أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

سوء التعامل مع النصوص يقود إلى الانحراف الفكري

الدكتور عبد القادر محمد حسين الزوبعي: الوسائل النبوية في التربية والتعليم ثبت نجاحها في معالجة الانحراف الفكري وفاعليتها في بناء خير جيلٍ وأفضل رجال عرفهم التأريخ.

عمان- الرافدين
قال الدكتور عبد القادر محمد حسين الزوبعي التدريسي في قسم الحديث وعلومه، في كلية العلوم الإسلامية، بجامعة الفلوجة، إن الوسائل النبوية في التربية والتعليم ثبت نجاحها في معالجة الانحراف الفكري وفاعليتها في بناء خير جيلٍ وأفضل رجال عرفهم التأريخ.
وأشار الدكتور الزوبعي في محاضرة أقامها قسم الدعوة والإرشاد في هيئة علماء المسلمين في العراق، إلى أن معرفة الأساليب النبوية تبين فشـل أساليب المناهج الأخرى وبطلانها، وأن التطبيق العملي للمنهج النبوي في الواقع يعتمد على الاجتهاد بدرجة كبـيرة، علاوة على تحقيق بركة اتباع النبي “صلى الله عليه وسلم” والتعبد بالتأسي به.
وحظيت محاضرة التدريسي في جامعة الفلوجة التي أقيمت في إطار الموسم الدعوي لقسم الدعوة والإرشاد الذي تجري فعالياته عبر منصة “غياث” الدعوية، بتفاعل بين الحاضرين وهي تتناول موضوعا خطيرا يمس بناء المجتمعات المعاصرة، عندما ركز على “الهدي النبوي في معالجة الانحراف الفكري”.
وتهتم منصة “غياث” الدعوية بنشر العلم والفوائد بواسطة المحاضرات والدروس والمجالس العلمية وحلقات النقاش، فضلاً عن استخدام الوسائل التقنية في ترويج المقاصد القرآنية، والأحكام الشرعية، والاقتباسات النافعة من مختلف أنواع العلوم الإسلامية.
واستهل الدكتور عبد القادر الذي سبق وأن نشر جملة من البحوث وأشرف على عدة رسائل ماجستير، محاضرته بتسليط الضوء على تعريف مصطلح “الانحراف الفكري”، مبينًا أنه الميل إلى غير الحق في أصول الدين فيما ينتجه عقل الإنسان من رأي، وسلوك غير طريق الحق في أصول الدين وقضاياه الكبرى وثوابته ومبادئه الأساسية، موضحًا أن كل تفكير خاطئ فيه ميل عن الحق هو انحراف فكري، وهو يشمل كل عـدول عن الفكر الصحيح والفهم السوي إلى غلو أو تفريط.
وتناولت المحاضرة أسباب الانحراف وعلله، وبيّن المحاضر أن من هذه الأسباب ما يكون عامًا من قبيل الشيطان والهوى والتقليد الأعمى، ومنها ما يكون خاصًا من مثل الغلو وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع إلى ما ليس بمشروع، والتفريط وهو التقصير في القيام بما أوجب الله أو ارتكاب ما حرَّم الله تعالى، والجهل الذي هو نقيض العلم؛ مستدلاً على ذلك بنصوص وأدلة من القرآن الكريم.
وتميزت فقرات المحاضرة ببيان الوسائل النبوية في معالجة الانحراف الفكري، ومنها التحذير من الأسباب المؤدية إليه؛ كالغلو والفتن وسوء التعامل مع النصوص والاختلاف واتباع اهل الباطل ودعاة الانحراف. ومن الوسائل أيضًا أسلوب الحوار ومزاياه وأثره في المتلقي من حيث الإقناع وتنمية التفكير وتعزيز الثقة بالنفس وغير ذلك، بالإضافة إلى أسلوب التوجيه غير المباشر، وأسلوب إظهار الغضب ممن يظهر منه الانحراف، ومعالجة الوهن والشعور بالضعف، فضلاً عن التعليم والتوجيه.
واستدل المحاضر بالعديد من الأحاديث والمواقف والخطب النبوية التي تؤصل لهذه الأساليب وتبيّن فوائدها وجدواها في التأثير الإيجابي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى