أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الحشد الشعبي يطلق يد الميليشيات في عمليات تهجير ممنهجة

ميليشيا الكتائب برئاسة أبو آلاء الولائي، تقوم بتهجير مئات الأسر من منازلها عنوة في قضاء أمرلي بمحافظة صلاح الدين.

صلاح الدين- الرافدين
أطلق الحشد الشعبي يد الميليشيات التابعة له في محافظة صلاح الدين لتهجير آلاف العوائل، في مخطط جديد لتغيير ديموغرافية المنطقة تحت ذريعة الفراغ الأمني.
وشكت الاسر المهجرة في فيديو تم تداوله مساء الاحد من قيام ميليشيا الكتائب برئاسة أبو آلاء الولائي، من تهجيرها من منازلها عنوة في قضاء أمرلي بمحافظة صلاح الدين.
وأظهر الفيديو لصف طويل من السيارات بينما يقف رجال وأطفال جوار السيارات في مشهد لعملية نزوح جامعة، من دون أن تعرف هذه العوائل إلى أين تتوجه.
وعرض متحدثون في الفيديو لحالهم بعد أن ارغموا على ترك منازلهم من قبل عناصر الميليشيا، مطالبين الحكومة بالتدخل الفوري لمنع تهجيرهم.
وأكد أحد المهجرين في الفيديو على قيام الميليشيات بتهجير العوائل من مدون مسوغ بغير الذرائع السائدة لدى الميليشيات الطائفية الهادفة لتغيير البنية الديمغرافية للمنطقة التي تسيطر عليها ميليشيا تابعة للحشد.
وقالت مصادر سياسية في محافظة صلاح الدين أن الحشد الشعبي أطلق يد الميليشيات التابعة له في محافظات صلاح الدين وكركوك والموصل للقيام بعملية تهجير شاملة، بمجرد اعلان حكومة محمد شياع السوداني.
وتحاول الميليشيات استغلال الفراغ الحكومي بعد اعلان حكومة مصطفى الكاظمي انتهاء مهامها وقبل تشكيل حكومة السوداني، لتنفيذ خططها في الاستيلاء على المناطق وتهجير سكانها.
ولا يعرف مصير مئات الاسر التي تم تهجيرها مساء الأحد من منطقة أمرلي، كما ان هيئة الحشد تمارس صمتا على عملية التهجير.
وسبق أن أخلى سكان خمس قرى في ناحية مكحول في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين؛ منازلهم بناءً على طلب القوات الأمنية، حيث وصل عدد العوائل النازحة قرابة 400 عائلة، وبدأت موجة النزوح الجديدة.
وذكر النازحون بأن قيادة العمليات المشتركة في القوات الحكومية أبلغتهم بضرورة إخلاء منازلهم؛ لأن حياتهم في خطر وأن المنطقة تشهد فراغًا أمنيًا.
وترك سكان هذه القرى منازلهم وممتلكاتهم وأصبحوا مشردين، وأوضاعهم مزرية وبحاجة ماسة للمساعدة، وفيهم أطفال صغار ونساء حوامل وشيوخ كبار؛ إذ لم تفعل القوات الحكومية والسلطات المحلية لهم شيئًا عدا نصب خيام بائسة لهم قريبًا من مركز ناحية مكحول، بدون توفير متطلبات الحياة الأساسية من مياه صالحة للشرب، والاستعمالات الضرورية.
وتقع هذ القرى الخمس “صبيحة البگارة، وصبيحة البدو، ومسيليلة، وأم ذيابة، وقرية بگة” شمال غرب مدينة تكريت، بمحاذاة قضاء الحويجة في محافظة كركوك، وخلف آخر نقطة تفتيش للقوات الأمنية.
وسبق وأن نددت هيئة علماء المسلمين في العراق بفشل القوات الحكومية وعدم قدرتها على ضبط الأمن كما تدعي، بحيث تقوم بإجلاء السكان وتهجيرهم بحجة حمايتهم من عدو طالما ادعت قضاءها عليه واحتفلت بانتصارها على “إرهابه”؟ في ظل انحسار شبه كامل لأي نشاط أو قدرة حكومية لتفادي هذه الانهيارات الأمنية والإنسانية والمعيشية، وانشغالها بمحاولات إطالة عمرها قدر الإمكان.
وذكرت الهيئة في تقريرها الدوري الرابع “في وسط تخبط وخلافات قانونية بين الحكومة وبين حكومة كردستان، وهي أمور تحملها المسؤولية كاملة لما يجري ويضعها في سياق فسح المجال لأحزاب السلطة وميليشياتها للقيام بما تريده في العراق بعيدًا عن أي رقابة أو اعتراض في ظل السلطة الموهومة للحكومة في بغداد”.
كما وجهت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، أصابع الاتهام إلى الجيش والميليشيات الحكومية بتنفيذه حملات تهجير قسري لعشرات العائلات من عدد من القرى شمال العاصمة بغداد بشكل غير قانوني.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير صدر عنها “إن الجيش أجلى بشكل غير قانوني عشرات العائلات من قرية شمالي بغداد، في ما يبدو نزاعاً عائلياً يضم وزيرا في الحكومة” مبينة أن العائلات الـ 91 ارسلت من قرية “العيثة” بمحافظة صلاح الدين إلى مخيم للنازحين دون أي من ممتلكاهم.
وبحسب تقرير المنظمة، فقد أُجبرت عائلات قرية “العيثة” على مغادرتها قبل سنوات أثناء العمليات العسكرية التي شهدتها، حيث أجلت السلطات الحكومية العديد من العوائل قسراً في السابق من مخيمات النازحين وأجبرتها على العودة إلى قريتهم شمال بغداد.
وقالت بلقيس والي الباحثة في قسم الأزمات والنزاعات في “هيومن رايتس ووتش” “لسنوات، زعمت السلطات في العراق أنها تنقل الأهالي إلى المخيمات أو خارجها لحمايتهم أو لمصلحتهم، لكن حالة هؤلاء القرويين الذين يتم تقاذفهم بين قريتهم ومخيمات النزوح دليل آخر على أن الإخلاءات هذه غالبا ماً تتعلق باعتبارات شخصية أو سياسية للسلطات بدلا من حماية المتضررين”.
وحملت هيومن رايتس ووتش، السلطات الحكومية سلامة جميع العائلات المتضررة وطالبتها بمنحها الدعم الذي تحتاج إليه والاسراع بعودتها إلى منازلها، وتوفير الحماية من الإخلاءات غير القانونية والتهجير القسري في المستقبل.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى