أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

ميليشيا الحشد تفتح طريق الكبتاغون مع سوريا وحزب الله اللبناني

محمد شياع السوداني يقر تأسيس شركة تابعة لميليشيا الحشد لتسهيل تهريب الأسلحة والمخدرات وتمرير العملة إلى إيران.

الأنبار- الرافدين
دفعت ميليشيا الحشد بعددٍ من الفصائل والألوية نحو المناطق الحدودية الغربية من الأنبار على الحدود السورية لفتح طريق آمن لها لتجارة مخدرات الكبتاغون القادمة من سوريا ومن مصانع حزب الله في لبنان.
وتهدف العملية إلى أن يصبح العراق طريقًا آمنًا لنشر وتوزيع المخدرات داخل العراق وتصديرها إلى الدول المجاورة.
وتتزامن العملية مع التغييرات التي أحدثها رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني في المناصب الأمنية العليا ومناصب أمن الحدود، وتنصيب عناصر في الميليشيات بدل القيادات السابقة التي تم إقالتها.
وأقر السوداني تأسيس شركة تابعة للحشد الشعبي برأسمال 68.5 مليون دولار، بهدف تغطية النشاطات التجارية غير المشروعة لميليشيات الحشد بما فيها تحويل الأموال إلى إيران خارج العقوبات الأمريكية، والمتاجرة بالأسلحة والمخدرات مع سوريا وحزب الله اللبناني.
وأفادت مصادر محلية في محافظة الأنبار، بأنّ ميليشيا الحشد داهمت المناطق الغربية الحدودية مع سوريا، وفرضت فيها إجراءات مشددة لتأمين طرق التجارة بالمواد المخدرة، بذريعة البحث عن مسلحين.
ويتزامن تحرك الميليشيات في العراق لفتح طريق المخدرات القادمة من سوريا مع إعلان الجيش الأردني أن قوات حرس الحدود أحبطت فجر الأربعاء عملية تهريب مخدرات من الأراضي السورية وصادرت كميات من المخدرات.
ونقل عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة قوله إن “المنطقة العسكرية الشرقية أحبطت فجر الأربعاء، ضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية”.
ومنحت حكومة السوداني حرية للميليشيات المنضوية تحت الإطار التنسيقي في زيادة نفوذها وتقوية سطوتها على المنافذ الحدودية وتوسعة نشاط تجارة المخدرات وتهريبها بذريعة تأمين المناطق.
وكانت تقارير دولية قد كشفت أنّ الميليشيات تعمل على تهريب المخدرات التي ينتجها نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبدعم من حزب الله اللبناني إلى العراق، مبينةً أنّ الميليشيات تهرّب المواد المخدرة عبر المعابر العسكرية دون تعرضها للتفتيش، ومعابر أخرى غير قانونية.
وأشارت إلى أن عمليات تهريب المخدرات باتت أهم المصادر المالية للميليشيات مثلما هي لسلطات النظام في سوريا، بعائدات تفوق عمليات تهريب النفط.
وتتورّط أجهزة أمنية وعسكرية سورية وميليشيات داخل الحشد في العراق في تلك التجارة، قد تكون أبرزها الفرقة الرابعة التي تتبع ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وفق ما أفادت مصادر عدة بينها أمنيون سابقون في سوريا ومهربون وخبراء.
وأنشأت ميليشيا حزب الله العراقية بالتنسيق مع الميليشيات الإيرانية الموجودة شرقي سوريا وبتسهيل من السلطات السورية، العديد من المعامل لإنتاج المخدرات التي تهرب للعراق.
ويستفيد نظام الرئيس بشار الأسد ودائرون في فلكه وشبكة تجار الحرب من الميليشيات في العراق بشكل هائل من تجارة الكبتاغون.
وقال مستشار سابق للحكومة السورية لوكالة الصحافة الفرنسية من خارج سوريا “لا توجد محرّمات في الحروب، والبلاد كانت ولا تزال في حاجة ماسة للنقد الأجنبي من أجل رفد اقتصاد الدولة”.
وأضاف “استطاعت صناعة الكبتاغون أن ترفد الخزينة ولو بجزء من العملة الأجنبية من خلال اقتصاد ظل متكاملًا يبدأ من استيراد المواد الأولية، وصولًا للتصنيع وأخيرًا التصدير”.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد ذكر أن هناك عدة معابر تهريب بين سوريا والعراق، من الجانب الذي يسيطر عليه النظام السوري وهي، البوابة العسكرية جنوب مدينة البوكمال وتدار من قبل ميليشيا الحشد.
وأشار إلى أن هناك معابر غير شرعية لتهريب المخدرات، منها، في قرية الهري الواقعة على الحدود بين البلدين ويدار من قبل عناصر حزب الله اللبناني، ومعبر السكك الواقع غربي قرية الهري يدار من قبل الحرس الإيراني، ومعبر عكاشات الواقع ببادية البوكمال يدار من قبل ميليشيا الحشد، ومعبر السنجق الواقع بريف البوكمال على يدار من قبل ميلشيا حزب الله العراقي، ومعبر الحويجة الواقع بريف البوكمال يدار من قبل عناصر حزب الله اللبناني.
وتدار عمليات تهريب المخدرات من قبل الحرس الإيراني وحزب الله اللبناني، وتقوم ميليشيات في الحشد بدور الموزع والمهرب عبر الحدود العراقية السورية بإدارة ميليشيا العصائب التي يرأسها قيس الخزعلي.
وسبق وأن أقرت وزارة الداخلية في العراق، بزيادة حجم تعاطي المخدرات في البلاد بعد أن كان العراق خاليًا تمامًا منها قبل عام 2003.

هادي السلامي: تجار المخدرات على علاقات مع مسؤولين وجهات مسلحة في العراق.
وقال عضو البرلمان الحالي هادي السلامي لوسائل إعلام محلية، إن “كثيرًا من تجار المخدرات على علاقات مع مسؤولين وجهات مسلحة في العراق، وهناك تبادل منفعة بين هذه الأطراف”.
وباتت سوريا مركزًا أساسيًا لشبكة تمتد إلى لبنان والعراق وتركيا وصولًا إلى دول الخليج مرورًا بدول إفريقية وأوروبية.
وتحولت تجارة الكبتاغون في سوريا إلى مصدر مربح تفوق قيمتها عشر مليارات دولار.
وفي منطقة نائية في البقاع اللبناني، يقول شخص لديه علاقات مع عدد من التجار مكنته من الاطلاع والتوسّط في صفقات كبيرة، عن تجارة الكبتاغون، “رأسمالها خفيف وأرباحها كبيرة”.
ويتقاسم أربعة أو خمسة تجار كبار، وفق هذا الوسيط، شحنة واحدة ميزانيتها عشرة ملايين دولار تغطّي المواد الأولية وطرق التهريب التي تُعرف بـ”السكة”، و”الرشاوى”، وتعود بربح قدره 180 مليون دولار.
ويوضح “إذا خسروا أول عشرة ملايين، وثاني عشرة ملايين، وحتى ثالث عشرة، بمجرّد أن تنجح شحنة واحدة في المرور، يكون التاجر رابحًا”.
ويقول الوسيط “إنها شبكة واحدة، سورية سعودية لبنانية عراقية أردنية”.
وفي نيسان 2021، ضبطت الجمارك السعودية 5.3 ملايين حبة كبتاغون مخبأة بمهارة ضمن شحنة من الرمان قادمة من لبنان.
وفي تشرين الثاني 2021، عثرت السلطات الكويتية على 17 كيلوغرام من حبوب الكبتاغون مخبأة في بطون أغنام.
وفي حزيران 2022، أسقطت القوات الأمنية العراقية طائرة شراعية محملة بمليون حبة كبتاغون في البصرة في جنوب البلاد، قرب الحدود مع الكويت، وتمكن قائد الطائرة من الفرار.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى