أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

دعم بلاسخارت لدور طهران تواطؤ دولي يكمل التخادم الأمريكي الإيراني في العراق

المندوبة الخاصة للامین العام لمنظمة الامم المتحدة جنين بلاسخارت تناقض إفادتها أمام مجلس الأمن وترحب بالهيمنة الإيرانية على العراق.

بغداد- الرافدين
مثل لقاء المندوبة الخاصة للامین العام لمنظمة الامم المتحدة في العراق “یونامي” جنین هينیس بلاسخارت مع السفير الايراني محمد كاظم آل صادق، استمرار تواطؤ المجتمع الدولي مع تواصل الهيمنة الايرانية على القرار السياسي في العراق.
ويتزامن لقاء بلاسخارت مع آل صادق مع عودة رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني من زيارة إلى إيران، وصفت بأنها لتقديم فروض الولاء والطاعة لسلطة المرشد الإيراني علي خامنئي، وتأكيد استمرار الدور الايراني في العراق.
ووصف آل صادق زيارة السوداني لإيران بأنها “مهمة ومتميزة”.
وأعتبرت مصادر سياسية عراقية تأكيد بلاسخارت بعد لقاء آل صادق على “الدور الإيجابي للتعاون بين البلدين في الاستقرار الاقليمي وضرورة استمراره” بالنفاق السياسي الذي يتعدى الدور الدبلوماسي الأممي. مذكرين بإحاطتها الأخيرة التي اعترفت بها بفشل العملية السياسية بسبب فساد وأنانية أحزاب إيران في العراق.
وشددت على أن المندوبة الاممية تدرك بأن معضلة العراق السياسية تكمن في هيمنة أحزاب وميليشيات إيران على القرار السياسي العراقي وتحويل العراق إلى بلد منزوع السيادة يدار من إيران.
وتتناقض تصريحات بلاسخارت الداعمة لما وصفته الدور الايجابي الإيراني، مع احاطتها الى مجلس الأمن الدولي في تشرين الأول الماضي التي اعترفت فيها بفشل وفساد العملية السياسية في العراق منذ احتلال البلاد عام 2003.
ويجمع غالبية المحللين السياسيين على أن الأمم المتحدة شريك فعلي للولايات المتحدة منذ احتلال العراق، وباعتراف ممثلتها بفشل وانتهاء العملية السياسية التي شرعها الاحتلال، فأن الأمم المتحدة مطالبة بدور مهم لإنقاذ العراق بعدما تراخت أمام السطوة الامريكية عشرين عاما عن معاناة شعبه. وتتهاون اليوم مع الهيمنة الإيرانية على العراق.
وقال الباحث السياسي الدكتور باسل بشير إن بلاسخارت تتابع مهمتها الوظيفية المهنية بكل “إحترافية” لديمومة إستمرار ونجاح تبعية العراق لإيران بوصف الأخيرة “الضامن الإقليمي” للأمن الاجتماعي والمذهبي والسياسي للعراق، وتنفيذاً لتفويض رسمي من لندن وواشنطن، تحديداً، ومن أعضاء من مجلس الأمن الدولي بوجه عام.
وكانت بلاسخارت قد حذرت في أحاطتها الدورية أمام مجلس الأمن من مخاطر واقعية قد تنذر بسفك مزيد من الدماء في البلاد التي أصيب شعبها بخيبة أمل وصلت إلى عناء السماء.
وقالت “كان للشقاق ولعبة النفوذ السياسي الأولوية على حساب الشعور بالواجب المشترك وقد تركت الأطراف الفاعلة على امتداد الطيف السياسي البلد في مأزق طويل الأمد”.
وأشارت إلى أن العراقيين كانوا “رهينة لوضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن احتماله، ليتحول إلى اشتباكات مسلحة… لا يوجد أي مبرر للعنف”.
وتابعت “بوجود مخاطر لا تزال واقعية للغاية لوقوع مزيد من الفتنة وسفك الدماء، لا يسعنا إلّا أن نكرر أهمية إبعاد أي احتجاج عن العنف. يتعين على كافة الأطراف التصرف بمسؤولية في أوقات تصاعد التوتر”.
وذكرت أنه بوسع أي “زعيم عراقي” أن يجر البلاد إلى “صراع ممتد ومهلك”، كما أن في مقدوره أن يضع المصلحة الوطنية في المقام الأول وأن ينتشل البلد من هذه الأزمة.
ووصفت المبعوثة الأممية خيبة أمل الشعب قد وصلت إلى عنان السماء.
وقالت إن “العديد من العراقيين فقدوا الثقة في قدرة الطبقة السياسية في العراق على العمل لصالح البلد وشعبه، ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل العراق”.
وأوضحت بلاسخارت أن “النظام السياسي ومنظومة الحكم في العراق يتجاهلان احتياجات الشعب العراقي، ويمثل الفساد المستشري سبباً جذرياً رئيساً للاختلال الوظيفي في العراق، ولا يمكن لأي زعيم أن يدّعي أنه محمي منه، وإبقاء المنظومة كما هي سوف يرتد بنتائج سلبية”.
ومثل ثناء بلاسخارت على الدور الايراني في العراق بعد لقاء السفير الإيراني في بغداد ازدواجية ليست جديدة لممثلة الأمين العام في بغداد، فقد سبق وان أضفت شرعية سياسية على قادة ميليشيات طائفية في لقاءات معلنة معهم.
ولا يثق الغالبية العظمي من العراقيين بالدور الذي تقوم به بلاسخارت، ويعدونه مجرد استعراض دبلوماسي وحضور مجرد للأمم المتحدة في العراق.

باسل بشير
باسل بشير: بلاسخارت تتابع مهمتها بكل “إحترافية” لديمومة إستمرار ونجاح تبعية العراق لإيران.
وقال القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق ان الإحاطة الدورية للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت عن الأوضاع في العراق لم تأت بجديد على صعيد ما يمكن أن يحقق مطالب العراقيين الحقيقية التي خرجوا من أجلها بثورة تشرين للاحتجاج على انعدام الآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف ان الاحاطة الاممية تعد وثيقة اعتراف بحقيقة الواقع الذي سبق للقوى المناهضة للاحتلال أن أعلنتها مرارًا وتكرارًا، والتي اكدت في بياناتها على أن هذه الطبقة السياسية لا يمكن أن تأتي بخير للعراق والعراقيين ويجب تغييرها بالكامل، ووضع أسس جديدة لعملية سياسية وطنية سليمة .
وأكد على رؤية هيئة علماء المسلمين وأملها بالشعب العراقي الحي لفرض حلّ جذري ومعادلة جديدة تجبر المجتمع الدولي على التعامل معها عن طريق القيام بثورة شاملة في عموم العراق لطرد هذه الطبقة السياسية التي أتت على البلد ودمرته ونهبت ثرواته وخيراته.
وسبق وأن رفض ثوار تشرين الدور المتخادم لممثلة الأمين العام مع الطبقة السياسية الفاسدة.
بينما طالب اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي مسؤولة البعثة الأممية جينين بلاسخارت بتقديم حلول واضحة طالما طالب بها الشعب العراقي وقواه الوطنية، وجدد المطالبة بها في الذكرى الثالثة لثورة تشرين.
وشددت على أن المجتمع الدولي مطالب بالاستماع للحلول التي يتبناها الشعب العراقي من أجل بناء نظام سياسي عادل تكون المواطنة هي الأساس في قوانينه ودستوره عبر انتخابات نزيهة وتداول سلمي للسلطات بعيدًا عن المحاصصة الحزبية والطائفية التي بنيت عليها العملية السياسية الحالية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى