أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الميليشيات في ميسان تفتح طريق المخدرات الإيرانية بذريعة التعاون الاقتصادي

أطراف ميليشياوية من ميسان تسمي نفسها بالمستثمرين توقع مذكرة مع جهات إيرانية من 31 بنداً بشأن التبادل الاقتصادي والاستثمار.

ميسان- الرافدين
كشف مصدر برلماني في محافظة ميسان جنوب العراق ان المذكرة التي وقعتها أطراف من المحافظة أطلقت على نفسها تسمية “المستثمرين” مع جهات إيرانية، ليس سوى واجهة لتمرير تجارة غير شرعية لترويج المخدرات وتهريب النفط العراقي والمواشي.
وقال المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه خشية من انتقام الميليشيات، أن الأطراف العراقية التي وقعت على ما سمي بمذكرة “تفاهم للتعاون التجاري والاقتصادي بين محافظتي ميسان وخوزستان الإيرانية” لم تكشف عن هويتها وطبيعة مسؤوليتها في محافظة ميسان.
وأكد أن وراء الاتفاقية المزعومة صفقة فساد كبرى لتهريب النفط من المحافظة والمتاجرة بالمواد الممنوعة كالمخدرات الإيرانية وتمرير عبورها إلى العراق بذريعة التعاون الاقتصادي.
وتساءل المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” “عن أي استثمار إيراني في ميسان تتحدث المذكرة، بينما غادرت كل الشركات الاستثمارية مدينة العمارة بسبب فشل المشاريع تحت ضغط قوى الفساد وتدهور الوضع الأمني”.
وكان النائب عن محافظة ميسان جاسم عطوان العلواني قد كشف عن مغادرة الشركات الاستثمارية المحافظة بسبب انعدام الوضع الأمني فيها.
وقال العلواني إن سوء الأوضاع الأمنية في ميسان وانتشار البطالة بين الشباب من أبرز العوامل التي أدت إلى مغادرة الشركات الاستثمارية نتيجة للبيئة غير المستقرة.
وتعاني محافظة ميسان من أوضاع أمنية مضطربة وغير مستقرة نتيجة النزاعات المتفاقمة بين المليشيات المتصارعة على تهريب النفط العراقي إلى إيران وترويج المخدرات الإيرانية.
وسبق وأن اغتال مسلحون يستقلون دراجة نارية القاضي أحمد الفيصل المختص بقضايا المخدرات عبر إطلاق النار على سيارته قرب محكمة استئناف ميسان في منطقة حي المعلمين وسط مدينة العمارة.
وتكشف المذكرة الجديدة بين أطراف تابعة للميليشيات المسيطرة على القرار في محافظة ميسان وجهات رسمية إيرانية في “خوزستان” التي تضم مدن عبادان والخفاجية ودزفول والحويزة والمحمرة، القريبة من محافظتي ميسان والبصرة، طبيعة الانفتاح على الجهات الإيرانية بضوء أخر من حكومة محمد شياع السوداني المدعومة من الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن نائب منسق الشؤون الاقتصادية في خوزستان، اقا رضا فتوحي، قوله إنه “في اجتماع حضره مجموعة من مديري المحافظة ومدير الشؤون الصناعية وعدد من المستثمرين من محافظة ميسان تم توقیع مذكرة مكونة من 31 بنداً بشأن التعاون الاقتصادي والاستثمار وإنشاء وحدات الإنتاج في مختلف القطاعات بين محافظتي ميسان العراقية وخوزستان الإيرانية”.
وأشار إلى أنه “تم توقيع مذكرة التفاهم هذه بهدف التعاون بين الجانبين في مختلف قطاعات الصادرات الزراعية والنفطية والبتروكيماوية التي تدر الدخل وتخلق فرص عمل”.
وأكد فتوحي فيما يتعلق بتصدير السلع غير النفطية إلى العراق خلال الأشهر الخمسة الماضية، بلغت قيمتها 2 مليار و961 مليون دولار.
ولم تحدد وكالة الانباء الإيرانية أسماء ومسؤوليات العراقيين الذين وقعوا المذكرة واكتفت بالقول إنهم مجموعة من المستثمرين.
ولم يصدر عن سلطات محافظة ميسان أي تعليق على خبر مذكرة التعاون مع إيران الذي يأتي بعد أيام من تكتم حكومة السوداني على منح إيران عقد بقيمة اربعة مليارات دولار مقابل ما سمي خدمات فنية وهندسية من دون أن يكشف عن طبيعتها.
وروجت وسائل اعلام ايرانية للعقد بالتزامن مع زيارة السوداني إلى طهران التي انتهت الاسبوع الماضي، معتبرة الامر انجازا لعودة مستوى التعاون الاقتصادي ورفع قيمة تصدير البضائع الايرانية إلى العراق.
ولم تشر أي من وسائل الاعلام الحكومية في بغداد للعقد، في وقت عدت مصادر اقتصادية عراقية العقد الملياري أشبه بهبة مجانية من السوداني إلى إيران بعد الحصول على رضى وحماية المرشد الايراني علي خامنئي.
في غضون ذلك، قال النائب أسامة كريم البدر إن تجارة المخدرات والصراعات العشائرية هما العاملان الرئيسان في تردي الوضع الأمني في ميسان.
وألقت أحداث عنف وقعت مؤخراً بظلالها على مدينة العمارة التي باتت في الآونة الأخيرة مسرحاً لتصفية الحسابات الميليشياوية والسياسية والعشائرية وتجارة وتهريب المخدرات.
وشهدت المدينة اغتيالات في وضح النهار استهدفت قضاة وضباطا في الشرطة وقياديين في ميليشيات مسلحة نافذة فيما تحوّلت المحافظة الواقعة على الحدود مع إيران إلى مركز لتجارة المخدرات وتعاطيها.
واتهمت مفوضية حقوق الإنسان الحكومة بفشلها في معالجة قضية انتشار المخدرات في العراق لافتقارها لسياسة واضحة في التعامل مع هذا الملف الخطير على جميع المستويات محذرة من ان ذلك سيكلف الدولة والشعب الكثير.
وكشف مصدر في مكتب مكافحة المخدرات بشرطة ميسان أن المحافظة تعاني من ظاهرة تعاطي المخدرات والمتاجرة كونها تقع في موقع جغرافي تقترب فيه من دول تعد مرتعا لتجارة المخدرات، في إشارة لإيران.
وأضاف المصدر أن طبيعة المحافظة الجغرافية ووجود الأهوار يمكّن المهربين من استغلال ذلك حيث تحولت المحافظة من ممر للمخدرات إلى مستهلكة لها.
وقالت مديرية مكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية الحالية، إن محافظتي ميسان والبصرة الأكثر تهريبًا للمخدرات إلى المناطق الأخرى في العراق.
وقال المدير العام لمديرية مكافحة المخدرات، مازن كامل، إن هاتين المحافظتين تستقبلان مواد الكريستال والحشيشة من إيران، مشيرًا إلى أن أفغانستان هي أيضا مركز انتاج المواد المخدرة إضافة إلى إيران التي توجد فيها مصانع ومزارع، وتدخل إلى العراق.
وأضاف بأن هناك كميات تأتي من سوريا ومنها مادة الكبتاغون التي تهرب إلى العراق، مبينًا أن التهريب من الجانب الإيراني يصل إلى مدن شمال العراق وخصوصاً مادة الهيروين.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى