أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

فائق زيدان استجاب لتعليمات أمريكية في قرار عدم حل البرلمان

باربرا ليف: الإدارة الأمريكية لن تسمح لأحد بتهديم العملية السياسية التي بنتها، مهما كانت النتائج.

بغداد- الرافدين
قال مصدر سياسي عراقي أن أولى نتائج “زيارة التوبيخ” التي مارستها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، مع جميع المسؤولين الذين التقتهم في بغداد، كان قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنها لا تملك السلطة الدستورية لحل البرلمان.
وكان آخر لقاءات ليف في بغداد قبل سفرها إلى أربيل لقاء رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان.
وذكر مجلس القضاء في بيان، أنه “جرى خلال اللقاء بين رئيس مجلس القضاء ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي بحث الدعم الأمريكي للقضاء العراقي في مختلف الاختصاصات”.
وأكد المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” على أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي قد نقلت رسالة في غاية الوضوح لجميع من التقت بهم “بأن إدارة بايدن لن تسمح لكم بتهديم ما قسمناه بينكم”.
وعزا المصدر السياسي قرار المحكمة الاتحادية بعدم امتلاكها السلطة لحل البرلمان، إلى استجابة فورية للرسالة التي نقلتها باربرا ليف الى فائق زيدان.
وكان مصدر سياسي عراقي مطلع قد كشف أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، استخدمت لغة التوبيخ في جميع لقاءاتها مع المسؤولين العراقيين، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية لن تسمح لأحد بـ “تهديم العملية السياسية التي بنتها، مهما كانت النتائج”.
وقال المصدر المقرب من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، أن ليف الخبيرة بالمزاج السياسي العربي بحكم خبرتها في العمل بعدة دول عربية، أوصلت رسالة تحذير أولية لجميع القوى السياسية في العراق بما فيها مجلس القضاء الأعلى، أن إدارة الرئيس جو بايدن مع استمرار الحال بما هو عليه وترتيب الأمور بمشاركة التيار الصدري لمنع أي انهيار سياسي وشعبي في العراق.
وأوضح بأن إدارة بايدن اختارت باربرا ليف وهي مسؤولة من الدرجة الثانية في وزارة الخارجية لإيصال رسالة قاسية إلى الفرقاء في بغداد، حيث سبق وأن نجحت في مهام مماثلة في لقاء مع الرئيس التونسي قيس سعيد بعد التغيرات التي أجراها على النظام الديمقراطي في بلاده، ومسؤولين ليبيين وأخرين في حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأضاف ان ما تم تداوله في وسائل الاعلام عن اجتماعات المسؤولة الأمريكية، لغة دبلوماسية مخففة عن توبيخات ليف الواضحة لكل من التقت به.
وقال إن العرف الدبلوماسي لا يسمح لمسؤول من الدرجة الثانية أن يلتقي إلا بنظرائه، غير أن ليف تصرفت بصلاحيات الرئيس الأمريكي جو بايدن، عندما عقدت عدة اجتماعات في بغداد، مع الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح، ورئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان ووزير الخارجية فؤاد حسين ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم.
وكررت ليف نفس الرسالة لجميع من التقت بهم “لن نسمح لكم بتهديم ما قسمناه بينكم وفق المحاصصة القومية والطائفية”.
وكانت مصادر إعلامية عراقية قد أكدت ان ليف، شددت خلال اجتماعاتها مع المسؤولين العراقيين على حل الازمة بصورة سريعة ومنع أي تصعيد قد يكرر أحداث المنطقة الخضراء، وتكرار ذلك يعني تدخل المجتمع الدولي بقوة لحل الخلاف السياسي، ولا يمكن السماح بانهيار النظام العراقي من قبل الأطراف الدولية الفاعلة، وعلى رأسها واشنطن.
وأشارت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي إلى ضرورة عدم تهميش التيار الصدري في القرارات السياسية خلال المرحلة المقبلة، والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه من المطالب التي يريدها من خلال الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف.
وقالت إن المشهد السياسي العراقي “على حافة الهاوية”، مؤكدةً أن بلادها لن تفضل شخصاً على آخر في العراق.
وأوضحت أن الإدارة الأمريكية تتابع المشهد السياسي العراقي بدقة. وما جرى من أحداث في الأسبوع الماضي يدل على وصول المشهد السياسي إلى حافة الهاوية.
وبعد لقاءات بغداد التقت ليف في أربيل مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، ونيجرفان البارزاني رئيس إقليم كردستان.
وعبر مسعود البارزاني عن عدم ممانعة حزبه من إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بشرط تهيئة أرضية سياسية وقانونية ملائمة لها.
وأضاف خلال استقباله ليف “يتعين حل الخلافات والقضايا العالقة بين أربيل وبغداد ضمن إطار الدستور، وأن أي اتفاق يحدث في هذا الإطار يجب أن يكون على هذا الأساس، وأن يتم العمل عليه بوضوح وجدية ولا يجوز لأي طرف أن يحاول تهميش وإقصاء الآخر”.
وقالت ليف إن الرئيس جو بايدن ينظر إلى إقليم كردستان بأهمية بالغة، وأن الإقليم يعد من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى