أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الدكتور مثنى الضاري: رمضان من شواهد قوة الأمة الكامنة في نفوس شعوبها

مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق: ما حدث في حركة المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي يعبر بوضوح صريح عن القوّة الكامنة في نفوس الشعوب المسلمة عندما تُضام وتُحتَل لتدافع عن نفسها.

عمان- الرافدين
قال الدكتور مثنى حارث الضاري مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق “إن شهر رمضان الكريم من شواهد قّوة الأمّة الكامنة على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب”.
وشدد في محاضرة بعنوان “رمضان والقوّة الكامنة في الأمة” على أن مصطلح “القوّة الكامنة” شائع وهو لفظ معروف ومنتشر، في حين يكون شهر رمضان هو الشاهد الأبرز على قدرة الأمّة على إخراج ما عندها من قوى في ظل الظروف التي تعيشها في الواقع المعاصر.
ولفت الدكتور الضاري في المحاضرة التي أقيمت عبر منصة “غياث” الدعوية الرقمية في ختام الموسم الرمضاني للدروس والمحاضرات العلمية التي نظمها قسم الدعوة والإرشاد في هيئة علماء المسلمين في العراق، إلى أن تاريخ الأمّة حافل بالشواهد التي كانت الأمّة تظهر بواسطتها قوّتها الكامنة في مجالات مختلفة، فتُحدث التغيير المطلوب زمانًا ومكانًا وحالاً وأوضاعًا.
وقال “إن الإسلام بظهوره عبّر عن قوّة فعلية غيّرت واقع الجزيرة العربية أولاً ثم العالم كلّه، فانتقل الناس في ظل الإسلام من واقع جاهلي على مستوى العقيدة، إلى روح الدين وعقيدته وأحكامه وشرعه وأخلاقه، ففتحوا البلدان ومكّنوا السيادة للأمة قرونًا طويلة”.
وسلّط الدكتور الضاري الضوء على العديد من الشواهد التي كانت تُظهرها الأمّة بين حين وآخر وتحدث التغيير على مستويات ومديات واسعة جدًا، من قبيل حركة الفتوحات الإسلامية، ثم انتفاضات الأمم المسلمة ضد الظالمين، ثم عودة الأمّة إلى بناء دولتها ومؤسساتها، ثم تصدّيها للغزاة، مثلما حصل بعد سقوط بغداد في القرن السابع الهجري، وما تلاه من الدفاع عن دمشق، ثم بناء دول جديدة كما حصل في مصر، ثم بناء سلطنات جديدة في أواسط آسيا وشرقها، وغير ذلك بما يعبر بصدق عن قدرة الأمّة على إظهار قوّتها الكامنة عندما تحتاج إلى ذلك.
وأشار مسؤول القسم السياسي في الهيئة إلى أن الأمّة ما تزال إلى الآن تظهر هذا النوع من القوى، إذ إن الحركات الإصلاحية والجهادية في العصر الحديث والمعاصر تعد أمثلة وشواهد على ذلك، مبينًا أن أقرب مثال يمكن الاستشهاد به في العراق ما حدث في حركة المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي التي تعد تعبيرًا واضحًا وصريحًا عن القوّة الكامنة في نفوس الشعوب المسلمة عندما تُضام وتُحتَل لتدافع عن نفسها.
وأكد على أن مظاهر القوة عند الأمة تظهر من خلال المواقع الكبيرة سواء كانت على المستوى السياسي أو العسكري أو التأريخي أو الحضاري.
وشهدت المحاضرة تحليلات لأمثلة أخرى تتعلق بمؤهلات الأمّة لإظهار قوّتها وإحداث التغيير المطلوب في الواقع، حيث استعرضت فقراتها مؤهلات المسلمين وإمكانياتهم وقدرتهم على توظيف قواهم الكامنة في مشروعات إصلاحية وبنّاءة، واستعادة ريادتهم في العالم، ولا سيّما أن شهر رمضان الكريم موسم تتضافر فيه الجهود وتتحد في ظله المسارات، على مستوى العبادات والتكافل الاجتماعي والانضباط الأخلاقي وغير ذلك من القيم التي تضبط سلوك الأمة بأفرادها وشعوبها على نسق واحد.
وتحرص منصة “غياث” الدعوية التي يشرف عليها القسم العلمي وقسم الدعوة والإرشاد في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ على ترويج المحتوى العلمي والدعوي الهادف، وتنمية المجتمع بقيم الإسلام وآدابه، فضلاً عن خدمة طلبة العلم وانتقاء المعلومات من مصادرها المعتبرة والموثقة، واستنباط الأفكار والرؤى؛ وإتاحتها للجميع.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى