أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

انتهاك سيادة العراق مستمر في ظل الحكومات الميليشياوية

مراقبون: صمت الحكومة على سقوط الطائرة في دهوك يفضح تسهيلها دخول عناصر الميليشيات للعراق وتعاونها معهم.

دهوك – الرافدين
أعاد سقوط طائرتين على متنهما عناصر من ميليشيا “قسد” وميليشيا “البي كا كا” في محافظة دهوك شمالي العراق التساؤل عن عجز حكومة بغداد في ردع الانتهاكات المتكررة للسيادة العراقية، وعن مدى سطوة هذه الميليشيات وتعامل الحكومة معها على الرغم من تصنيفها على قوائم الإرهاب وارتكابها جرائم وانتهاكات ضد المدنيين.
وحسب مصادر أمنية فإن طائرة مروحية سقطت في حقل نفطي في جبل خيري المطل على قرية بيركات التابعة لناحية جمانكي شمالي محافظة دهوك، وقتل كل من كان فيها، ولم توضح المصادر عائدية الطائرة وسبب سقطوها.
بينما تداولت وسائل إعلام عراقية وعربية في وقت لاحق أن طائرتين سقطتا وليس واحدة.
وبعد تداول وسائل إعلام مزاعم بأن الطائرات تابعة للجيش التركي نفت وزارة الدفاع التركية هذه المزاعم، وأكدت عدم تحليق أي مروحية تابعة للقوات المسلحة التركية في تلك المنطقة.
وأعلنت ميليشيا قسد المعروفة بقوات سوريا الديمقراطية أن المروحيتن اللتين سقطتا في محافظة دهوك تعود لها.
وقالت الميليشيا إن تسعة من عناصرها لقوا حتفهم في سقوط المروحيتين أحدهم ابن شقيقة قائد ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.
وكان جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق قد أعلن في وقت سابق سقوط طائرة مروحية أول أمس الأربعاء قرب قرية بيركيات في منطقة جمانكي بمحافظة دهوك، أسفر عن مقتل جميع ركابها.
وقال محافظ دهوك علي تتر، إنه كانت هناك مروحية أخرى برفقة التي سقطت وتحطمت يوم الأربعاء شمالي المحافظة.
وأضاف تتر في مؤتمر صحفي، إن الركاب الذين كانوا يستقلون المروحية التي سقطت في جمانكي ينتمون الى حزب العمال الكردستاني.
وتنشط ميليشيا حزب العمال الكردستاني في سنجار منذ عام 2014 ولها نفوذ واسع شمالي العراق حيث رجح مسؤول عسكري أن المروحيتين اللتين سقطتا قبل يومين، تعودان لجهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية.
وتتعاون ميليشيا “البي كا كا” مع ميليشيا الحشد في تهريب المقاتلين إلى سوريا وتهريب الأسلحة والمخدرات، وتزايد نفوذ هذه الميليشيا في العراق بعد اتفاق مع حكومة بغداد، حيث تدفع الحكومة رواتب لهذه الميليشيا.
ويرى خبراء أمنيون أن امتلاك الميليشيات للطائرات تطور خطير في قدرات هذه الميليشيات وتواطؤ الحكومة.
يقول الخبير الأمني، آرام مصطفى، إن “امتلاك ميليشيا حزب العمال طائرات مروحية وأسلحة متطورة يثير المخاوف، من احتمالية شن الحزب هجمات ضد المنشآت الحيوية في أربيل ودهوك.
ويؤكد أن “قوات البيشمركة لا تمتلك القوة الكافية لرد الميليشيا، ولابد من زيادة قوات حرس الحدود، وإجراء مسح جوي لطائرات التحالف الدولي، للكشف عن مدارج الطائرات التي يستخدمها عناصر الميليشيا.
وتتواصل أنشطة ميليشيا “البي كا كا” في محافظة السليمانية تحت أغطية مختلفة، من بينها منظمات “المجتمع المدني” و “حقوق المرأة والطفل” على الرغم من الإعلان في وقت سابق عن إغلاق 8 مقرات تابعة لها.
وتعليقًا على حادث الطائرة انتقد صحفيون وناشطون عراقيون صمت حكومة السوداني رغم أن الحادثة تشكل انتهاكًا لسيادة العراق من قبل ميليشيا مصنفة على قوائم الإرهاب.
قال الصحفي عثمان المختار إن “بيان ميليشيا “قسد” فضيحة بكل المقاييس”.
وأضاف “ميليشيا تدخل بمروحيتين قتاليتين الأجواء العراقية وتنقل مسلحين باتجاه السليمانية بالتزامن مع وجود رئيس الوزراء فيها. ما علاقة السليمانية بميليشيات “قسد”؟ وما هي مهمة المسلحين وهل لدى العراق إمكانية رصد الطائرات الداخلة أم إن الأجواء فالتون؟”.
الصحفي إياد الدليمي وصف حكومة السوداني بحكومة الميليشيات وأنها عاجزة عن إدارة الدولة، قائلا “كل الوقائع تثبت أن العراق يدار من قبل الميليشيات وما عملية تغيير الحكومات إلا ديكور قبيح المظهر يراد منه خداع البعض أن في العراق دولة وأن هناك تغييرًا للحكومات، الميلشيات هي المتحكم، لا يمكن لأي رئيس حكومة أن يخرج عن خطها، والكل يعلم ذلك”.
وأضاف “مازلنا بانتظار موقف الحكومة بشأن المروحية التي تحطمت في دهوك قبل يومين واتضح أنها تابعة لميليشيا ” قسد”، كيف دخلت ولماذا كانت ذاهبة الى السليمانية؟ هل تملك هذه الميليشيا مروحيات؟ هل لديها تعاون مع حكومة بغداد؟”.
بينما علق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على الحادثة بقوله “مرة جديدة يتم ضبط داعمي التنظيم الإرهابي بالجرم المشهود من خلال منحهم المروحيات”.
ويطالب عراقيون بطرد ميليشيا حزب العمال الكردستاني من العراق لانتهاكاتها الكثيرة وتهديدها أمن المحافظات العراقية وتعاونها مع ميليشيا الحشد في عمليات التغيير الديموغرافي في سنجار والمناطق القريبة منها، لكن حكومة بغداد لا تكترث لهذه المطالبات.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى