أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الميليشيات تنتهك حقوق المسيحيين في العراق وسط صمت حكومي

أهالي سهل نينوى يطالبون بطرد ميليشيات الحشد من مناطقهم بسبب اعتداءاتها المتكررة ضدهم.

نينوى – الرافدين
تستمر ميليشيا بابليون المنضوية في ميليشيات الحشد بارتكاب الانتهاكات ضد المدنيين في سهل نينوى والاستيلاء على الأراضي والمنازل من غير أي ردع من الجهات الحكومية على الرغم من المناشدات الكثيرة من أهالي المنطقة، وأخر هذه الاعتداءات محاولة السيطرة على قضاء الحمدانية بقوة السلاح.
وحاولت ميليشيا بابليون التي يتزعمها ريان الكلداني السيطرة على بلدة “قره قوش” مركز قضاء الحمدانية حيث توجهت مجموعة من العناصر بقيادة أسامة الكلداني شقيق ريان للبلدة إلا أنه وبدعم من المطران يونان حنو وجميع القادة الدينيين المسيحيين الرئيسيين الآخرين في سهل نينوى، تجمّع الأهالي وتصدوا للقافلة التابعة للميليشيا وطردوها من البلدة.
وكان أهالي سهل نينوى قد طالبوا أكثر من مرة بطرد ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لها بابليون بسبب اعتداءتها المتكررة على المواطنين وسرقة منازل المسيحيين وتهريب الآثار إلا أن الجهات الحكومية تجاهلت هذه المطالبات.
وكشف قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين عن تواصل اعتداءات ميليشيا “كتائب بابليون” وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في مناطق “سهل نينوى” بمحافظة نينوى، ومحاولتها السيطرة على قضاء الحمدانية.
وأفاد القسم أن أهالي بلدة “قره قوش” مركز قضاء الحمدانية يتقدمهم المطران يونان حنو ووجهاء سهل نينوى، قاموا بالتصدي لهذه المحاولة حيث تجمّع سكان القضاء وتظاهروا ضد قافلة “كتائب بابليون” المتوجهة نحو البلدة وطردوها، وسط تصاعد حالة الغضب الشديد تجاه هذه الميليشيا المتورطة بعمليات اعتداء على المواطنين، وابتزازهم عند نقاط التفتيش، ومحاولاتها المستمرة للسيطرة على مفاصل الحياة.
وبين قسم الإعلام أن هذه الميليشيات تسيطر على ما تسمى “وحدات حماية سهل نينوى” وتسخرها لأهدافها الخاصة، وافتعال الأزمات مع السكان، ولا سيما مع رجال الدين المسيحي في قضاء الحمدانية.
وأشادت هيئة علماء المسلمين في العراق بمبادرة أهالي قضاء الحمدانية في الدفاع عن مناطقهم، واجتماع كلمتهم وتصديهم لهذه الميليشيا وإيقافها عند حدها، داعية أبناء الشعب العراقي للاقتداء بهم في هذا الموقف.
وحمّلت الهيئة مسؤولية استمرار هذه الجرائم والانتهاكات لحكومة الاحتلال الحالية وأحزابها وميليشياتها.
وتدعي ميليشيا بابليون أنها تمثل المكون المسيحي في نينوى وتحميه، إلا أن تقارير كشفت أن الميليشيا ليست مسيحية وفيها مجندون من غير المسيحيين، وهي امتداد لنفوذ ميليشيا الحشد التابعة لإيران.
وذكر تقرير لمعهد واشنطن أنه رغم الواجهة المسيحية التي قدمتها عائلة الكلداني وبعض قادة الوحدات، فإن ميليشيا بابليون ليست لواءًأ مسيحيًا كالذي تصور نفسها عليه، ومعظم عناصرها من الشيعة من جنوب العراق.
وقال التقرير إنه باستخدام الدعم المالي من إيران وحملة انتخابية تركزت على شراء الأصوات، تمكن الفرع السياسي لميليشيا بابليون، من مضاعفة تمثيله البرلماني في انتخابات 2021 ويسيطر الآن على 4 من المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحيين.
وأوضح التقرير أن الكراهية المسيحية في سهل نينوى تجاه ميليشيا بابليون تتزايد منذ 2017، بعد أن ثبت أن أفراد الميليشيا قد نهبوا القطع الأثرية المسيحية من دير مار بهنام.
ويرى مراقبون أن ميليشيا بابليون لا تمثل المكون المسيحي وإنما فرضت عليه من ميليشيات الحشد والأحزاب السياسية الممثلة له في البرلمان، وتصوير هذه الميليشيا على انتهاكاتها الكبيرة الحامي للمسيحيين لن يخفي جرائهما ضدهم وضد بقية المكونات من قتل وتهجر ومنع الأهالي من العودة للمناطقهم.
قال مسؤول قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين معاذ البدري إن “سلوك الميليشيات تجاه أهالي سهل نينوى مشابه تمامًا لما يحدث من انتهاكات في مناطق حزام بغداد وغيرها من المدن”.
وبين أن الهدف من هذه الاعتداءات هو لزيادة نفوذ إيران لأن مناطق سهل نينوى تمثل موقعًا مهمًا بالنسبة لمشروع إيران طريق طهران-بيروت.
وأضاف لتحقيق ذلك تسعى -إيران- لتشديد قبضتها على المناطق المختلطة التي تسكنها أقليات دينية أو عرقية، وما ميليشيا بابليون سوى معول يستخدمه الحشد ومن وراءه إيران.
وتمنع الميليشيات الأهالي من العودة لمناطقهم حيث كشفت تقارير في وقت سابق عن تراجع كبير في أعداد المسيحيين بسبب هيمنة الميليشيات الموالية لإيران على مقاليد الحكم في البلاد.
ويخشى كثير من المسيحيين من العودة لمناطقهم بسبب سيطرة الميليشيات عليها بالإضافة إلى غياب الإعمار والخدمات وسوء المعاملة في الدوائر الرسمية، فمدن تلكيف والحمدانية والقوش وبعض أحياء مركز مدينة الموصل أشبه ماتكون خالية من المسيحيين.
ولا يقتصر الأمر على نينوى فأعداد المسيحيين شهدت تراجعًا في جميع مدن العراق منها العاصمة بغداد والبصرة، حيث بين تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن المجتمعات المسيحية فقدت وجودها في العراق بسبب الميليشيات والإهمال الحكومي حيث تقلصت أعدادهم إلى أقل من الثلث.
وكشفت التقرير عن عمليات التغيير الديمغرافي الذي تنفذها ميليشيات مدعومة من أحزاب سياسية داخل مناطق المسيحيين ومنها سهل نينوى متهمًا الحكومة بتعمد تجاهل إعادة أعمار برطلة وقطع الخدمات الصحية عنها وترك سكانها مهمشين لغرض دفعهم نحو النزوح عن ديارهم.
في وقت سابق صرح بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، أن السبب الرئيسي في استمرار نزوح آلاف الأسر المسيحية من سهل نينوى ومناطق أخرى شمالي العراق، يعود إلى هيمنة الميليشيات وغياب الإعمار في مناطقهم، مؤكداً أنه لا بيئة آمنة لهم في العراق.
وقال أنه قد يأتي يوم يكون العراق فيه خاليًا من المسيحيين، في ظل التمييز المستمر ضدهم من قبل جهات متعددة، من ضمنها مليشيات مسلحة وأحزاب فاسدة، وغياب الخدمات وفرص العمل ورؤية واضحة للمستقبل.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى