أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

وسائل اعلام غربية تتراجع بعد 20 عامًا عن العروض الزائفة وتدين غطرسة بوش باحتلال العراق

نيويورك تايمز: صور قاسم سليماني المعلقة في الميادين توحي بأنه "رئيس العراق". الاوبزرفر: خطاب بوش وبلير كان محملاً بالغطرسة وازدراء الحقائق على الأرض في العراق.

بغداد- الرافدين
استمرت وسائل الاعلام الغربية لليوم الثاني على التوالي تقديم ما يفند العروض الزائفة التي مارستها قبل وأثناء احتلال العراق عام 2003، في محاولة متأخرة أكثر من عشرين عامًا على ترويج ذرائع كاذبة لتمرير خطة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
وباستثناء أصوات واهنة من العاملين السابقين في إدارة بوش، فقد أجمعت وسائل الاعلام الأمريكية والبريطانية ومراكز الأبحاث والدراسات في الذكرى العشرين لاحتلال العراق على خطيئة العرض الإعلامي الزائف الذي شكل لحظة فضفاضة من الغطرسة الأمريكية.
وأدانت في تقارير وتحليلات مدعومة بتصريحات لعسكريين ومحللين وخبراء، المغامرة الخاطئة بشكل مأساوي للسياسة الخارجية الأمريكية والبريطانية، وما ترتب عليها من تكلفة إنسانية ومالية باهظة تسبب بها احتلال العراق عام 2003.
وكانت الغالبية العظمى من المؤسسات الإعلامية الأمريكية والغربية قد نشرت وبكثافة المزاعم والأكاذيب التي روّجتها لها إدارة جورج بوش آنذاك، دون أي تحقيق، الأمر الذي انطبق على بقية التبريرات لاحتلال العراق.
وركزت وسائل الاعلام الغربية منذ يومين على العرض البصري الزائف الذي قدّمه وزير الخارجية في إدارة بوش، كولن بأول، عن أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق أمام مجلس الأمن الدولي قبل أسابيع من احتلال العراق.
وقالت ان حرب بوش وبلير على العراق جعلت الولايات المتحدة تدفع الثمن الباهظ، عندما أنفقت ما يقدر بنحو 2 تريليون دولار في العراق على مدى عقدين من الزمن، وهو ثمن بالكاد يبدأ في التعبير عن الخسائر التي لحقت بكلا البلدين.
وما يقرب من 8500 من الأفراد العسكريين والمتعاقدين الأمريكيين قتلوا في العراق، وفقًا لمشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون، وعاد ما يصل إلى 300 ألف آخرين إلى ديارهم وهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة.
وفقد العراق ما يقرب من نصف مليون مدني في الحرب وما تلاها من حملة قادتها الميليشيات الطائفية في القتل على الهوية.

إميل حكيم: احتلال العراق كان الخطيئة الأصلية التي ساعدت إيران على تعزيز مكانتها بعد افتراس العراق

ووصفت صحيفة الاوبزرفر البريطانية خطاب بوش وبلير قبل وبعد احتلال العراق بإنه كان محملاً بالغطرسة وازدراء الحقائق على الأرض في العراق، حيث بدأت عقود من إراقة الدماء.
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل ان بوش أوضح أن السبب الرئيسي لخوض الحرب هو لمنع صدام حسين من حيازة أسلحة الدمار الشامل، وتبين لنا بعد ذلك أن دوافعنا لشن الحرب لم تكن دقيقة.
وكتب المؤرخ العسكري والكاتب البريطاني ماكس هيستنغز “الغرور الأخلاقي رذيلة محبطة للثقافة الغربية بمجرد تذكر مزاعم احتلال العراق”.
واعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير نشر الأحد أن “الشعب العراقي هو من دفع الثمن الأعلى للغزو”. وحثّت المنظمة “أطراف النزاع على تعويض الضحايا ومحاسبة المذنبين”، لكن “الإفلات من العقاب لا يزال قائماً”.
وواصلت صحيفة نيويورك تايمز، التي كانت بين الصحف التي انقادت لغطرسة إدارة بوش في ترويج الأكاذيب، نشر التقارير والتحليلات التي تركز على خطيئة احتلال العراق، من دون أن تقدم اعتذرا للضحايا الذين سقطوا في تلك الحرب التي بنيت على معلومات أمريكية زائفة.
واعترفت الصحيفة بقتل أكثر من 100 ألف مدني عراقي، وفق منظمة “ضحايا حرب العراق”. في المقابل، فقدت الولايات المتحدة قرابة 4500 عنصر في العراق.
وقالت إن العراق بات أشبه بولاية إيرانية، في اعتراف متأخر أن الاحتلال الأمريكي سلم العراق إلى إيران بعد صعود أحزاب وسياسيين يدينون بالولاء لطهران.
وذكرت الصحيفة في تقرير موسع عن الهيمنة الإيرانية على العراق، أن صور قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني المنتشرة في الميادين وعلى البنايات في المدن العراقية، توحي لأي زائر لا يعرف الأوضاع السياسية في البلاد أن سليماني الإيراني الذي قتل بغارة أمريكية قرب مطار بغداد هو “رئيس العراق”.
وقال إميل حكيم، الزميل البارز لأمن الشرق الأوسط في المعهد البريطاني الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن احتلال العراق كان الخطيئة الأصلية التي ساعدت إيران على تعزيز مكانتها في افتراس العراق.
وأضاف “العراق كان البلد المثالي لإيران لتوزيع ميليشياتها وتحقيق أهدافها، الأمر الذي أدى إلى تآكل صورة الولايات المتحدة وتفكك المنطقة “.


ماكس هيستنغز: الغرور الأخلاقي رذيلة محبطة للثقافة الغربية بمجرد تذكر مزاعم احتلال العراق

غير أن وزارة الخارجية الأمريكية رفضت التعليق على دورها في فتح الطريق أمام إيران للهيمنة على العراق بقولها لصحيفة نيويورك تايمز “نحن لا ننظر إلى الوراء بشأن تأثير الحرب في العراق وينصب تركيزنا على السنوات العشرين المقبلة”.
وشددت الصحيفة على أنه لا يمكن لأي رئيس وزراء أن يتولى منصبه في العراق من دون موافقة ضمنية على الأقل من كل من الولايات المتحدة وإيران، وهو ترتيب ينتج عنه في كثير من الأحيان رؤساء وزراء ممزقون بين واشنطن وطهران.
وأكدت على أن غالبية المسؤولين العراقيين يشغلون مناصبهم في الحكومة وفق درجة الولاء لإيران. لذلك كانت تكلفة النفوذ الإيراني على التنمية والاستقرار في العراق باهظة.
ووجدت إيران شريان حياة اقتصادها الذي يعاني من العقوبات الأمريكية، في تمرير البضائع إلى العراق الذي يشتري ما لا يقل عن 7 مليارات دولار من الصادرات الإيرانية سنويًا بينما يبيع فقط حوالي 250 مليون دولار في المقابل.
ويشتكي العديد من المزارعين ورجال الأعمال العراقيين من أن إيران خنقت التصنيع والزراعة العراقية بإلقاء كميات كبيرة من المنتجات والسلع الرخيصة في العراق.
وعلى الرغم من أن العراق بلد غني بالنفط، لا يزال ثلث سكانه البالغ عددهم 42 مليوناً يعيشون في الفقر، أما البطالة فهي مرتفعة في أوساط الشباب، فيما يحتجّ العراقيون كذلك على النزاعات السياسية والنفوذ الإيراني في بلدهم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى