أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

اشتقاق كلمة جديدة في اللغة الانجليزية من “إبادة التعليم” في العراق بعد الاحتلال الأمريكي

الباحثة العراقية رلى عبد السلام الآلوسي تنجح في اعتماد كلمة "إبادة التعليم" (educide) في مؤتمر دولي بجامعة أكسفورد.

لندن- الرافدين
نجحت الباحثة العراقية رلى عبد السلام الآلوسي في تثبيت كلمة “إبادة التعليم” في الدراسات والبحوث الأكاديمية باللغة الإنجليزية. بعد وضع تعريف قاموسي وأكاديمي للكلمة استنادًا لما حدث في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
وتم اعتماد بحث الآلوسي خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي الحادي عشر حول إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي الذي أقيم بجامعة أكسفورد ما بين الثامن والتاسع من آب الحالي.
واشتقت الباحثة العراقية كلمة “إبادة التعليم” (educide) “أجيسايد” من جمع مقطعين لغويين من كلمتي التعليم والإبادة (education and Genocide) لتضاف إلى القاموس اللغوي الإنجليزي وبتعريف يعتمد على إبادة التعليم في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
ودافعت الآلوسي في بحثها “التدريس والتعلم من أجل التعلم مدى الحياة” خلال مؤتمر إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي، متخذه من واقع التعليم في العراق بعد الاحتلال الأمريكي مثالا للدراسة، أمام نخبة من الجامعيين خلال المؤتمر الذي أعتمد الكلمة الجديدة ومنح الباحثة العراقية جائزة أفضل نشر أكاديمي لعام 2022.
وترد الباحثة العراقية التي سبق وأن قدمت مجموعة من البحوث المعنية بشؤون التعليم والسبل الاقتصادية لإدارة عمليات التدريس في الجامعات البريطانية، اشتقاقها لكلمة (educide) “إبادة التعليم” من تهالك النظام التعليمي في العراق منذ الاحتلال الامريكي عام 2003.
وقالت الباحثة العراقية وهي ابنة الدكتور عبد السلام الآلوسي أحد الذين ارتقوا بالعملية التعليمية واشتهر ببرنامجه في إذاعة بغداد “البرنامج اللغوي” “إنها عانت أكثر من سبعة أعوام قبل أن يتم قبول بحثها من قبل المؤسسات الأكاديمية البريطانية، واعتماد كلمة إبادة التعليم”.
وشددت الآلوسي التي مارست التدريس في جامعة ويلز -فرع لندن وتعمل حاليًا كأستاذة في “ريجنت كوليدج لندن” وأشرفت على عدد من بحوث الدراسات العليا في الإدارة التعليمية، على أن مؤسسات جامعية ومؤتمرات سبق وأن رفضت بحثها، فضلًا عن رفض نشره في مجلات البحوث الرصينة، لأنه يبني فكرته بالأساس على تجريم احتلال العراق وتسبُّب الغزو الأمريكي في تهالك النظام التعليمي بما يشمل حملة استهداف الأساتذة والأكاديميين وكيف أصبحت الشهادات المزورة مسألة دارجة لأصحاب المراكز الحكومية العليا، وبالتالي تمثل هذه النتائج عملية إبادة شاملة للعلم والمتعلمين.
وعزت الآلوسي رفض قبول بحثها في المؤتمرات والجامعات والمجلات الرصينة إلى ذرائع واهية، فجميعها كانت تتذرع بأنه “موضوع سياسي وجدلي ولا ينفع المصلحة الأكاديمية”.
وعبرت عن سعادتها أخيرًا بنشر البحث واعتماده في المؤتمر الدولي الحادي عشر حول إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي الذي شهدت جلساته أروقة جامعة أكسفورد العريقة.
وقالت “كان بإمكاني نشر بحثي على مواقع التواصل أو في الصحف والمطبوعات العربية، لكن هدفي الأساس كان اعتماد كلمة إبادة التعليم ككلمة حقيقية بمناقشة قانونية وأكاديمية في ذات الوقت”.
وتم نشر البحث باسم الدكتورة رلى عبد السلام الآلوسي باعتباره مجهود عمل بحثي فردي.
وصار بإمكان المؤسسات البحثية استخدام كلمة إبادة التعليم (educide) بعد تعريفها بصيغة رسمية من جهة نشر رصينة.
جدير بالذكر أن الكلمة كانت مستخدمة في الخطابات السياسية والإعلامية، وقد أعتمدها هانز كريستوف فون سبونيك، منسق الأمم المتحدة السابق للشؤون الإنسانية في العراق، في خطاب ألقاه أمام مؤتمر جامعة غينت في آذار عام 2011.
ودرس سبونيك الكارثة المستمرة للأوساط الأكاديمية العراقية والوضع التعليمي الكارثي في البلاد، ووصفها بإبادة التعليم وأصدر لاحقًا كتابًا بعنوان “تشريح العراق: عقوبات التدمير الشامل التي سبقت الغزو”.
وشدد على أنه لا يمكن التأكيد بما فيه الكفاية على أن هذه الكارثة كان من الممكن تجنبها. مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن إبادة التعليم، داخل وخارج العراق. مشددًا على أنه لا يمكن للحكومات والأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمانة العامة للأمم المتحدة التنصل من مسؤولياتهم عما يمكن أن نطلق عليه فقط جريمة ضد شباب العراق.
وقال سبونيك “يتعين على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يحشد الإرادة لتقييم الدور الذي لعبه في جعل التعليم العراقي يركع على ركبتيه”.
وبعد اعتماد بحث رلى الآلوسي صار بإمكان المراجع الأكاديمية والقانونية اعتماد التعريف القاموسي والأكاديمي لكلمة (educide) التي سيتم استخدامها كمفردة ذات معنى، مكونة من مفردتين: تعليم وإبادة.
وعرضت الآلوسي في بحثها العلمي تفاصيل مروعة عن حرق المكتبات وقتل الأكاديميين وبيع وشراء الشهادات المزورة واعتمادها في مؤسسات الدولة السياسية، وفتح جامعات تفتقر لأدنى شروط أساسيات التعليم الأكاديمي.
وتوصلت في خلاصة ذلك إلى أن كل ذلك يدفعنا إلى اعتماد مفردة “إبادة التعليم” تأسيسًا على ما حدث ويحدث في العراق وضمها إلى القاموس الدولي للجرائم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى