أخبار الرافدين
وليد الزبيدي

“عقرب الصحراء” وارتداداتها

وردت مفردة “الصحراء” في الحروب الأمريكية على العراق ثلاث مرات، الأولى في حرب الخليج الأولى في مطلع العام 1991، والتي أخرجت فيها قوات التحالف الدولي القوات العراقية من الكويت واسمها حسب التسمية الأمريكية “عاصفة الصحراء”،
والثانية ـ التي نحن بصدد الحديث عنها ـ جرت بعد مرور شهرين من عمر الاحتلال الأمريكي للعراق؛ أي في منتصف حزيران 2003 واسمها “عقرب الصحراء” وكانت عملية عسكرية واسعة استهدفت القوات الأمريكية خلالها المناطق المحيطة ببغداد والتي تصاعدت فيها المقاومة العراقية بطريقة مثيرة، حيث أغلقت القوات الأمريكية طرقًا وفتشت منازل وحلقت طائراتها فوق البلدات المضطربة المحيطة ببغداد، وتتركز الهجمات حول بغداد وعدة مناطق إلى الغرب، وحول الرمادي وراوه والفلوجة، وإلى الشمال حول مناطق الضلوعية ويثرب والإسحاقي وسامراء وتكريت والموصل.
وقال السيرجنت برايان توماس المتحدث باسم الجيش الأمريكي بأن عملية “عقرب الصحراء” تهدف إلى احتجاز من يريد زعزعة استقرار العراق، وأن المهمة ستتركز على بغداد والمناطق المضطربة، وأن هذه العملية تسعى إلى استمالة العراقيين إضافة إلى تعقب المقاتلين.
وقبل أن نكمل الحديث عن “عقرب الصحراء” لا بُدَّ من ذكر العملية الثالثة واسمها “ثعلب الصحراء” ووقعت أواخر العام 1998 في عهد الرئيس بيل كلينتون، وجاءت على خلفية انسحاب المفتشين الأمميين من العراق إثر خلاف مع الحكومة العراقية.
واصلت القوات الأمريكية حملاتها العسكرية الواسعة في مناطق الموصل والرمادي وصلاح الدين وكركوك وديالى وبغداد، وهدف “عقرب الصحراء” التي أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية عنها، فقد كانت لمقاتلة المسلحين واستمالة بعض العراقيين، وجاءت على وقع التصاعد الكبير لهجمات المقاومين العراقيين ضد قوات الاحتلال الأمريكية.
في تلك الأثناء قتلت المقاومة العراقية جنديًّا أمريكيًّا في مدينة النجف هو رايان آر كوكس، وقال بيان عسكري أمريكي إن القتيل يبلغ من العمر (19) سنة وهو من عناصر المارينز، وقتل يوم (15/6/2003) في مدينة النجف ويعمل ضمن الكتيبة (1) فوج مشاة البحرية (7) شعبة الملاحة البحرية، وبثت وكالة “آسيوشيتد برس” للصحافة في وقت لاحق لقاءات مع والدته ووالده في وولاية كاليفورنيا.
وأعلنت متحدثة باسم القوات الأمريكية أن عملية “عقرب الصحراء” قد تمخضت عن اعتقال مئات العراقيين، وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في كركوك وتكريت وبغداد، وقالت السيرجنت مايراونيل “إن قوات التحالف قامت في كركوك وتكريت بـ36 عملية وأوقفت 215 شخصًا، وفي بغداد شنَّت 11 عملية وأوقفت 156 شخصًا”.
ما تم الإعلان عنه من قبل القوات الأمريكية يُمثِّل نسبة بسيطة من حجم الاعتقالات التي حصلت في الكثير من المناطق في العراق، وهو ردُّ فعل عنيف على القتال الذي قاده رجال المقاومة في العراق ضدَّ القوات المحتلة، وهكذا انقلبت “عقرب الصحراء” على القادة والجنود الأمريكان في ميدان حرب المقاومة العراقية ضدَّهم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى