصة الذهبية لكل من اكتوى من الشعب بنار الظلم والإرهاب والفساد والاحتلال والتبعية”.
وأشار إلى “فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات التي إن زوّرت لصالح الدولة العميقة، باتت أفضل انتخابات حرة ونزيهة، وإن كانت نزيهة وأزاحت الفاسدين باتت مزورة”.
وأضاف “أيها الشعب العراقي… كلكم على المحك”، وتابع: “هبّوا لطلب الإصلاح في وطنكم… أدعو الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح بما فيهم عشائرنا الأبية وقواتنا الأمنية وأفراد الحشد الشعبي”.
وتتابع قوى الحراك الشعبي، الاحتجاجات والاعتصامات التي يقودها أنصار التيار الصدري في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد بحذر وترقب، على الرغم من اتفاقها مع المبادئ والمطالب المعلنة التي تسعى إلى تحقيقها، إلا أن ناشطي تلك القوى يعربون عن خشيتهم من مساندتها بسبب ما يعتبرونه “تقلبات” مواقف الصدر العديدة.
وتترجم هذه المخاوف بيانات ثوار تشرين المتعددة والتي كان آخرها  بيانهم الموحد بشأن الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد على خلفية تفاقم الأزمة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي.
وأكد البيان على تمسك ثوار تشرين بمطالبهم منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة والمتمثلة في تغيير النظام وإعادة كتابة الدستور ومحاسبة الفاسدين والتي لم تتحقق بسبب وحشية النظام واندساس الأحزاب في صفوف المتظاهرين.
ووضع البيان خريطة طريق للثوار تمثلت بوجوب وجود ضمانات حقيقية للجماهير حيث طالبوا الصدر ببيان موقفه من مطالبهم وبأن يتعهد لأبناء الشعب بمحاسبة الفاسدين جميعًا بما فيهم فسادو التيار ، من خلال وثيقة موقعة منه، أو من خلال بيان صحفي مصور، كما أكد البيان على ضرورة أن يَطَّلع الشعب او ممثلين عنه على خارطة طريق واضحة المعالم للخطوات والبدائل القادمة .
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على صعيد واسع مقاطع مصورة من داخل مبنى البرلمان الذي أضحى ميدانًا لاعتصامات أنصار التيار الصدري لهتافات مناهضة لإيران كان ثوار تشرين قد رددوها إبان ثورتهم في محاولة لاستمالتهم من قبل أنصار التيار الصدري وفقًا لمراقبين.
إلا أن هذه الهتافات ودعوات الصدر المتكررة في أكثر من تدوينة، للناشطين “التشرينيين” إلى مناصرته في التظاهرات، وتلميحه بتوفير الحماية لهم من أي اعتداء، لم تلق تفاعلًا من قوى الثورة بعد رفض تلك القوى التعاطي مع الصدر على الرغم من بعض المشاركات الشخصية والفردية التي ظهرت أخيرًا، والتي لا تمثل القوى الثورية وفقًا لناشطي الثورة.
وتُعد الاعتداءات التي لحقت بالمتظاهرين العراقيين في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد من قبل التيار الصدري، في ساحات التحرير والحبوبي والنجف خاصة فيما عرف حينها بـ “جرة الأذن”، من أبرز الأسباب التي تقف خلف عدم التفاعل مع احتجاجات الصدريين.
وذكرت والدة المتظاهر الشهيد مهند القيسي العراقيين بجرائم “القبعات الزرق” التابعة للتيار الصدري والتي ذهب ابنها ضحية لهجومهم على ساحة اعتصام الصدرين في النجف.
ودعت السيدة شهلاء يونس في بيان مصور نشرته حسابات مقربة من ثوار مدينة النجف العراقيين إلى الابتعاد عمن وصفتهم بـ “الفاسدين والمجرمين”، فجرائمهم موّثقة وإصلاحهم كذب وسراب على حد وصفها.
وشددت يونس على النأي بالنفس وعدم مساندة “مجرم ضد مجرم” او “سارق ضد سارق آخر”.
ويتفق ثوار الناصرية مع رأي والدة الشهيد مهند القيسي إذ شددوا في بيان لهم على النأي بأنفسهم عن الخلافات السياسية التي يعيشها العراق نتيجة الصراع بين الأحزاب على المناصب والمكاسب .
وبين الثوار في بيانهم المصور من داخل ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية التي شهدت أكثر المجازر وحشية ضد المتظاهرين أن الخلافات بين الأحزاب هي خلافات مصالح حزبية لا مصلحة للشعب فيها، أما شعاراتها فهي عبارة عن أكاذيب لخلط الأوراق من أجل تمرير صفقاتها الحزبية.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي التي اتخذها شباب وثوار تشرين ساحة للتعبير عن تطلعاتهم وتوجهاتهم فضلًا عن تحويلها لميدان لتحشيد الرأي العام وتوجيهه كان الرأي الغالب يتفق مع رأي الناشطين والمتظاهرين في الناصرية وبغداد.
وعبر عن هذا الموقف وسم “تشرين تراقب” الذي تفاعل معه المدونون والناشطون بشكل واسع خلال الأيام الماضية والذي اتفق فيه غالبية المدونين على عدم الدخول في أتون الصراع المحتدم بين التيار والإطار والتركيز على الاستعداد لمرحلة قادمة يسقط فيها العراقيون كل من تورط بقتلهم والتنكيل بهم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى