أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

نفي العبادي خضوعه لسليماني لا يغير من حقيقة الهيمنة الإيرانية

وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو يؤكد على أن "نماذج" رؤساء الحكومات في العراق بعد عام 2003 ليس أكثر من شخصيات خانعة للقرار الإيراني.

بغداد- الرافدين
وصف مصدر اعلامي عراقي مقرب من كواليس المنطقة الخضراء، نفي رئيس الحكومة الأسبق حيدر العبادي لما ذكره وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو بشأن خشية العبادي على حياته من قاسم سليماني، بانه لا يغير من حقيقة خضوع كل حكومات بعد عام 2003 إلى القرار الإيراني.
وأكد المصدر الذي يرتبط بعلاقات شخصية وإعلامية مع عدد من المسؤولين في العراق، على أن رئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني كان يدخل العراق من دون ان يعرف أي مسؤول سواء في حكومة العبادي أو غيرها.
وشدد على أن بومبيو أراد في تلك الإشارة التي كشف فيها عن خوف العبادي على حياته من سليماني، التأكيد أن “نماذج” رؤساء الحكومات بعد عام 2003 ليس أكثر من شخصيات خانعة للقرار الإيراني.
وتناول بومبيو في مذكراته التي حملت عنوان “لا تعطِ أي بوصة: القتال من أجل أمريكا التي أحب”. فترة عمله وزيرا للخارجية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، مستشهدا بلقائه رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي، عندما حذره بومبيو من العقوبات الأمريكية لو استمر العراق في استيراد الكهرباء من إيران، وسأله “إذا عرضت الولايات المتحدة دعماً مالياً، فهل سيتوقف العراق عن استيراد الكهرباء من إيران؟”.
وذكر بومبيو أن العبادي نظر إليه مباشرة وقال، “بعدما تغادر سيأتي قاسم سليماني لرؤيتي، ربما بإمكانك أخذ أموالي، لكنه سيسلب مني حياتي”.
ونفى العبادي ما ذكره بومبيو، واصفا الأمر بالإساءة بحقه، وتذرع بأن كلام وزير الخارجية الأمريكي السابق “جزءاً من الصراع الأمريكي الحزبي الداخلي”. غير أن مصادر سياسية وأمنية قللت من أهمية نفي العبادي لحادثة صارت تتكرر مع كل رؤساء الحكومات في العراق، وتكشف عن خضوعهم للقرار الإيراني.
واستشهد المصدر الإعلامي بحادثة اعترف فيها العبادي نفسه عندما كان رئيسا للحكومة في اجتماع ضم القوى والميليشيات الولائية وبحضور سليماني لدراسة خطط استعادة المدن التي سيطر عليها تنظيم “داعش”.
وقال إن سليماني وهو يدير الاجتماع كان يتحدث كما لو أنه المسؤول الأول في العراق، وعندما أعترض العبادي بوصفه رئيس الحكومة. وبخه سليماني أمام الحاضرين.
وأضاف المصدر الإعلامي في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم ذكر اسمه، بأن نفي العبادي يعبر عن هزالة تفكيره، حيال حادثة واحدة كشفها بومبيو، بينما حقيقة الأمر أنه كان مثل نوري المالكي وعادل عبد المهدي ليس سوى هوامش للقرار الإيراني.
وذكّر المصدر بالفيديو الشهير الذي يعبر عن ضعف شخصية العبادي، عندما حاول التقرب من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما خلال قمة الدول السبع G7 التي عقدت في ولاية بافاريا الألمانية عام 2015، وأظهر تجاهل أوباما له.
وأظهرت مشاهد تلفزيونية أوباما جالسا مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي على هامش اجتماعات القمة حين اقترب العبادي وجلس إلى يسار أوباما فيما كان الرئيس الأمريكي يدير ظهره إلى الجهة الأخرى. ورغم أن العبادي بدا كأنه يحاول عبثا جذب انتباه أوباما إلا أن الأخير أكمل حديثه مع لاغارد ورينزي.
ويحضر سليماني الذي قتل في غارة أمريكية قرب مطار بغداد، في مذكرات بومبيو الذي شغل، إلى جانب موقعه وزيراً للخارجية، منصب مدير “سي آي إيه”، في أكثر من إشارة عندما يتعلق الأمر بالعراق.
ويأتي كلام بومبيو عن خشية العبادي بالتزامن مع إعلان مسؤولين أمريكيين سابقين لمجلة “فورين بوليسي” إن رؤساء الوزراء العراقيين أعربوا عن دعمهم الشديد للمهمة العسكرية الأمريكية خلف أبواب مغلقة، ويعود تاريخها إلى عادل عبد المهدي، الذي كان على رأس الحكومة في العراق خلال فترات المد والجزر بين القوات الأمريكية والقوات المدعومة من إيران.


مصطفى كامل: مايك بومبيو فضح جبن وخوَر حيدر العبادي
وقال مسؤول كبير سابق في إدارة دونالد ترامب “في كل مرة، كان الأمر: نحن ندعمكم بنسبة 100 في المئة، ونريد وجود قوات أمريكية هنا، لضمان استمرار هزيمة (داعش) ولكن أيضًا لمواجهة النفوذ الإيراني”.
وقال المسؤول إلى “فورين بوليسي” بشرط عدم الكشف عن هويته “لكن بعد ذلك عندما تفتح الأبواب، هناك تعديل لهذه الأشياء، أليس كذلك؟ لأنه يتعين عليهم التعامل مع تاريخهم الخاص”.
ولا يستغرب مراقبون سياسيون من كون مصدر القرار السياسي في العراق يعود إلى طهران وواشنطن. مشيرين إلى أن قاسم سليماني كان يدير الأمور علنا ويزور العراق من دون أن يخبر أي مسؤول في الحكومة، كما أن أكثر من رئيس أمريكي زار العراق من دون أن يبلغ رؤساء الحكومة آنذاك.
وقال رئيس تحرير موقع “وجهات نظر” الكاتب مصطفى كامل، إن مايك بومبيو فضح جبن وخوَر حيدر العبادي الذي كشف عن خوفه على حياته من قاسم سليماني.
فيما أعتبر حازم العبيدي ‏‏المستشار السياسي لمركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان في جنيف، موقف العبادي يعبر عن اشباه الرجال.
وقال الباحث في الشأن العراقي جعفر الطيب ما ذكره بومبيو في مذكرات، لرد حيدر العبادي له “حضرة المدير، حين تغادر، سيأتي قاسم سليماني ليراني، يمكنك أن تأخذ أموالي. هو سيأخذ حياتي” يمثل حقيقة سيطرة إيران على العراق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى